"درب الشهامة" - العمل الأخير لياسر المصري وبطولة نور صعب في الدراما البدوية

29 أكتوبر 2018

في زيارة الى مضارب مسلسل «درب الشهامة» الذي يُصوّر في مناطق أغوار الأردن، من إنتاج شركة «ميثاق»، تكشف أسرة العمل كثيراً من التفاصيل الدرامية حوله، وعن الأداء الأخير فيه للممثل الأردني ياسر المصري، كضيف شرف قبيل وفاته في آب (أغسطس) الماضي نتيجة حادث سير، إلى جانب الممثلين نور صعب من لبنان، والأردنيين المتمرسين في دراما البادية شايش النعيمي وروحي الصفدي وعبير عيسى وجميل براهمة ورشيد ملحَس ومنذر خليل مصطفى، وسواهم.

ويتولى وليد الهشيم تأليف الموسيقى التصويرية، والشاعر أحمد الفاعوري كتابة القصائد البدوية، على أن يُعرض العمل على مدى ثلاثين حلقة في شهر رمضان المقبل.

ويكشف المخرج محمد العوالي أن أحداث المسلسل البدوي «تتصاعد بخطوط متنوعة في صراعات قبلية ضمن الحرب الأزلية بين الشر والخير»، أبرزها موت عقيد ديرة «نهار»، فتدور الشبهات حول «النمرود»، من أداء الفنّان شايش النعيمي، الذي تحوّل من راع بسيط إلى عقيد «الحنشل» وقاطع طرق نتيجة فجيعته بحرق زوجته وجنينها. وفي خط مواز، تريد «فتنة» الانتقام من قاتل أهلها، فتجد ضالتها في «النمرود»، بينما يفقد «فارس» محبوبته، و «صلفة» تبحث عن ابنتها «رجولة».

ويضيف حول كونه مؤلف العمل أيضاً: «المسؤولية مضاعفة لأنها كاملة على السياق الدرامي والربط بين الصورة والكتابة التي حصلت ابتداءً من منظور المخرج للدراما التي يريدها ليترجمها في المشاهد».



وتتحدث الممثلة اللبنانية نور صعب عن دور «فتنة» الذي يتضمن أربع شخصيات مختلفة، قائلةً: «هي فتاة ذاقت اليتم منذ طفولتها، فحظي بتربيتها «النمرود» المنقلب على الديار كافة، لتصبح فارسة شجاعة ويده اليمنى، إلى جانب جمالها. لا تخلو مشاعرها من الحنان والطيبة، ولكن الحقد مسيطر دائماً على شخصيتها الانتقامية، إذ إن هدفها الرئيسي هو الثأر لوالديها اللذين قتلا أمام عينيها، في رحلة تضطر فيها إلى انتحال شخصيات عدّة، مثلاً تتنكر بصفة طبيبة لتدخل إحدى القبائل».

وفي إشارة إلى كونها أول ممثلة لبنانية تؤدي بطولة عمل أردني بدوي، تؤكد أن «الشعور جميل ومصحوب بالثقة، لأني قمت بالتحضيرات الصحيحة للشخصية والنوع الدرامي، سواء عبر مشاهدتي مسلسلات تندرج تحت هذا اللون، كما تمرست على اللهجة البدوية غير السهلة، والتي ساعدني في إتقانها الفنان الراحل ياسر المصري بفضل له سأذكره دوماً».

وتضيف: «إلى جانب نوع العمل واللهجة، هو تحد لي كممثلة بسبب أدوات الشخصية المحاربة والمركبة، إذ تعلمت ركوب الخيل، والمبارزة بالسيف، وضرب السوط والخنجر، مع مخرج المعارك والمجازف السوري جمال الظاهر».



يُذكر في هذا الجانب أن المصري الذي أدت وفاته إلى وقف التصوير فترة بعد رحيله، يجسّد في العمل شخصية «سمران» الذي يدعي «النمرود» أنه قاتل عائلة «فتنة»، ويؤلبها عليه. وفي معلومات لـ «الحياة»، يخرج «سمران» في رحلة خارج القبيلة، فيصاب بطلق ناري، وفق سيناريو العمل الذي تعدل بإماتته، فتتابع خطه شخصية شقيقه «غياث» من أداء الممثل رشيد ملحس، ويصبح بديله في محط ثأر «فتنة»، علماً أن المصري انتهى من تصوير مشاهده في «الديرة الأولى» من العمل وفق المخرج العوالي ومدير الإنتاج هزّاع البرماوي.

ويعيد «درب الشهامة» الممثل روحي الصفدي إلى التمثيل عبر شخصية «الشيخ نهار»، عقب تماثله للشفاء من إصابة سببها حادث سير خطير ألزمه فراش العلاج مدة طويلة. ويقول الممثل جميل براهمة عن دور «الشيخ سرحان» الذي يؤديه ويحمل جانباً عاطفياً، إنه «يتمتع بصفات الفارس العربي، من كرم وشهامة وغيرة وشجاعة. تربطه علاقة بديرة «الشيخ نهار» فيقف إلى جانب أهلها، بخاصة أنه يحمل حباً جمّاً لشقيقته «جواهر» التي لا تزال محافظة على وفائها لذكرى ابن عمها محبوبها السابق، قبل أن يقع في شباك «فتنة» ضمن علاقة شائكة جداً خاضعة لحسابات العداوات القبلية والشخصية».

ويشارك الممثل منذر خليل مصطفى في «درب الشهامة» عبر شخصية «فارس» ابن «الشيخ نهار» التي تتسم بداية بالهدوء والوفاء والأخلاق الدمثة، في خط يحمل صراعات عدّة ويشير إلى الزيجات التقليدية في المجتمع البدوي، إذ يحاول والده وأمه إجباره على الارتباط بابنة خاله التي تحاول السيطرة عليه بشتى الطرائق، بينما هو واقع في غرام «الهنوف» ابنة أحد الباعة البسطاء.

نقلاً عن الشقيقة "الحياة" بقلم أمين حمادة