نبراس شمام: الفن الملتزم بديل الفن الهابط ونبشر بغد جديد حتى في أحلك الظروف

كارولين بزي-تونس 26 أكتوبر 2018

نحار في تصنيف أنواع الفنون، لاسيما الفن الملتزم، الذي لا يجد سوقاً لترويجه في العالم العربي. و"مجموعة البحث الموسيقي" هي فرقة فنية تأسست في أواخر السبعينات من القرن الماضي، في الجنوب التونسي، ويرأسها الفنان التونسي نبراس شمام.

وعلى هامش الحفل الذي أحيته الفرقة على مسرح "أيام قرطاج الموسيقية" ضمن فئة الفن الملتزم، أوضح رئيس الفرقة شمام معنى الفن الملتزم، وقال في حوار خاص لموقع "لها" الإلكتروني إن الفن الملتزم هو أن نقدم أغنية بديلة عما يُقدم على الشاشات من فن هابط، وأغنيات مبتذلة، من خلال الألحان والكلمات، أو من خلال من يقدمها أو طريقة تقديمها، مروراً بتسليع المرأة.

وأضاف أن "الفن منذ الانسان الأول هو تعبير عن واقع الانسان وليس التطرق إلى الآلام والمعاناة فحسب، لكن إلى الأحلام والطموحات أيضاً، وبالتالي نسعى لأن نقدم فناً يعّبر عن الناس".

وتابع نبراس شمام: "باتوا يتناولون مواضيع الحب والعشق بابتذال وركاكة، إذ هناك فرق شاسع بين أغنيات اليوم وأغنيات السيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب".

ولفت إلى ان "مجموعة البحث الموسيقي" تحاول أن تؤسس ذوقاً آخر، ومن دون أن يحمّل الأغنية الملتزمة ما لا طاقة لها به، فهي لن تُحدث ثورة ولكنها ستساهم بالارتقاء بالذوق العام الذي بدوره يساهم بتوعية المواطن العربي بقضاياه ومشاكله.

وعن سبب سوء ترويج هذا اللون الفني في العالم العربي، قال: "في العالم العربي يحبون الفن الملتزم، ولكنهم لا يروجون له، فهي المرة الأولى التي نشارك فيها في مهرجان رسمي بدعوة من أيام قرطاج الموسيقية، علماً بأننا نحيي حفلات في الأودية وعلى الجبال ونأكل وننام أحياناً في السيارات، ونجوب كل قرى وأرياف تونس، وأعتقد انه لا يوجد فنان استطاع أن يقدم ألف عرض خلال خمس سنوات مثلنا".

وعمّا إذا كان الفن الملتزم مرتبطاً بالسياسة، اكّد الفنان التونسي انه لا ضرورة لأن يرتبط الفن الملتزم بالسياسة، بل بالواقع الذي نعيشه، فإن كان وردياً سنعبر عنه بوردية، ولكنه واقع قاتم، وبالتالي مضطرون لأن نعبّر عن هذا الواقع الذي يغيب عنه الفنانون الآخرون.

وختم بالقول: "نحن نبشر بغد جديد وأمل جديد حتى في أحلك الظروف، إذ ان دورنا أن نصحي الناس ونبشرهم ونشجعهم على تغيير الواقع".