خطر الوفاة الناتجة من أمراض القلب والأوعية الدموية يزيد بمعدل 4 أضعاف لدى مريض السكري

كارين اليان ضاهر 18 نوفمبر 2018

على الرغم من العلاقة الوثيقة ما بين السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين، يجهل كثر أهمية هذه العلاقة بينهما. مما لا شك فيه أن على مريض السكري الالتزام بدقة بالعلاجات التي تهدف إلى حُسن إدارة المرض تجنّباً لمضاعفات السكري الكثيرة ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعتبر من المضاعفات الأساسية وترتبط بالسكري من النوع الثاني ارتباطاً وثيقاً. علماً أن مريضاً واحداً من مريضَي سكري حول العالم يفقد حياته بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن تكمن المشكلة في أن مستوى معرفة المرضى بشأن أمراض القلب والأوعية الدموية لا يزال محدوداً. استناداً إلى ذلك، نظّمت شركة بوهرنجر انجلهايم لقاء إعلامياً تحدثت فيه كل من رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهون د. باولا عطالله، ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب د. أنطوان سركيس لتسليط الضوء على هذا الجانب الأساسي في المرض والذي لا يتم التركيز عليه بشكل كافٍ حتى اليوم.


إلى أي مدى ثمة علاقة ما بين الإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين؟
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة بين الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني بحيث يصل خطر الوفاة الناتج من أمراض القلب والأوعية الدموية إلى 4 أضعاف لدى مرضى السكري. وفي لبنان وحده، بلغت نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية حوالى 47 في المئة. هذا إضافة إلى أنها تعتبر السبب الرئيس لدخول المستشفى بين المرضى.ما مدى انتشار السكري في لبنان؟

تراوح نسبة انتشار السكري في لبنان بين الراشدين بين 8 و14 في المئة. وهي نسبة مقلقة فعلاً نظراً لارتفاعها الدائم واللافت.

ما سبب هذه الزيادة في معدلات انتشار السكري؟
مما لا شك فيه أن نمط الحياة المتبع حالياً يلعب دوراً أساسياً في زيادة انتشار السكري. فهو بعيد كل البعد عن كونه صحياً حيث يرتكز على حياة الركود وقلّة ممارسة الرياضة وعلى تناول الأطعمة المصنّعة غير الصحية الغنية بالدهون والسكريات والوحدات الحرارية، مما أدى إلى زيادة مذهلة في معدل انتشار المرض. في المقابل، يمكن الحد من عوامل الخطر أن يقلّل بشكل كبير من معدلات انتشاره هذه.

كيف يتم العمل حالياً على الحد من المضاعفات والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري؟
في دراسة تجريبية أُجريت بعنوان  EMPA REGظهر انخفاض ملحوظ بلغ نسبة 32 في المئة من الوفيات الناجمة عن مختلف الأسباب، فيما ظهر انخفاض بنسبة 38 في المئة من الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية بفضل العلاجات الحديثة المعتمدة التي أظهرت فوائد مهمة في ضبط مرض السكري والحد من آثاره على القلب والأوعية الدموية.

كيف يعمل الأطباء اليوم على تجنّب تبعات مرض السكري على القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري؟
عموماً، تشكل أمراض القلب والأوعية الدموية المسبب الأول للوفيات إذ ينجم عنها أكثر من 17 مليون حالة وفاة حول العالم سنوياً، أي نسبة 30 في المئة من مجمل الوفيات. أما في لبنان فتبلغ نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب 47 في المئة من مجموع الوفيات. كما يعاني مرضى السكري من النوع الثاني ارتفاعاً في معدل الإصابات والوفيات الناتجة من هذه الأمراض، وهم أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. من هنا تبرز أهمية أن يتقيد مرضى السكري بدقة بتعليمات أطبائهم لحسن إدارة المرض وتجنّب تبعاته. ونظراً للعلاقة المعقدة ما بين السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، من المهم لأطباء القلب أن يتعاونوا مع الطبيب المعالج للسكري بهدف تثقيف المرضى حول مخاطر هذه الأمراض المرتبطة بالسكري وتبعات الإهمال. ومن المهم التركيز على الأدوية الجديدة الفاعلة المتوافرة التي تسمح بالحد من آثار السكري على صحة القلب والأوعية الدموية.

هل من عوامل أخرى تساهم في زيادة خطر السكري على القلب والأوعية الدموية؟

أثبتت الدراسات أهمية الحفاظ على مستويات مثلى من السكر لدى مريض السكري، إضافة إلى خفض الوزن وبلوغ وزن صحي والإقلاع عن التدخين لاعتبارها عوامل ضرورية مهمة للحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى مريض السكري من النوع الثاني.

هل نقصد بضبط السكري الحفاظ على معدل أمثل من السكر في الدم؟

معالجة السكري لا تعني الأرقام، فهي مسألة غير كافية لحماية المريض من مضاعفات المرض. فالخطر يبقى موجوداً في حال عدم التصدّي لعوامله، كما تبين في الدراسات الحديثة. فالأهم ليس خفض مخزون السكري بل حماية الشرايين في الوقت نفسه للحد من الخطر، وذلك بفضل العلاجات الحديثة المتوافرة. مع الإشارة إلى أن السعي الزائد إلى خفض المخزون قد يشكل خطراً أيضاً، خصوصاً على الكبار في السنّ الذين يصبحون أكثر عرضة لهبوط السكر في الدم. هذا ولا بد من الإشارة إلى أن عمر مريض السكري ينقص بمعدل 6 سنوات نتيجة إصابته بالسكري، فيما ينقص عمر مريض السكري الذي يعاني أمراضاً في القلب والأوعية الدموية بمعدل 12 سنة.

كيف يؤثر السكري في صحة القلب والأوعية الدموية؟
في حال الإصابة بالسكري، يتضاعف الخطر على صحة القلب والأوعية الدموية، وثمة مضاعفات مزمنة تطاول الشرايين كشرايين الرأس والساقين وغيرها من الشرايين الدقيقة كشرايين العين والكلى. علماً أن تضرر الشرايين قد يبدأ حتى قبل أن يعرف مريض السكري أنه مصاب بالسكري، وهذا يتطلب وقتاً. ومن مخاطر هذه العلاقة بين السكري وأمراض القلب، أن يتعرض مريض السكري لذبحة من دون أن يعرف ذلك، فيما أظهرت الدراسات أن مريض السكري يعتبر عرضة لأمراض القلب بالدرجة نفسها كمن تعرض سابقاً لذبحة قلبية.

هل من تعليمات وقائية معينة يمكن أن تُعطى لمريض السكري؟

ثمة تعليمات مرتبطة بنمط الحياة وأخرى على علاقة بالغذاء والتي نواجهها كثيراً مع المرضى:

- على مريض السكري أن يكون حريصاً في اختيار الحذاء الذي يناسب قدمَيه لأنهما أكثر عرضة للتضرر.

- يجب الحرص على الإحساس بالقدمين الذي يفقده عادة مريض السكري.

- يجب تجنّب الماء الساخن تلافياً لاحتراق الجلد من دون الشعور بذلك. كما يُنصح بتجنّب كل ما يمكن أن يسبب أضراراً للقدمين.

- يجب عدم انتعال حذاء جديد والمشي فيه لوقت طويل للمرة الأولى.

- يجب عدم انتعال حذاء ضيق واختيار الأحذية العريضة من الأمام.

- في حال الرغبة في تناول الشوكولاته، يُفضل تناول قطعة من الشوكولاته العادية بدلاً من لوحين كاملين من الشوكولاته الخاصة للسكري.

- في حال الرغبة في تناول الحلوى، يمكن تناول سوربيه الفاكهة المثلّج المحضّر في المنزل لاعتباره من الاختيارات الجيدة لمريض السكري.