أيهما أفضل لصحة الطفل.. الولادة في المنزل أم في المستشفى؟

فتوح شعبان علي 08 نوفمبر 2018

"أنا في الشهر الثامن من الحمل، وأشعر بالحيرة بسبب اختيار مكان الولادة، والدتي كبيرة في السن، تقول إن غالبية نساء العائلة ولدن في البيت إما على يد طبيب أو على يد داية"، تدوينة شاركتها المستخدمة ريهام الصافي، عبر مجموعة خاصة بالولادة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أخيراً، وقالت إنها لا تطمئن للولادة في المنزل، وتعتبرها عادة قديمة.


الكثير من رواد المجموعة تفاعلوا مع المسألة التي طرحتها الصافي، من بينهم المستخدمة عنود الحربي، التي قالت: "‏إحدى قريباتي تعيش في قرية، فضّلَت الولادة بالمنزل بعد ولادتين في المستشفى، تقول إن طاقم العمل في المستشفى كانو يعاملونها بوحشية، ويضغطون عليها عصبياً حتى تتم عملية الولادة بسرعة".

وخالفتها في ذلك المستخدمة إيمان النمر، التي أنجبت من قبل ثلاث مرات، وقالت إنها تفضل تجنب الولادة في المنزل؛ بسبب العدوى والبكتريا، واعتمدت على المستشفى في ولاداتها السابقة، معللة ذلك بالتعقيم الذي لا يتوافر بالمنزل.

لكن دراسة جديدة، أجريت في جامعة راتغرز عصفت بهذا الاعتقاد المتأصل لدى الكثيرين، وأكدت أن "الأطفال الذين يولدون في المنزل لديهم بكتريا أكثر تنوعاً في أحشائهم، وهو الأمر الذي قد يؤثر بالإيجاب على نمو مناعتهم وتمثيلهم الغذائي"، كما أن "فهم سبب امتلاك الأطفال الذين يولدون في المنزل لجراثيم أكثر تنوعاً لمدة شهر على الأقل بعد الولادة، مقارنة بأولئك الذين ولدوا في المستشفى، يمكن أن يساعد في الوقاية من المرض في وقت لاحق من الحياة".

وبحسب الباحثين المشاركين في الدراسة "يتكون الميكروبيوم البشري (مجموع الميكروبات المتعايشة مع الإنسان) من تريليونات من البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش على أجسادنا، والتي تستفيد منها صحتنا، وتبعدنا عن الأمراض المزمنة مثل البدانة والسكري والربو واضطرابات القناة الهضمية الالتهابية، ما يعني أن الميكروبات التي تنتقل من الأم إلى الجنين تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة".

تدخلات المستشفيات العامة مثل الاستحمام المبكر للرضيع ووقاية العين بالمضادات الحيوية أو العوامل البيئية - مثل البيئة المعقمة للمستشفى - قد تلعب دوراً في وجود هذا الاختلاف مع المنزل، وفقاً للباحثين.

وفي الدراسة، التي نشرتها مجلة التقارير العلمية، اتبع الباحثون 35 رضيعاً وأمهاتهم لمدة شهر بعد الولادة، وُلد 14 رضيعاً منهم في المنزل، و21 رضيعاً في المستشفى، مع عدم وجود علاج مضاد حيوي للأمهات في جميع الحالات، وتم إرضاعهم من الثدي بشكل حصري. وبعد إجراء تحليل لعينات من الرضع، وجد الباحثون أن من ولدوا في المنزل كان لديهم عدد أكبر من البكتريا.

صفحة أحب العلم، عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، تحدثت عن تلك الدراسة، وذكرت في تدوينة لها أن "الأمر يحتاج إلى إجراء المزيد من البحوث؛ لأنه من الضروري تجديد بيئة المستشفيات لتكون أقرب إلى الظروف المنزلية، مع التأكيد على قيمة الأبحاث التي تستهدف وقاية البشر من الأمراض منذ أول لحظة لهم في الحياة".

نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية"