أول رئيسة في “اتحاد التسويق الرياضي” الإعلامية فدوى الطيّار: سيكون للمملكة العربية السعودية أكبر سوق استثماري رياضي

جدة: آمنة بدر الدين الحلبي 04 نوفمبر 2018

ممثلة إذاعية من طراز رفيع، بدأت حياتها الفنية من هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي بمسلسلات إذاعية تروي حكايات الزمن الجميل من المجتمع الحجازي، وإعلامية مخضرمة خطت مسيرة طويلة من العطاء الثقافي والفكري والمجتمعي، حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به في الإعلام السعودي. عيّنها الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي في منصب رئيسة لجنة الأنشطة الاجتماعية، نظراً لخدماتها الكبيرة في إطار المسؤولية الاجتماعية. “لها” التقت الإعلامية فدوى الطيار فتحدثت عن تجربتها الإعلامية، وكيفية مساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية للاتحاد، لتخدم المجتمعين المحلي والدولي، من خلال تواصلها مع الشركات الداعمة، ورجال الأعمال، لما تتميز به من علاقات متشعّبة.


- كيف تلقيتِ خبر تعيينك رئيسةً للأنشطة الاجتماعية في الاتحاد الدولي، وعلامَ تعتمد تلك اللجنة؟

لم تسعني الفرحة لحظة اختياري لهذا المنصب، لاعتبار تلك اللجنة من أهم لجان الاتحاد، وتعتمد اعتماداً كلياً على التواصل بين الاتحاد ورجال الأعمال، وبين الشركات والجهات الداعمة للاتحاد.

- ما الذي تنتظرينه من رجال الأعمال؟

دعم الاتحاد ومشاريعه وأنشطته الاجتماعية والثقافية والرياضية.

- على أي أساس تم تعيينك، وكيف ستساهمين في تحقيق التنمية الاقتصادية للاتحاد؟

لم أُعيَّن، بل رشحني الاتحاد لهذا المنصب بالاستناد الى خبرتي الإعلامية الطويلة، وعلاقاتي المتشعبة والواسعة في هذا المجال، والتي تعود الى أكثر من 16 عاماً، وسوف أسعى لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة عبر علاقاتي الجادة مع رجال الأعمال من خلال شركاتهم الداعمة والراعية للاتحاد.

- ما هي برامج المسؤولية الاجتماعية التي ستعملين عليها؟

لم نعقد بعد اجتماعنا الكبير والذي نحدد من خلاله سير العمل. كل برنامج يتضمن دعماً حقيقياً لأفراد المجتمع وأهدافه، ويحمل في طياته رسائل تنموية، يعترف بها المجتمع ونسعى إليها بثقة، لكن الاتحاد وُلد حديثاً ونتمنى له أن يكبر بدعم الأنشطة، وكل ما يهم المجتمع بشبّانه وشابّاته على حد سواء.

- لتعزيز فرص العمل، هل تتوقعين ظهور سوق استثماري رياضي كبير في المملكة؟

سيكون للمملكة العربية السعودية أكبر سوق استثماري رياضي في الوطن العربي، بعد أن فُتحت فيها مجالات رياضية متنوعة بفضل القرارات الحكيمة وتوطين المنشآت، مما أدى إلى دفع عملية التنمية الى الأمام، وأمّن فرص عمل جديدة لشباب طموح يحب العمل وما علينا إلا تدريبه.

- الكل يسعى الى تحقيق رؤية 2030، لكن ماذا عن خط سير العمل الرياضي؟

كل برنامج وكل عمل سيساهم في إيجاد فرص تنموية في المجتمع تنهض بالتشجيع المتواصل وكفيلة بتحقيق رؤية 2030.

- هناك برامج رياضية لطالبات المدارس الحكومية لسد حاجات المجتمع ومتطلباته...

لا فارق بين المدارس الحكومية والخاصة اليوم بعد الرؤية والعمل الجاد على إدخال أنشطة الى المدارس الحكومية تماثل برامج المدارس الخاصة لكونها كانت السبّاقة في برامجها الرياضية، وطالما أن هناك نشاطات ومناسبات سأواصل اهتمامي بالمدارس لتقدم أجمل البرامج.

- الرياضة نمط حياة، لكن كيف ستعززينها عند المرأة السعودية لخدمة المجتمع؟

بأن أكون إنسانة فعّالة ومتطورة وأشجّع نساء المجتمع بروح إيجابية على ممارسة الرياضة بكل أنواعها، خاصة بعدما أصبحت المرأة السعودية على قدر كبير من العلم والوعي والثقافة، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي التي يعرفن من خلالها ما يحدث في العالم، فكيف بالمجتمع! لذلك عليّ البدء من المنزل وصولاً الى المجتمع بكل مفاصله لأجعل الرياضة نمط حياة وأسلوباً صحياً.

- النوادي الرياضية النسائية مرتفعة الأسعار، هل يمكن كل شرائح المجتمع الانتساب إليها، وما هي الحلول؟

طبعاً لا، لكن هناك تمارين رياضية تستطيع كل امرأة أن تمارسها في المنزل من دون أدنى شك. كما أن الحدائق العامة والأماكن المخصصة للمشاة التي أنشأتها أمانة جدّة أثّرت كثيراً في ثقافة المجتمع وجعلت تلك الأماكن تعجُّ بالناس.

- حين ترفعين من شأن الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي، ما الأهداف الذي سيحققها، وما المحاور الذي سيخدمها؟
كما أسلفت، لم يُعقد حتى الآن الاجتماع التحضيري كي أضع أهدافي ورؤيتي أمام اللجنة، لكن كل ما أقوم به هو لخدمة أفراد المجتمع ودعمهم، وسأعمل مع اللجنة لإنجاح المشاريع الخيرية والرياضية. والإنسان الفعال والإيجابي، حين يكون في موقع المسؤولية هو الذي يحرّك المنصب الذي يشغله، ويصبح التعاون بين هذا الإنسان والشركات الحكومية والخاصة إيجابياً وفعالاً.

- هل تتوقعين أن تخوض المرأة السعودية مباريات عالمية؟

على الرغم من أننا ما زلنا في بداية الطريق، أرى الأمل أمامنا كبيراً وأتمنى أن نحقق ما نصبو إليه، لتتربع المرأة السعودية على عرش الرياضة العالمية.

- طموحاتك كبيرة ولك عمود تكتبينه أسبوعياً، فهل أنت متعصبة لنادي الاتحاد؟

أعشق الرياضة منذ طفولتي وأمارسها بانتظام وبشكل يتناسب مع عملي، ولكون عائلتي اتحادية فأنا أشجع نادي الاتحاد، وما يحرّكني هو هذا العشق الذي نما معي وكبر، لكنني لست متعصبة ولا عنصرية، بل حزينة على تراجع مستوى نادي الاتحاد وما مرّ به من ظروف، لكن بفضل جهود معالي المستشار في الرياضة تركي آل الشيخ، حققت الرياضة نقلة نوعية ليس في نادي الاتحاد فحسب، بل على كل المستويات الرياضية بدعم كبير من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائد الشباب والرياضة في المملكة.

- هل سيشهد نادي الاتحاد نهضة جديدة؟

نأمل خيراً من خلال دعم الحكومة الرشيدة، وسيعود الاتحاد الى المنصات من جديد.

- وسائل التواصل الاجتماعي، كم خدمتك؟

قدّمت لي خدمات جليلة، لكنها سلاح ذو حدين، إن استخدمها الآخرون بأسلوب حاقد ومسيء لهم وللآخرين، لذلك أعتبر وسائل التواصل الاجتماعي منبراً للحياة الإيجابية كي تعطينا دفعاً فيها.

- هُيّئ لبعض نجوم وسائل التواصل الاجتماعي أنهم سيسحبون البساط من تحت أقدام الصحافة الورقية، ما رأيك؟

لا ترسّخ أسماء نجوم الإعلام إلا الصحافة الورقية، والتي تحتفظ بمكانتها الحقيقية بين وسائل الإعلام.

- لو خُيّرتِ بين الإعلام واللجنة الرياضية، أيّهما تفضّلين؟

الإعلام، لأن أولّه ولع ونصفه دلع ونهايته عشق دائم.

- الرياضة مسموحة في مدارس البنين منذ زمن وهي تنمّي الروح الرياضية، لكن ابنك تعرّض إلى التنمّر وأصيب بجروح، ما الأسباب؟

التربية السليمة التي تخلق إنساناً عاقلاً سوياً تبدأ من المنزل ومن ثمّ يأتي دور المدرسة. أما التربية الخاطئة فتخلق إنساناً عدوانياً يمارس أسلوبه في كل مكان، والتنمّر منتشر في بعض المدارس، خصوصاً تلك التي تقتصر فيها الأنشطة الرياضية على كرة القدم وتغيب عنها البرامج الثقافية التي تحمل روحاً تنافسية رياضية مع مسؤولي الرياضة، وبما أنني أسير في الطريق المستقيم، لجأت الى القضاء وحصلت على حق ابني.

- بما أنك في الاتحاد الرياضي، هل ستفتحون مجالاً للأنشطة الرياضية؟

أصبحت الأنشطة بمختلف أنواعها موجودة في كل الاتحادات بفضل من الله، ثم بفضل الهيئة العامة للرياضة التي استحدثت جميع الأنشطة، وخاصة الاتحاد السعودي، وسوف يكون لدينا في الاتحاد الرياضي أنشطة مماثلة وجميلة ومتنوعة.

- كم ولداً عندك، وما هي ميولهم الرياضية؟

عندي ثلاثة أولاد هم: معاذ وعدي وباسل، وجميعهم اتحاديون.

- من هي فدوى الإنسانة؟

أنا إنسانة متواضعة وبسيطة جداً من مكة المكرمة، من مواليد برج الحوت، مرهفة الإحساس وأحب عائلتي كثيراً.

- مسلسلاتك الإذاعية، هل كان لها مستمعون؟

أكثر مما تتصورين، وكان عرّابي الإعلامي الأستاذ يحيى باجنيد، وأوجّه له التحية عبر مجلّتكم الغرّاء.

- كيف تختارين حكاياتك الإذاعية؟

أستمد أفكاري من كل الذين أعمل معهم، لكنني أعيد صياغتها بلهجتي المكّية، ومن خلال هذه الحكايات أوجه رسائل الى المجتمع.

- هل تحلمين بحقيبة وزارية؟

لا تهمّني الحقائب الوزارية بقدر ما تهمّني خدمة المجتمع.

- بمَ تنصحين المرأة السعودية؟

أقول لكل امرأة سعودية تعبت وربّت أجيالاً، كوني قوية وطموحة، واسعي دائماً الى العلم والتعلّم. سيري إلى الأمام، وكلنا على الطريق سائرون بفضل حكومتنا الرشيدة التي منحتنا القوة وفتحت أمامنا الأبواب لنبدع في كل المجالات الإعلامية والثقافية والرياضية والطبية والفكرية والأكاديمية.