تصفيح خفيف لجميع أنواع السيارات

تحقيق, قيادة السيارات, شيرمين منقارة, حماية المرأة, تصفيح السيّارات

24 أغسطس 2009

تضطر المرأة في كثير من الأحيان للتنقل بمفردها ليلاً لمناسبات خاصة واجتماعية وحتى مهنية ما يسبب لها ولذويها القلق والخوف الى حين عودتها الى المنزل سالمة. فحتى قيادة المرأة لسيارتها الخاصة لم تعد كافية لإزالة هذا القلق وللاطمئنان إلى سلامتها. وإن تنوعت أساليب الحماية من بلد الى آخر كانتشار رجال الشرطة وتركيب كاميرات مراقبة، فإن الوقاية تبقى ضرورية. فكرة جديدة في لبنان تقدمها السيدة شيرمين منقارة صاحبة شركة A trois Security Solution بهدف تأمين الحماية الأمنية للسيدات انطلاقأ من تجربة شخصية عاشتها لمرتين، تشرحها لـ «لها»:

- كيف تعرّفين عن فكرة المشروع؟
ترتكز الفكرة على تصفيح خفيف لسيارات السيدات عبر زجاج مضاد للرصاص لا يخرقه الرصاص أو الحجارة أو الكسر، وهو ما يعرف باسم Impenetra. وتختلف الطريقة عن السيارات المصفحة بدرجة عالية المخصصة للسياسيين ورجال الأعمال المعرضين لاعتداءات كبيرة. أما المرأة فتواجه أشخاصاً يهددونها بالمسدس أو ربما بالمطرقة أو الحجارة، لذا يكون التصفيح خفيفاً بحيث ينكسر الزجاج بشكل سطحي دون أن يتفتت ويتطاير ودون أن تتأذى المرأة، مما يمكنها من الفرار ومتابعة طريقها دون التوقف أمام من يعترضها.

- انطلقت الفكرة من تجربة شخصية، كيف؟
نعم، لقد تعرضت للسرقة مرتين، فسرقت مني سيارتي في أول مرة حين تم تهديدي وتوجيه المسدس نحو رأسي، فيما تمكنت في المرة الثانية من الهرب بفضل حسن القيادة التي أتمتع بها وبعون الله طبعاً. من هنا راودتني فكرة المشروع، بالاضافة الى ما أسمعه من وقت الى آخر من الأصدقاء حول سيدات تعرضن للسرقة أو محاولات سرقة في وقت قد يتسبب الخوف بإرباك المرأة فلا تعرف التعامل مع الصعاب والمواقف التي قد تواجهها. فحالات التعرض للسرقة وللحوادث الأمنية اصبحت شائعة ليس في لبنان فحسب بل في الدول العربية ايضاً، كما أن فكرة الحماية هذه وان كانت تريح بشكل خاص المرأة فإنها تفيد الرجل أيضاً.

- كيف يجري العمل على تنفيذ الفكرة وفي أي مرحلة هي حالياً؟
إن عمل زوجي يحيا منقارة في مجال تصفيح السيارات لرجال الأعمال والسياسيين منذ العام 1973 من خلال شركة MSCA سهّل الانطلاق لتنفيذ الفكرة. فنحن أصلاً نعمل مع شركة كولومبية لتصفيح الزجاج وسيكون موضوع Impenetra جزءأً من هذا العمل. لقد انتهينا من مرحلة الدراسات التي قمنا بها والمتعلقة بأنواع السيارات الأكثر تعرضاً للسرقة، وتم تحضير الخرائط حول أشكال ومقاسات زجاج الشبابيك المطلوبة وتم ارسالها الى الشركة الكولومبية بحيث نتوقع تسلم الزجاج المطلوب بعد فترة، مع العلم أنني سأبدأ بتطبيق المشروع على نفسي عبر تسلم زجاج سيارتي المصفح.

- ميدانياً كيف سيتم التطبيق وتطلقون المشروع؟
ما سنركز عليه حالياً هو التنسيق مع شركات بيع السيارات للتوصل الى اتفاقات مناسبة في ما يتعلق بالأسعار. سيكون نوع الزجاج هذا من الأمور الكمالية في السيارة ويختاره الزبون إذا أراد ذلك كما يختار مثلاً فتحة التهوئة في السقف...

- ألا تعتقدين أن هذه الوسيلة ستكون حكراً على حماية المرأة ذات المستوى الاجتماعي الرفيع؟
قد تعتبر هذه الوسيلة كـ"منتج فاخر" لكننا سنعمل على انجاح الفكرة لجعلها في متناول الجميع. فمن الأفكار المطروحة أيضأ العمل من أجل الحصول على تسهيلات للتقسيط في المصارف. أما سعر الزجاج المصفّح فيتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف دولار أميركي، وسننطلق في مرحلة أولى للعمل في حدود 600 سيارة بين مستعملة وجديدة، إذ حتى السيارات المستعملة يمكننا استبدال زجاجها بآخر مصفح. وأعتقد أن السيدة قد تضحّي بهذا المبلغ لحماية نفسها وشراء راحتها. وأنا أتحدث هنا عن كل سيدة تضطر للتنقل ليلاً بمفردها أكان للعودة من سهرة أو عشاء أو زيارة أو حتى من عملها، كالاعلاميات مثلاً.

- هل من بلدان أخرى تطبق التصفيح الخفيف لسيارات السيدات؟
لا أعلم أي بلدان تطبق هذه الجربة إلا أنني قرأت مقالاً عن تطبيقها في البرازيل.
إلى جانب ذلك وانطلاقاً من مواكبة المرأة للحفاظ على سلامتها بعد ترجلها من السيارة، تؤمن الشركة سترات واقية من الرصاص تستوردها من الخارج. وتشرح المديرة التنفيذية كريستال يارد أن هذه السترات تأتي بتصاميم مختلفة تلاحق الموضة وقد تختار السيدة التصميم واللون اللذين تريدان لنصنّع السترة على ذوقها وقياسها. وتتضمن هذه السترات مادة مضادة للرصاص تغطي أعضاء الجسم التي تؤدي الى الأذية أو الموت اذا أصيبت كالقلب والرئتين والعمود الفقري.