نيكول طعمه: جرأة وطموح إلى أبعد الحدود!

دار النهار, جبران تويني, فاطمة الشيدي, إعاقة البصر, ضغط ماء أسود في العين, غلوكوما, صعوبات, جامعة سيّدة اللويزة, جامعة الكسليك, برنامج كومبيوتر مساعد للضرير

02 سبتمبر 2009

نيكول طعمه، فتاة في مقتبل العمر، وُلدت مثقّلة بحمل «إعاقة البصر»، إذ تعاني منذ الطفولة من مشكلة بصرية، ألا وهي وجود ضغط ماء أسود في العين، ما ينعكس عدم قدرة على الإبصار ورؤية الأشياء كالآخرين. منذ صغرها، جاهدت نيكول لتكون متميّزة رغم العقبات التي إضطرّت لإجتيازها، الواحدة تلو الأخرى. لكن، بعد نضال طويل ورفض قاطع للإستسلام، خطت الخطوة الأولى، وباتت تتسلّق سلّم النجاح برويّة وتؤدة، لتنال مرادها وتحقّق طموحها. ولعلّ الهمّ الكبر هو تحدّي الذات لإثبات القدرة على التأقلم في جوّ مختلف، وتحدّي الآخرين عبر الجهد المتواصل والعمل المتقن للجزم بأنّ القدرات الفكرية والذكاء والنشاط والتميّز ليست حكراً على المبصرين، بل هي لذوي الإرادة الصلبة والنفسيّة المكافحة!
دخلت عالم الصحافة من الباب العريض، إذ كان من حظّها أن آمن الصحافيّ الشهيد جبران تويني بموهبتها أوّلاً وبحقّها الإنسانيّ لتتوظّف كسواها وتعمل ضمن إختصاصها الجامعيّ.
هي صحافية في جريدة «النهار» اللبنانية، حائزة شهادة ماجستير في الصحافة. هي إنسان بكلّ ما للكلمة من معنى، هي شخص يأبى الإستسلام ويحلم بالغد المشرق. هي... نيكول طعمه.

- مَن هي نيكول طعمه؟ وما هي مشكلة البصر التي تعانين منها؟
أنا أخت وحيدة لشابين، من عائلة متواضعة من قرية الصالحية شرق صيدا في جنوب لبنان. نحن سكّان منطقة برج حمّود حالياً.
ولدتُ وأنا أعاني من مشكلة في البصر هي وجود ضغط ماء أسود في العين أي Glaucoma. وقد رافقتني هذه المشكلة منذ نعومة أظافري وعانيت الكثير في صغري، إذ خضعت لجراحات متواصلة  لمحاولة الإبصار. وقد تمكّنتُ في مرحلة معيّنة من التوصّل للرؤية بنسبة 30% في سنّ الثامنة. لكن بعدها، تراجع النظر وتلاعب ضغط العين. وعام 1989 ساءت حالتي كثيراً بسبب الخوف وإزدادت حدّة مشكلتي. فبتُّ أرى بعين واحدة، إذ إنّ عيني اليسرى Prosthesis والعين اليمنى تمكّنني من رؤية 5% فقط، وهذه أدنى درجة من الإبصار وصلتُ إليها حتى الآن. يمكنني الآن أن أميّز ما بين الضوء والظلمة، كما أميّز بين الألوان الفاتحة والداكنة، إضافة إلى أنني ألحظ وجود خيالات.

- كيف تأقلمتِ مع وضعك هذا؟
بصراحة لم يكن الأمر سهلاً. في البداية، كانت والدتي تعتني بي ولم أكن أعي حقاً أنني أعاني من مشكلة، كوني قد ولدتُ أصلاً محرومة من النظر، ولم أكن أبصر وفقدت الحاسة في مرحلة معيّنة! فعندما يولد الشخص بمشكلة معيّنة، يعتاد الأمر ويتأقلم طبيعياً.
نمّيت حواسي الأخرى بفعل الممارسة، ومرّنتُ نفسي من حيث لا أدري. فقد إزدادت حاسة اللمس حساسية عندي، كما أنّ سمعيّ قويّ وأحياناً يلقّبونني بالخلد لشدّة ما أسمع!

- ما هي الصعاب التي واجهتك بسبب وضعك هذا؟
الشخص الذي يعاني من الغلوكوما تكون عينه كبيرة أكثر من المعتاد، كما يكون بؤبؤ العين مختلفاً وأوسع. كنتُ أعود إلى البيت من المدرسة باكية في صغري، لأنّ الأطفال كانوا يهزأون بي. وكانت والدتي تطمئنني أنني سوف أشفى.
من جهة أخرى، لا أقصد الإهانة أو التجريح بأحد، لكن في البداية، رفضت المدرسة إستقبالي كوني أعاني من مشكلة في البصر، مع أنني كنتُ أجلس في مقدّمة الصف وأحاول جاهدة أن أرى وأكتب وإن بخطّ كبير. كما كان والداي يعلّمانني في البيت ويتعبان معي كي لا أترك المدرسة. رفضنا الإستسلام بكلّ بساطة.

- لماذا لم تدخلي مدرسة خاصة بوضعك هذا؟
لم نكن نعرف أوّلاً بوجود مدرسة خاصة تُعنى بالضرير والكفيف. وعندما علمنا بأمرها، كانت بعيدة في منطقة بيروت ونحن في الجنوب. فلم يرضَ أهلي بإرسالي بعيداً عنهم. لكن بعد التهجير، قدمنا إلى منطقة برج حمّود، فدخلت «المدرسة اللبنانية للضرير والأصمّ في منطقة بعبدا» وإنخرطتُ في جوّ جديد، مع أشخاص مثلي.
هناك، درستُ وتأقلمتُ وتعلّمتُ لغة البرييل التي هي الطريقة الصحيحة كي يتمكّن الكفيف من القراءة. كما أكملتُ المنهج الدراسيّ الذي تضمّن شقّاً موسيقياً وإكتشفتُ حبّي لآلة الكمان من خلال دراستي هناك.
بعدها، أصبح بإمكاني التوجه إلى حيث يتمّ الدمج ما بين المبصرين والمكفوفين. فدخلت مدرسة كفرشيما في عمر السادسة عشرة وتأقلمتُ وخضعتُ للإمتحانات الرسمية بإشراف مراقب خاص ولجنة متخصّصة، إذ بعثوا لي بالأسئلة بطريقة البرييل وأجبتُ عنها عبر الآلة الطابعة.

- كيف تمكّنتِ من نيل شهادة ماجستير في الصحافة؟ ولماذا إخترتِ هذا المجال أصلاً رغم التحديات والعقبات الكامنة فيه؟
لم يكن خياري الأوّل مادة الصحافة. وإنما أردتُ التخصّص في العلوم الموسيقيّة Musicology في جامعة الكسليك. لكن للأسف، لم أتمكّن من ذلك رغم إعتراف الجميع بجودة عزفي الشرقي ورهافة إحساسيّ الموسيقي. والسبب هو الإفتقار إلى أساتذة مؤهّلين ليعلّموا ضريراً الموسيقى.
إخترتُ عندها الصحافة وتخصصت في جامعة سيّدة اللويزة، ذلك أنني أحبّ الكتابة أصلاً وأشعر بأنني أستطيع التعبير من خلالها لتكون متنفّساً لي، عبر معالجة مواضيع إجتماعية حتى أكون صوتاً للناس الذين لا يسمعهم أحد.
إستغربت إدارة الجامعة هذا القرار في البداية. لكن بعد خضوعي لإمتحانات الدخول، نلت منحة دراسية بفضل علاماتي المرتفعة وتصميمي وإرادتي على التعلّم. دهشوا فقدّموا لي هذه المنحة التي كانت بمثابة تحدٍّ لإثبات نفسي ولإثبات صحّة وجهة نظرهم وقرارهم الصائب، إذ أردتُ أن أبرهن أنني أستحقّ المنحة عن جدارة.
تنقّلتُ بصعوبة في أرجاء الجامعة لأنها كبيرة وفيها أدراج وسلالم وصفوف عديدة للمحاضرات المختلفة. لكن كان يرافقني مدير مكتب شؤون الطلاب سيمون أبو جودة، وقد أخذني على عاتقه وتولّى تسهيل كل الأمور الأكاديمية مع الأساتذة، إذ كان يجتمع بهم ويطلعهم على حالتي كي يتأقلموا هم معي.
كنتُ أسجّل المحاضرات أو بمعونة أصدقائي آخذ المحاضرة منهم أو يتبرّعون هم بتسجيلها كي أستطيع حفظها.
كنتُ أقدّم الفروض عبر الآلة الكاتبة بداية. بعدها، تمّ تطوير Software حديث على الكمبيوتر، يتيح للمكفوفين من العمل وهو JAWS. وهو يخوّل المكفوف سماع كلّ ما على الشاشة عوض الرؤية، كما نتمكّن من سبر غور الإنترنت وطبع المستندات. وقد توصّلتُ إلى إستخدام برنامج ال PowerPoint حتى وهو ليس بسهل كي يستخدمه كفيف.

- كيف تعملين في مهنة الصحافة التي تتطلّب قراءة وكتابة وأبحاثاً ومتابعة؟
أنا أسمع كلّ ما أكتب. يمكنني برمجة الكمبيوتر ليقرأ إما حرفاً بحرف، أو كلمة بكلمة، وإمّا جملة بجملة. لكن لا أحتاج إلى ذلك، فقد إعتدتُ على ذلك بفعل الممارسة والطباعة. ومنذ نحو خمس سنوات، أصبح البرنامج المساعد للضرير موجوداً باللغة العربية، وهو برنامج «إبصار» من شركة صخر في مصر. وبفضل البرنامج المتطوّر، يمكنني إستعمال الكمبيوتر كأيّ شخص عاديّ، فأقرأ -أي يقرأ لي البرنامج- كلّ ما أبحث عنه وأتوغّل في شبكة الإنترنت وأدخل وكالات الأنباء وأطالع الصحف... كما زوّدتُ جهاز الموبيل بهذا البرنامج الذي يقرأ لي الرقم والإسم أو الرسالة الخطية وكلّ ما أحتاج إلى معرفته. وساعتي تقرأ لي الوقت عندما أضغط زراً معيّناً. لذلك، بفضل التسهيلات والتكنولوجيا الحديثة، أواكب العصر قدر المستطاع وأمارس عملي على أكمل وجه.

- لم تكتفي بشهادة الصحافة، بل نلتِ الماجستير فيها وتمارسين العمل كأيّ صحافيّ آخر. ألا تمنعك إعاقتك البصرية من ذلك؟
ما الذي يمنع من ذلك؟ كما كلّ شخص آخر، أعرف أن شهادة الليسانس لا تكفي في عصر العلم هذا، وأطمح إلى الأكثر. عملت بعد التخرّج في التأمين والـ Telemarketing والـ Coordination. كنتُ أنظّم المواعيد وأنسّق عمل المكتب. لكن لم أشعر أنّ الأمر أرضى طموحي، بل إستعملتها كنقطة بداية لتكوين علاقات ولمحاولة التوصّل إلى العمل في مؤسّسة إعلامية.
يواجهني دوماً الناس مشدّدين على أنّ خياري فيه من الصعوبة لا بل الإستحالة أحياناً، لأنّ الصحافة مهنة متعبة، تستدعي الركض والوجود على الأرض والمطالعة والمتابعة ودقّة الملاحظة.
لكن رغم ذلك، أحبّ مهنتي وسوف أثبت نفسي مع الوقت. وكنتُ أقول أنني إذا فشلتُ، يمكنني الإرتكاز على عمل في اللغات أو الكمبيوتر مثلاً. فلا أريد أن يقف شيء حجر عثرة في دربي. لكن حتى الآن، أنا سعيدة في عملي وناجحة في أداء مهماتي.

- كيف بدأت العمل في جريدة «النهار»؟
بعدما تركتُ العمل في المكتب، تبقّى  لي خمسة أشهر قبل التخرّج من الجامعة بشهادة الماجستير، وكنتُ لا أزال عاطلة عن العمل. إستضافتني مؤسسة إعلامية تلفزيونية (هي محطّة «تيلي لوميير») في برنامج خاص تتمحور فكرته على نظرة المجتمع إلى الأشخاص المعوّقين، ولماذا لا تتوافر لهم فرص عمل كسواهم رغم حيازتهم شهادات. فصحيح أنّ البطالة منتشرة، لكن القانون 220/2000، يُلزم الشركات الخاصة والعامة بكوتا معيّنة هي 3%، بوجوب توظيف معوّقين. أذيع البرنامج، وفي إعادة لبثّ الحلقة بعد ثلاثة أيّام، شاهدها الشهيد جبران تويني وقد تمكّن فقط من متابعة الدقائق الخمس الأخيرة. فعرف فقط  أنني حائزة شهادة صحافة وعاطلة عن العمل. إتّصل بالمحطّة على الفور وأخذ رقمي وإتّصل بي عارضاً عليّ وظيفة. فقال حرفياً : «النهار مستعدّة لإستقبالك والتعاون معك. فأهلاً وسهلاً بك وأنا بإنتظارك». وهكذا حصل.

- ماذا تعملين تحديداً في الجريدة؟
في البداية، بدأت بقسم الشكاوى، فكنتُ أتلقى شكاوى على الهاتف وأعالجها مع الدوائر والبلديات والوزارات في «المقسم 19». وقد إنفصلتُ عنه منذ فترة وجيزة بسبب تسلّمي مسؤوليات أخرى. عملتُ على هذا النمط نحو أربعة أشهر وكنتُ أكتب على الورقة والقلم بخطّ كبير لكن مفهوم. وبعد فترة، علمتُ بتوافر برنامج للمكفوفين باللغة العربية من شركة صخر في مصر. وطلبتُ من الأستاذ جبران أن يأتيني به. فما كان منه إلاّ أن أرسلني إلى مصر لأتدرّب مباشرة هناك وأجلب البرنامج. هذا مكّنني من كتابة تحقيقات ومواضيع  وسهّل عملي كثيراً. وقد مضى على عملي أربع سنوات. وقد إنضممت إلى أسرة «نهار الشباب» منذ بدايتها، إضافة إلى عملي في صفحة المدنيات والإجتماعيات والتربية والشباب. كما أحرّر أهمّ الأخبار من الوكالات وأضعها Flash News على صفحة الإنترنت الخاصة بالجريدة.

- تعزفين على آلة الـ Violin بشكل رائع وعندك إحساس عالٍ ومرهف. لماذا لا تحترفين الموسيقى؟
العزف هوايتي المفضّلة. لم أستطع الحصول على شهادة بسبب إهمال الجهات الرسمية. قصدتُ المعهد العالي للموسيقى دون جدوى. فلا يمكنهم مساعدتي من دون إجراءات رسميّة.
لكن على صعيد آخر، أنا منتسبة منذ عام 1996 إلى كورال «ليالي الشرق» الذي يضمّ أشخاصاً مبصرين وآخرين مكفوفين. نحن نجول في المناطق اللبنانية ونقيم حفلات في لبنان والخارج أحياناً. أعتمد في عزفي على السمع والممارسة لكن لا أعرف كتابة النوتا وقراءتها.

-  كيف يتعامل معك الناس في محيطك الضيّق؟ وفي المجتمع؟
لم أشعر يوماً بشفقة من أهلي وإخوتي. لم أحسّ بمشكلتي بسبب تعامل أهلي معي بطريقة طبيعية. كنتُ أنال العقاب والمكافأة كما إخوتي. وهم لا يخجلون بي أبداً.
زملائي يعاملونني بشكل طبيعيّ. وأحياناً يطلبون مني أشياء تحتاج إلى البصر لكونهم لا يشعرون بإعاقتي. وهذا أمر يفرحني.
أمّا التصرّفات المزعجة فهي من الناس في المجتمع الذي يشفقون عليّ ويقولون «حرام» أو «مسكينة» وما شابه، من غير أن يتعرّفوا عليّ ويعرفوا أنني أعمل في مؤسسة مرموقة وأعيش حياتي بكلّ طبيعيّة كما أيّ شخص عادي. فبفضل قدرتي على العمل إستمرّيت ولا أزال مواظبة. أحرص على تقديم عملي متكاملاً من غير أن ينقصه شيء، بفضل مساعدة الزملاء ومساندتهم لي. وأنا لا أخجل من طلب المعروف.

-  ما الدور الإيجابيّ الذي يلعبه الآخرون في حياتك؟
كما قلتُ لك، لا أخجل من طلب المساعدة. لكنني في المقابل، لا أنسى المعروف وأشعر بوجوب ردّ الجميل بطريقة معيّنة للتعبير عن شكري. لكن تلعب أيضاً الإستقلالية دوراً كبيراً في حياتي، إذ أنا معتادة منذ صغري على الجلي ومسح الأرض والكي وتوضيب الغسيل وحتى الطبخ أحياناً! ذلك بفعل العادة وكثرة الممارسة.

-  متى يقف بصرك حاجز عثرة في حياتك؟ وهل يكون سبباً للفشل؟
أحياناً أتضايق من حالتي عندما أحتاج إلى شيء ولا أستطيع تلبية مطلبي ولا يكون أحد بجواري. عندها، يقف نظري حاجزاً دون الحصول على مرادي. فأتمنّى لو أُبصر ولو بعين واحدة لأتدبّر أموري. لكن الحمد لله، لا أتذمّر كوني حصلتُ على نعم كثيرة وعائلة محبّة وعمل محترم وأصدقاء محبّين.

-  إلى ماذا تطمحين على الصعيدين الشخصي والعمليّ؟
طبعاً، مثل كلّ فتاة، أطمح إلى تكوين عائلة مع شخص يحبّني ويقدّرني. لكنني أدرك أنني سوف أواجه صعاباً أكثر من سواي لذلك أتروّى من هذه الناحية لتجنّب الأخطاء قدر المستطاع. للأسف، مجتمعنا لا يتقبّل فكرة كفيفة كزوجة لمبصر، بسبب ضغوط الأهل المستمرّة.
كنتُ في علاقة  لم يُكتب لها النجاح بسبب ضغط الأهل من الطرفين، فقرّرنا الإنفصال.
عملياً، أطمح إلى أن أتطوّر في المؤسسة التي أعمل فيها وأن أكون مثالاً للذين يعانون من إعاقة مهما كانت، كي يكون عملي دليلاً على عدم الإستسلام ووجوب المكافحة والمثابرة لتحقيق الهدف.

-  ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها إلى المجتمع؟
كلّ شخص بيننا عنده مشكلة، أكانت ظاهرة أو لا. لكن يجب ألا يقف ذلك حجر عثرة في دربهم. فالحياة مستمرّة والحالة الإستثنائية تشكّل تحدّياً. ثمّة رسالة خلف كلّ إعاقة لا محالة، وعلى الشخص أن يتأقلم ويعتاد العيش.
من جهة أخرى، لا يجوز أبداً الحكم المسبق على الشخص قبل التعرّف إليه وإكتشاف صميمه. لا أحبّذ أبداً الإنحصار في مجتمع للمكفوفين، بل أحبّ الإنخراط والتأقلم مع الغير لأتعرّف على كيفيّة التعامل معهم ولأكتسب المعارف والعلاقات.
كما أنا عضو ناشط في رابطة الجامعيين اللبنانيين المكفوفين. وهي رابطة تهتمّ بالتلامذة المكفوفين وترتب أوضاعهم الدراسية وتسهّل إنخراطهم في الجامعات، كما تعمل على إتاحة فرص عمل لهم حسب إختصاصاتهم.
كلّنا سواسية وما علينا سوى معرفة العيش والتمتّع بالحياة!