رئيس مجلس أمناء مؤسسة «بناتي»: الدكتورة هناء أبو الغار: انتشلنا «بنات الشوارع» من الضياع ووصلنا بهن الى العالمية

جمال سالم (القاهرة) 17 نوفمبر 2018

الدكتورة هناء أبو الغار، أستاذة طب الأطفال في جامعة القاهرة، ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة «بناتي»، قررت أن تخوض المهمة الصعبة، وتنتشل بنات الشوارع من الضياع، ونجحت في مهمتها، بل واستطاعت أيضاً الوصول بكثيرات من هؤلاء الفتيات الى العالمية، بعد أن ساعدتهن على الإبداع والتفوق العلمي والرياضي والمهني. فما هي قصتها؟ «لها» التقتها في حوار تكشف لنا فيه الكثير.

- ما الظروف الأسرية التي نشأت فيها وساعدت على غرس روح التطوع في شخصيتك؟
أبي الدكتور محمد أبو الغار، وهو شخصية طبية مشهورة، يعمل أستاذ طب النساء والتوليد في جامعة القاهرة، كما أنه ناشط سياسي مهموم بقضايا المجتمع، ويحاول المساهمة في حلها. أما أمي فهي الدكتورة كريستينا أبو الغار، وهي سويدية وتعمل اختصاصية في العلاج الطبيعي، وهي مولودة في أسرة سويدية تعشق التطوع وخدمة الآخرين، لهذا فإن والدتي عشقت العمل التطوعي والخيري عن والدتها في السويد قبل الزواج بأبي. ولا يمكن أن أنكر دور جدتي لوالدي، والتي لعبت هي الأخرى دوراً كبيراً في تربيتي على حب الخير ومساعدة الفئات المهمشة. باختصار، فإن أسرتي تعشق العمل الخيري والتطوعي وخدمة المحيطين بها في شكل مباشر، أو في المجتمع الأوسع، من خلال المشاركة في كل نشاط يسعد الفقراء، بخاصة الأطفال والنساء والمسنين، باعتبارهم أكثر الفئات التي تحتاج إلى المساعدة في مختلف المجتمعات الإنسانية، بخاصة الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية.

- ماذا عن الأشقاء الذين نشأت معهم؟ وما الأسس التي حرص الوالدان على تربيتكم عليها؟
شقيقتي الوحيدة هي الدكتورة منى أبو الغار، أستاذ النساء والتوليد في كلية الطب - جامعة القاهرة، ويؤمن أبي وأمي بقدراتنا كبنات منذ الصغر، ورغم حنانهما الشديد علينا، إلا أنهما حرصا على غرس العديد من القيم والمبادئ التي أفادتنا في حياتنا العملية، وأهمها الجدية في الحياة عامة، بخاصة في التعليم والعمل الخاص والعام على حد سواء، والتعبير عن آرائنا بحرية وجرأة، حتى لو كان لذلك ثمن، ولهذا لا نخشى في الحق لومة لائم.

- كيف غرست هذا الحب للعمل الخيري في نفوس أبنائك؟
الحمد لله، لديَّ ابنتان هما «منى وندا»، وعشت حياتي من أجل تربيتهما أفضل تربية، ولهذا فهما تعشقان التفوق في الحياة العلمية، حيث حصلت الأولى «منى الكاتب» على ماجستير في حقوق الإنسان من مدرسة الاقتصاد بلندن، والمعروفة باسم LSE، بعد أن تخرجت في جامعة لندن تخصص الاقتصاد والتنمية، أما ابنتي الثانية «ندا الكاتب»، فهي خريجة كلية الهندسة من جامعة نوتنغهام في إنكلترا قسم عمارة، وقد غرست فيهما حب الآخرين، فكانتا تتعلمان الأعمال اليدوية منذ الصغر، ثم انضم إليهما في مرحلة تالية ابنا أختي الدكتورة منى، وهما ياسمين ويوسف عمر زكريا، وقد كنا نبيع إبداعاتهم فيحصلون على نصف الثمن والنصف الآخر يتبرعون به في الأعمال الخيرية. إضافة إلى أنني أصطحب ابنتيَّ في كل النشاطات التطوعية التي أقوم بها، لأن التجربة العملية خير وسيلة لغرس حب الخير في أي إنسان حينما يرى البسمة على وجه من قدم له العون، وهذا ما حرصت على غرسه في نفوس ابنتيَّ منذ الصغر، وما زالتا تمارسانه حتى وهما في الخارج، لأن «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».

- ما هي رحلتك مع العمل الخيري والاجتماعي حتى وصلت إلى تأسيس مؤسسة «بناتي»؟
بدأت حياتي قبل مؤسسة «بناتي» من خلال إحدى المؤسسات الخيرية، وساهمت في تنشيطها، إلا أنه حدث خلاف بيننا، مما جعلني أقرر تركها والاتجاه الى تأسيس «بناتي»، وقد كان هذا عقب مقال لي أرسلته إلى الصحافي المصري القدير الراحل مجدي مهنا، ونشره في عموده «في الممنوع» بجريدة «المصري اليوم»، عن قضية شهيرة في مصر عن الانحرافات والانتهاكات التي يعيش فيها أطفال الشوارع، وكانت مشهورة باسم «التوربيني»، وقد حكم على بعضهم بالإعدام، وأوضحت فيه أن كثراً من هؤلاء ضحايا ظروف صعبة فرضت عليهم وليسوا جناة، ولهذا لا بد من معالجة الأسباب إلى أدت الى إفراز ظاهرة أطفال الشوارع وتزايدها، بخاصة مع تزايد أعداد البنات، وبالتالي لم يعد مصطلح «أطفال الشوارع» مقتصراً على الأولاد، بل إنه يضم أيضاً بنات، وفوجئت باتصال أسعدني كثيراً من رجل الأعمال سميح ساويرس، عرض عليَّ خلاله المساعدة في إنشاء المؤسسة التي أراها تحقق الحماية لأطفال الشوارع، فاقترحت عليه الفكرة، ثم تفضل مشكوراً بتوفير الأرض وإنشاء المباني اللازمة عليها، على مساحة كبيرة بمنطقة «هرم سيتي» بمدينة السادس من أكتوبر، وما زال داعماً رئيسياً لنا حتى الآن.

- نود التعرف على مزيد من المعلومات عن مؤسسة «بناتي» التي وصلت إلى العالمية رغم قصر عمرها!
هي مؤسسة غير حكومية أنشئت في تموز/يوليو 2010، وتم إشهارها برقم 615 لسنة 2012، بوزارة التضامن الاجتماعي، وتؤمن بالعمل الجماعي لمساعدة الأطفال بوجه عام، والبنات اللائي يعشن في الشوارع لظروف قهرية بخاصة، بسبب مشكلات أسرية أو أي أسباب أخرى تحرمهن من العيش في ظل ظروف معيشية مستقرة وأفضل مما هن فيه. ولدينا رؤية ننطلق منها في حماية هذه الفئة المهمشة، بالعمل على انتشالها من الشوارع وتحسين أحوالها النفسية والصحية والاجتماعية. وتمتد مظلة المؤسسة لتشمل بنات السجينات وغيرهن من البنات اللائي يعانين من التشرد والضياع، من عمر عامين حتى ثمانية عشر عاماً، ونهدف من خلال ذلك إلى مكافحة عوامل الجذب بالشارع، وتشجيع كل الأطفال– سواء البنات أو البنين- على ترك الحياة فيه، مع العمل على صقل إمكاناتهم العقلية والإبداعية، وقدرتهم على التعلم، والسعي إلى تقديم فرصة ثانية للأطفال بلا مأوى وتمكينهم من تخطّي ظروفهم الاجتماعية والنفسية السيئة، حتى يصبحوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع.

- كيف يتم إحداث هذا التحول في شخصياتهن من بنات شوارع إلى فتيات قادرات على الإبداع والاندماج في المجتمع بشكل إيجابي؟
يتم ذلك من خلال برنامج تأهيلي متكامل يتم تطويره وفقاً للمعايير العالمية لجودة الخدمات، لتصبح المؤسسة منارة للمعرفة والخبرة للعاملين في هذا المجال في مصر والشرق الأوسط، وهذا ما أهّلها لحصد جوائز وتكريم دولي، حيث تعمل «بناتي» لتحقيق رسالتها من خلال مراكز الاستقبال النهاري والإقامة التابعة لها، على تقديم خدمة متكاملة بجودة عالية، في النواحي الاجتماعية والنفسية والقانونية والتأهيلية والتعليمية والرياضية، حيث نسعى باستمرار إلى رفع كفاءة مقدمي الخدمة العاملين مع الأطفال.

- كيف يتم تغيير النظرة الاجتماعية السلبية الى هؤلاء الأطفال عموماً والبنات بخاصة؟
لدينا برنامج متكامل يتم من خلاله العمل على تغيير النظرة المجتمعية السلبية عن هؤلاء الأطفال، وفي الوقت نفسه يتم تفعيل التشريعات والقرارات الخاصة بحماية الطفل داخل مصر والعالم العربي، وذلك بالتعاون مع جميع الشركاء من مؤسسات حكومية، وكذلك المؤسسات الخاصة والمجتمع المدني.

- هل المؤسسة مقتصرة على الفرع الرئيسي فقط؟
الحمد لله، عندنا ثلاثة فروع رئيسية، أولها للإقامة الكاملة، ويتم من خلاله التعليم بكل مراحله وكذلك التدريب المهني والتأهيل النفسي، واستضفنا فيه حتى الآن 750 بنتاً، وتوجد فيها حالياً 200 بنت، أما الفرع الثاني فهو في منطقة إمبابة، وتتم فيه «الاستضافة الموقتة»، حيث يتم استقبال الفتيات اللائي تعرضن لانتهاكات جسيمة نفسية وجسدية، ويحتجن إلى رعاية أعمق، بخاصة من الناحية النفسية، وقد استقبلنا فيه 280 بنتاً، وانتقلت غالبيتهن إلى الفرع الأول ولم يتبقّ فيه سوى 12 بنتاً، أما الفرع الثالث فهو «الاستقبال النهاري»، ويقدم خدمته إلى 2500 بنت، ونعمل من خلاله على العلاج النفسي والاجتماعي والسعي لإعادتهن إلى أسرهن، باعتبار هذا هو الحل الأمثل، فإذا فشلنا في ذلك يتم تحويل البنت إلى الإقامة الدائمة في الفرع الرئيسي.

- كيف يتم التواصل الأول مع البنات في الشوارع؟
لدينا ما نطلق عليه «الوحدة المتنقلة»، وهي عبارة عن سيارة كبيرة أشبه بسيارات الإسعاف، إلا أنه توجد فيها كراس ومناضد وألعاب ووجبات غذائية، وتضم كل وحدة اختصاصيين نفسيين واجتماعيين، ولديهم خبرة عملية ميدانية كافية للتعامل مع مثل هذه الحالات، وكيفية جذبها للدخول الى سيارة الوحدة المتنقلة التي تضم أيضاً «ممرضة» لتقديم أي إسعافات طبية لازمة، ويتم الحديث مع البنات والأولاد الموجودين في الشارع لمساعدتهم في الرجوع الى أسرهم وحل مشكلاتهم، مع التواصل مع أسرهم وتقديم المساعدة لهم قدر الاستطاعة، مما يجعلهم يشعرون بالأمان. وبالفعل، تم إرجاع الآلاف من أطفال الشوارع الى أسرهم، لأن هذا خيارنا الأفضل دائماً، فإذا فشلنا يتم إقناعهم بالذهاب إلى مركز الاستقبال لسحبهم من الشارع، فالهدف الأساسي التقليل من الأخطار التي يتعرضون لها، وفي الوقت نفسه حماية المجتمع منهم، في ظل شعورهم بالضياع والرغبة في الانتقام من المجتمع، الذي لفظهم في الشارع، ولهذا فإن هناك حالات صعبة ترفض كل الحلول وتفضّل البقاء في الشارع، فيتم التواصل معهم تدريجياً وعلى المدى الطويل، لتحويلهم إلى مواطنين صالحين ليست لديهم رغبات انتقامية، وتوفير الرعاية اللازمة لهم، لأن ما لا يدرك كله لا يترك كله.

- كيف استطعتم تحويل بنات الشوارع سابقاً إلى فتيات منتجات حالياً؟
نعمل على محو أمية البنات وإلحاقهن بمراحل التعليم المختلفة، ومنهن متفوقات دراسياً، وإلى جانب هذا نقوم بتعليمهن مهناً تفيدهن في حياتهن العملية، ويمكن أن تتحول إلى مصدر رزق لهن في المستقبل، مثل التصوير الفوتوغرافي والخزف والأعمال الفنية اليدوية والأورجامي والمشغولات بالتطريز والرسم، وغيرها من المهن المطلوبة في المجتمع، وكذلك نكتشف الموهوبات منهن في الرياضة، ولدينا فرق رياضية مختلفة للبنات والأولاد، وقد حصلوا على بطولات محلية ودولية، وفتيات يعملن في الفنادق وغيرها من الأماكن التي تساعدهن في الحصول على دخل محترم لحياة كريمة، بعد أن يتركن المؤسسة في سن الثامنة عشرة، ونظل على تواصل معهن لحل أي مشكلة تواجههن لأنهن «بناتي».

- يقوم مجلس الأمناء الذي تترأسونه بعمل تطوعي، ويضم ممثلين لكل أبناء الوطن ومختلف المهن، فما الرسالة التي تحاولون توصيلها من خلال ذلك؟
نحاول تأكيد أهمية العطاء بلا حدود للفئات المحتاجة، بخاصة الأطفال، بل إن مجلس الأمناء يدعم المؤسسة مادياً ومعنوياً، من خلال جهوده الكبيرة، بخاصة أن تشكيلته خير دليل على وحدة النسيج المصري، من نساء ورجال مسلمين ومسيحيين وأصحاب مهن مختلفة متنوعة، لإحداث تعاون وتكامل بين الجميع في منظومة جيدة تحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها المؤسسة المصرية، والوصول إلى العالمية ومحاولة نشر الفكرة في العالم، لأن غالبية دول العالم تعاني من مشكلة أطفال بلا مأوى بدرجات وأشكال مختلفة.

- حصدت مؤسسة «بناتي» العديد من الجوائز الدولية اعترافاً بدورها الفعال، فما أهمها؟
حصلت ثلاث من بناتنا في المؤسسة على الجائزة الأولى والثالثة في مسابقة ناشيونال جيوغرافيك - مصر في 2010 و2014، وبعد مرور أربعة أعوام فقط على نشأة المؤسسة، حصلت على الجائزة الأولى عن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط من منظمة ستارز، وهي منظمة مقرها المملكة المتحدة، وهي الجائزة التي تُمنح للمنظمة التي تقدم خدمات متميزة وفريدة في تحسين حالة الأطفال المهمشين في البلاد التي فيها نسبة وفيات عالية للأطفال دون سن الخامسة. كما تم اختيار «بناتي» ضمن أفضل ثلاث مؤسسات في مسابقة لاريسا 2014، وهي المسابقة المعنية بإبراز الجهود المتميزة لمنظمات المجتمع المدني العاملة في أفريقيا، التي لديها نظم حماية للطفل تهدف الى رفع معاناته، وبالتأكيد فإن الوصول إلى العالمية مرَّ من خلال التفوق المحلي، حيث حصدت «بناتي» العديد من الجوائز المحلية، أهمها الجائزة الثانية من منظمة «بلان» الدولية، عن أفضل الممارسات في إعادة دمج الأطفال المعرضين للخطر لأسرهم، وكذلك العديد من الجوائز في مسابقات تصوير محلية لأطفال المؤسسة، وفي تنافس مع هواة كبار.

- تؤمنون بأهمية العمل الجماعي، فما هي أهم الجهات التي تتعاونون معها داخلياً وخارجياً؟
نحن نؤمن بأن المشكلة كبيرة جداً ويصعب حصرها من خلال جهد منظمة أو جمعية أو مؤسسة بمفردها، وليست مبالغة إذا قلت إن المشكلة تتزايد في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتراجع دور الأسرة وزيادة معدلات الطلاق والمشكلات الأسرية، ولهذا فإن «حنفية أطفال الشوارع» مفتوحة، ونحن نحاول قدر الإمكان التقليل من أخطارها، وفي سبيل ذلك نتعاون مع كل مؤسسات الدولة، بخاصة وزارة التضامن الاجتماعي، والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة، وهناك جهات رئيسية تدعمنا باعتبارنا أول مؤسسة متخصصة توجّه جهدها الى هذه الفئة بالذات، أهمها مؤسسة ساويرس للتنمية، بنك الإسكندرية، مؤسسة دروسوس السويسرية، مؤسسة ساموسوسيال الفرنسية، ومؤسسة بلان الدولية وغيرها.

- قلت إنه لا توجد في مصر إحصائيات دقيقة عن الفتيات بلا مأوى، فما تأثير ذلك على عملكم؟
للأسف الشديد، الأرقام متضاربة لسبب بسيط جداً، وهو أن ليس هناك اتفاق أصلاً على تعريف «طفل الشارع»، لأن منهم من يقيم في الشارع إقامة كاملة، ومنهم من يقيم فيه موقتاً ويرجع الى أسرته لبعض الأيام، ثم تطور الأمر إلى أنه توجد حالياً «أسر الشوارع»، حيث يقيم الأب والأم والأبناء في الشارع، سواء كانت العلاقة الزوجية شرعية موثقة أو غير شرعية وغير موثقة، ومما يزيد المشكلة تعقيداً وجود أطفال مجهولي النسب، وهذا سر التناقض في الأرقام، وكلها غير دقيقة، فمثلاً اليونيسيف ذكرت أن عدد أطفال الشوارع حوالى مليونين، فيما يؤكد المجلس القومي للأمومة والطفولة أن عددهم 45 ألفاً، بينما ذكرت وزارة التضامن أن عددهم 16 ألفاً، ومن خلال عملنا نجد ازدياداً في أعدادهم، ففي البداية كانت سن 12 عاماً هي أقل سن نجدها، وكان عدد الفتيات بينهم قليلاً، أما اليوم فنجد أطفالاً في سن عام وعامين، وعدد الفتيات يتعدى النصف أحياناً، وهذه مأساة كبرى، لأن البنت لا تتخلى عنها الأسرة بسهولة، وعندما تتخلى عنها سواء بإرادتها أو رغماً عنها، فهذا مؤشر خطير جداً، ولهذا مطلوب حصر هذه الأعداد، وهذه عملية صعبة جداً لأنها متغيرة يومياً، بالتالي علينا العمل على التأهيل النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال، وإعادة إدماجهم في المجتمع والأسرة، لكن المؤشر الخطير أن 80 في المئة من الاعتداء على هؤلاء الأطفال تقع من المقربين منهم والمحيطين بهم، الذين يفترض أنهم عوامل أمان وحماية لهم، فما بالنا إذا تحولوا إلى وسيلة للاعتداء عليهم جسدياً ونفسياً؟! مما يجعلهم نواة لمجرمين صغار يحاولون رد الاعتداء عن أنفسهم بأي وسيلة، ولو بالهروب إلى الشارع والانتقام.


CREDITS

تصوير : أحمد الشايب