دراسة حديثة لـ Bayt.com في الشرق الأوسط

عمل المرأة, حقوق المرأة, مجلس المساواة العرقية, دراسة إحصائية, بيت دوت كوم, الاستدامة في الشرق الأوسط, ظلم المرأة, العدالة, غير عادلة

16 سبتمبر 2009

خلال السنوات الأخيرة، سعت المرأة سواء بعمل فردي أو من خلال جهود الجمعيات النسائية والمنظمات التي تهدف إلى الحفاظ على حقوق المرأة، إلى إثبات وجودها والسير قدماً بخطوات متساوية مع الرجل للوصول إلى المستوى نفسه الذي هو فيه في العمل الوظيفي والسياسي والإجتماعي... وقد تمكنت بفضل العمل الدؤوب والجهود المستمرة إلى القيام بخطوات مهمة في هذا السياق بحيث حققت تقدماً ملحوظاً لا يمكن أن ينكره أحد. لكن رغم كل ما حققته المرأة في طريقها للحفاظ على حقوقها، ورغم أنها تعمل بقدر زملائها الرجال وتتمتع بدرجة الطموح نفسها، لا يزال الحديث سائداً عن ظلم لها وعن انتهاك لحقوقها وعن معاملة غير عادلة لا تؤمن لها أبسط حقوقها وتجعلها في مرتبة أدنى من الرجل في عملها وفي حياتها الإجتماعية. غالبية النساء يشعرن بأن فرصهن في الترقية أقل بكثير من تلك التي يملكها الزملاء الرجال.

دراسة حديثة لموقع bayt.com تناولت هذا الموضوع لكشف الواقع وتحديد وضع المرأة في العمل في الشرق الأوسط وفهم نظرة المرأة العاملة ومعرفة مواقفها وتجاربها. الدراسة شملت 2602 امرأة في عدد من الدول العربية بين سن 15 و59 سنة. مع العلم أن معظم النساء المشاركات في الدراسة يعملن في شركات تحتلّ فيها النساء مراكز إدارية عليا، بحيث تبيّن أن عدد النساء في المناصب القيادية لا يستهان به.

نسبة 60 في المئة من النساء في أماكن العمل في الشرق الأوسط يشعرن بأنهن يعاملن بشكل عادل مقارنةً بزملائهن الرجال، و7 في المئة من النساء يحصلن على معاملة تفضيلية و33 في المئة يجدن أن الرجال يعاملن معاملة تفضيلية وأنهن يعاملن بطريقة غير عادلة، هذا ما تبيّن في دراسة Bayt.com التي أجريت حديثاً. كما تبيّن فيها وجود تفاوت كبير بين النساء اللواتي من جنسيات مختلفة عندما ترتبط المسألة بمشاعرهن تجاه ترقية في أماكن العمل. إذ تشعر نسبة 41 في المئة من النساء أن فرصهن في الحصول على ترقية أقل من تلك التي يملكها زملاؤهن، علماً أن النسبة الكبرى من النساء اللواتي يشعرن بذلك هن من الخليجيات. إذ تعتقد نصف النساء الخليجيات أن فرصهن في الترقية كانت أقل من فرص الرجال، أما النساء الآسيويات فيحللن في المرتبة الثانية بنسبة تصل إلى 47 في المئة. في المقابل تشعر نسبة 44 في المئة من النساء في الغرب بأنهن حصلن على فرص متساوية مع زملائهن الرجال.

وفي ما يتعلّق بالمكافآت والأجور، تشعر نسبة 46 في المئة من النساء أنهن يحصلن على أجور منخفضة مقارنةً بتلك التي يحصل عليها زملاؤهن في العمل. أما نسبة النساء الآسيويات اللواتي شعرن بذلك فبلغت 58 في المئة من مجموعة النساء الآسيويات المشاركات في الدراسة.
أما بالنسبة إلى رضا النساء عن التقدير لما يحققنه في العمل، فقد أبدت نسبة 24 في المئة فقط مستويات عالية من الرضا بينما عبرت نسبة 28 في المئة عن عدم الرضا. علماً أن عدم الرضا كان منتشراً بكثرة بين الخليجيات، حيث أظهرت نسبة 38 في المئة منهن عدم رضا.

لكن اللافت في الوقت نفسه أن أكثر من نصف النساء يشعرن أن التقدير يتم بحسب الأداء لا بحسب الجنس، فيما رأت نسبة 15 في المئة من النساء أن الموظفين الرجال يحصلون على تقدير أكثر من النساء. من جهة أخرى، رأت نسبة 63 في المئة من النساء أنهن لا يحصلن على امتيازات خاصة بسبب جنسهن.
لكن رغم المشكلات التي تواجه المرأة في العمل والظلم الذي تتصدى له في مجتمعات معينة والتمييز الجنسي، إلا أنه تبيّن أن لديها إصراراً كبيراً على النجاح والتقدّم.  حيث أكدت نسبة 73 في المئة من النساء أنهن مستعدات للعمل حتى في حال عدم الاضطرار لذلك. كما ظهرت في الدراسة طموحات لدى المرأة مساوية لتلك التي لدى الرجل وأكثر منها حتى، وهي مسألة تدعو للتفاؤل وللعمل على تحسين وضع المرأة من جانب أصحاب العمل، خصوصاً أن تقديم امتيازات لها يؤدي إلى نتائج إيجابية في المدى الطويل وينعكس إيجاباً على أدائها في العمل.