نجوم سفراء لحملات توعية

كارين اليان ضاهر 27 أكتوبر 2018

في كثير من الأحيان، يشكل المشاهير جزءاً مهماً من حملات التوعية في مختلف المجالات، سواء تلك التي تُعنى بالصحة أو بالنواحي الاجتماعية أو الإنسانية أو غيرها. إذ يحرص القيّمون على هذه الحملات على اللجوء إلى النجوم كوجوه إعلانية وسفراء للحملات نظراً لتأثيرهم الكبير في الرأي العام الذي قد يشكل وجودهم قناعة له أياً كانت الظروف. لكن اللافت أن هؤلاء النجوم قد لا يعكسون دائماً الصورة الحقيقية للحملة، وقد لا تصل الرسالة المرغوبة بالطريقة الصحيحة. لذا، فإن في اختيار النجم مسؤولية كبرى تقع على عاتق القيمين على الحملات، حتى يتمكنوا من نقل الصورة بأفضل شكل ممكن وتحقق الحملة أهدافها التوعوية.


الحملة الوطنية للتوعية حول التشوّهات الخلقية الفموية:

تم اختيار ملكة جمال لبنان السابقة كليمانس أشقر سفيرةً للحملة لجمالها الطبيعي الناعم من أجل تسليط الضوء على أهداف الحملة التي شدّدت على أهمية التوعية حول الكشف المبكر عن هذا النوع من المشكلات، والذي يمكن أن يساعد في الحد من أضرارها على الطفل وعائلته في المدى البعيد. وقد تمت الاستعانة بكليمانس أشقر لاعتبارها تتمتع بجمال طبيعي ولم تخضع أبداً إلى عمليات تجميل، مما يمكّنها من نشر رسالة الحملة فتحقق أهدافها بشكل أفضل.

حملة توعية حول أمراض القلب:

نظّم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حملة توعية حول أمراض القلب في اليوم العالمي لأمراض القلب لعام 2016 بمشاركة سفراء “يويفا” ولاعبين سابقين لكرة القدم. وفي الحملة تم تسليط الضوء على أهمية الرياضة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

الحملة الوطنية للتوعية حول مخاطر المخدرات:

تحت عنوان “بلاها وبلا بلاها” استعانت الحملة الوطنية للتوعية حول مخاطر المخدرات في عام 2012 بعدد من المشاهير ونجوم الفن، منهم الممثلان مازن معضّم وورد الخال والفنانة دينا حايك والإعلامي وسام بريدي والرياضي فادي الخطيب، حيث لعب كل منهم دوراً في التوعية بحسب مهنته ومجال عمله.

جمعية ترقّق العظام اللبنانية:

اختارت هذه الجمعية الفنانة ماجدة الرومي ممثلةً فخرية لها تشارك في مختلف أنشطتها الخاصة والتي تُعنى بالتوعية حول مخاطر ترقّق العظام.

حملة توعية “لا تكتب وأنت تقود السيارة”:

اختيرت النجمة هيفاء وهبي “سفيرة الاتصالات للقضايا الإنسانية” لإطلاق حملة “لا تكتب وأنت تقود السيارة” لتسليط الضوء على خطورة استخدام الهاتف في كتابة الرسائل أثناء القيادة.

حملة التوعية الإقليمية في السلامة المرورية:

استعانت الحملة التي تهدف إلى الحد من حوادث السير وأُطلقت تحت شعار “اسمع منهم” بعدد من السفراء كملكة جمال لبنان 2017 ساندي تابت والفنانين بديع أبو شقرا وإلسي فرنيني وميشال أبو سليمان ومادونا والإعلامي طوني بارود وغيرهم.


الاختصاصية في المعالجة النفسية سينتيا باخوس:

يجب أن يكون اختيارالنجم صائباً

- لماذا يلجأ القيّمون على حملات التوعية إلى المشاهير والنجوم دون غيرهم من الناس كوجوه للحملات وسفراء لها؟

يلجأ القيّمون على حملات التوعية إلى المشاهير لأسباب عدة أبرزها أن شهرة هؤلاء النجوم تساعد على نشر الرسالة التي يتبنّونها بشكل واسع، وتساهم في أن تحقق الحملة أهدافها بسرعة. بشكل عام، هناك عناصر عدة تلعب دوراً في الاستعانة بهؤلاء النجوم للترويج للحملات.

أولاً: رؤية هذه الوجوه المألوفة على الشاشات كسفراء لحملات التوعية تلفت الانتباه إليها على الفور.

ثانياً: يعشق الناس التمثّل بالنجوم وعيش حياتهم بالطريقة نفسها إلى درجة أن ذلك قد يشكل هاجساً للبعض.

ثالثاً: تصل الرسالة من وراء حملة التوعية إلى شريحة أوسع من الناس وتنتشر إلى حد كبير تماماً كما هي أهداف القيّمين عليها. واللافت في هذه الحملات، أن في حال انضمام أحد النجوم إليها، يتضامن الكل معها، فيتوقع القيّمون على الحملة أن عشاق النجم وكل متتبعيه على مواقع التواصل الاجتماعي سيتضامنون مع الحملة ويتأثرون بها.

رابعاً: يعرف القيّمون على حملات التوعية أن الناس سيتذكرون الحملة حتى بعد انتهائها نظراً للمشاعر التي انتابتهم خلالها، ووجود أحد المشاهير فيها يلعب دوراً أساسياً في تعاطفهم معها. حتى أن الاستعانة بالمشاهير في حملات التوعية باتت اليوم تشكل “موضة”، وبقدر ما تكون شهرتهم واسعة يتحقق هدف الحملة بالانتشار بشكل أفضل.

- قد يكون اختيار النجم خاطئاً أحياناً في التوعية وإيصال الرسالة إلى الناس، إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك سلباً في أهداف الحملة؟

من المهم أن يُبدي القيّمون على الحملات حرصاً شديداً عند اختيار المشاهير الذين سيكونون سفراء لها. يجب أن يكون اختيار النجوم صائباً نظراً للأثر السلبي الكبير الذي قد ينتج من الخطأ، ففي هذه الحالة، إما لا تصل الرسالة أو تصل بطريقة خاطئة فلا تحقق الهدف المرجو منها. وإذا كان النجم أكثر شهرة ولا يمثل أهداف الحملة، يصبح الوضع أكثر سوءاً. في كل الحالات، من المهم أن يتمتع النجم بسمعة جيدة في قضايا من هذا النوع بشكل خاص كالتوعية حول شؤون صحية أو اجتماعية أو إنسانية لمزيد من الصدقية.