الفنانة الأردنية أمال دباس: مواجهة مرض السرطان بداية العلاج

هنادي عيسى 04 نوفمبر 2018

عاشت الممثلة الأردنية أمال دباس تجربة قاسية مع مرض سرطان الثدي، لكنها تمكنت بإرادتها القوية من تجاوز محنتها بمفردها بعد أن خذلها شريك حياتها وتركها في منتصف الطريق. أصبحت دباس رمزاً للقوة في بلدها الأردن، وفي حوارها مع “لها” تحدثت عن تجربتها بكل تفاصيلها.


- في هذا الشهر الخاص بحملات التوعية بمرض سرطان الثدي، وبعد شفائك منه، ماذا تقولين للمرأة التي تخاف الكشف المبكر وزيارة طبيب النساء؟

أولاً، أشكر مجلة “لها” الغرّاء وجمعية القافلة الوردية على اهتمامهما بالتوعية بمرض سرطان الثدي، والذي يعتبر من أكثر أنواع السرطان المنتشرة في العالم. وبدوري، أدعو كل امرأة للخضوع للفحوص والتحاليل الطبية اللازمة والمتعلقة بالثدي، بدءاً من سنّ الأربعين في حال لم يكن في عائلتها تاريخ مرضي، أما إذا كان سرطان الثدي مرضاً وراثياً في العائلة، فعلى المرأة الإسراع في الكشف المبكر، أي في سنّ الثلاثين للاطمئنان على صحتها، ولتتمكن من التغلب على المرض وهو في مراحله الأولى في حال اكتشفت أنها مصابة به. فالمرأة في المجتمع الشرقي والذي تنعدم فيه الثقافة، بحيث لا يزالون يطلقون على السرطان تسمية “هيداك المرض”... تخشى زيارة الطبيب وبالتالي لا تُجري الفحوص الطبية بصورة دورية، لذا عليها التخلص من خوفها ومواجهة المرض بشجاعة، لأن المواجهة هي الأساس في التغلب على المرض.

- أي نصيحة تسدينها للمرأة؟

أقول لكل امرأة إن صحتك هي الأهم، فلا تُهمليها على حساب مسؤولياتك العائلية، فالصحة أغلى ما تملكين في الحياة. كوني أنانية في الاهتمام بصحتك، فالتمتع بالصحة الجيدة يساعدك في القيام بواجباتك العائلية على أكمل وجه.

- كيف اكتشفت أنك مصابة بسرطان الثدي، وهل من عوارض أنذرت بذلك؟

أنا معتادة منذ سنوات طويلة على زيارة الطبيب النسائي، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام. لكن في العام 2011 وقبل موعد زيارتي الطبيب بشهرين، اكتشفت ورماً صغيراً في ثديي حسبته للوهلة الأولى غدة حليبية، لكن مع مرور الوقت أحسست أنني ربما أكون مصابة بسرطان الثدي، ورغم ذلك أجّلت زيارة الطبيب الى حين انتهائي من تقديم المسرحية التي كنت أشارك فيها.

- زرتِ الطبيب، لكن ماذا حصل في أثناء الزيارة؟

شعر الطبيب خلال الفحص السريري، وبناءً على خبرته الطويلة أن هناك ورماً خبيثاً في الثدي، لكنه طلب أخذ خزعة من الثدي للتأكد من طبيعة الورم، فكان له ما أراد، وأظهرت النتائج أنني مصابة بسرطان الثدي ولا يزال في مراحله الأولى رغم أنه من النوع الشرس، فما كان من الطبيب إلا أن شجّعني على تقبّل الموضوع بسلاسة طالباً مني الاستعداد للمواجهة.

- كيف بدأت خطوات العلاج؟

بدأت أولاً بإجراء الصور الشعاعية والفحوص المخبرية اللازمة لتشخيص المرض، وبعد التأكد من كل شيء نصحني طبيبي الخاص بالتوجه الى المدينة الطبية لتلقي العلاج لمدة ستة أشهر. وأذكر أنه قال لي يومها: “أمال، عليك أن تعرفي أنك مع هذا المرض ستكونين مثل شخص موجود في قارب وسط المحيط تتقاذفه الأمواج، ويسعى بقوة إيمانه وصبره للوصول الى شاطئ الأمان بهدوء ومن دون أي انتكاسات نفسية”... كما أنه خيّرني بين الجراحة الجزئية للثدي التي تصل نسبة الشفاء فيها الى 95 في المئة، أو الاستئصال للثدي الكامل والشفاء التام.

- وماذا اخترت؟

فضّلت طبعاً استئصال الثدي حرصاً مني على الشفاء التام، لذا خضعت لعملية جراحية تلقيت بعدها العلاج الكيميائي.

- كيف تصفين مشاعرك في أثناء تلقي العلاج الكيميائي؟

لا أدّعي أنني امرأة خارقة، لكنني كنت أفكر دائماً بطريقة إيجابية لأساعد نفسي على الشفاء من المرض. خضعت لأربع جلسات من العلاج الكيميائي، بدأ شعري يتساقط على أثرها... كانت تتجاذبني مجموعة من المشاعر المتناقضة، فأنوثة المرأة تكمن في شعرها ونهديها. أزعجني ذلك خصوصاً أنني فنانة مشهورة واضطررت لوضع الشعر المستعار قبل أن أبدأ بالعلاج، بناءً على نصيحة الطبيب. خسارتي شعري جعلتني أبكي وأنزوي في غرفتي، لكنني اليوم تماثلت للشفاء وأنعم بصحة جيدة.

- في العادة، يقف المحيطون بمريض السرطان إلى جانبه ويدعمونه، مما يسرّع في شفائه، لكن ماذا عنكِ؟

بالتأكيد أولادي وقفوا إلى جانبي، لكن شريك حياتي تخلّى عني في منتصف الطريق، وتركني أتخبّط في مواجهة المرض. فانفصالي عن زوجي كان ضربة قاسية أثناء تلقيّ العلاج، لكنني صرت مقتنعة بأن الزوج الذي يترك زوجته في محنتها، لا يستأهل أن تكمل مشوار الحياة معه.

- اليوم وقد شُفيتِ تماماً، كيف تهتمين بصحتك؟

بعد شفائي من السرطان، كنت أزور الطبيب كل ستة أشهر، أما اليوم فأذهب إليه مرّة في السنة للاطمئنان وإجراء الفحوص اللازمة.

- هل تشاركين في حملات التوعية بمرض سرطان الثدي التي تُقام في الأردن؟

أحاول دائماً أن أوجّه رسائل إلى المرأة الأردنية بضرورة الاهتمام بصحتها، وأشارك في الندوات التي تتعلق بسرطان الثدي، كما أتواصل مع مركز الأمل المتخصص بأمراض السرطان، وألبّي أي دعوة تصلني منهم، هذا إلى جانب كوني ناشطة اجتماعية وسفيرة لبرنامج الغذاء العالمي لمكافحة الجوع.