النجم السوري باسل خياط: أسرتي خط أحمر وأكره مواقع التواصل الاجتماعي

القاهرة – محمود الرفاعي 24 نوفمبر 2018
في خلال عامين، أصبح الفنان السوري باسل خياط واحداً من أهم نجوم الدراما المصرية، بعد النجاح الكبير الذي حققه في مسلسلات “30 يوم” و“الرحلة” و“تانغو”، اللذين عُرضا في شهر رمضان لعامَي 2017 و2018، وأصبحت أقواله في العملين لسان حال المصريين في حياتهم اليومية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في حواره مع “لها”، يتحدث باسل عن أسباب نجاحه في مصر والعالم العربي، والأعمال الجديدة التي يحضّر لها، ويكشف سبب ابتعاده عن السينما المصرية، ورأيه في الفنانة دانييلا رحمة، وسبب عدم حديثه عن زوجته وأولاده.


لماذا لمع نجم باسل خياط في الدراما المصرية خلال العامين الماضيين؟
لكل مجتهد نصيب، كل ما فعلتُه هو أنني قدّمت دوري على أكمل وجه في مسلسلَي “30 يوم” و”الرحلة”، والباقي كان توفيقاً من الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى دعم زملائي الفنانين لي، وإعجاب الجمهور المصري بأدائي التمثيلي، فهو جمهور ذوّاق ولا يتعامل مع الفنانين بعنصرية، إنما ينجذب دائماً إلى كل من يقدم فناً راقياً، حتى إن كان هذا الفنان لا يحمل الجنسية المصرية، كما أنّ الفن عموماً لا يعرف الجنسيات واللهجات ولا اللغات، وكل ما يبحث عنه هو لغة الجسد.

لماذا حصرتَ نفسك في تقديم الأدوار المركّبة والتي تحمل عقَداً نفسية خلال مسلسلَي “30 يوم” و”الرحلة”؟
أعشق الأدوار المركّبة والتي يستحيل تقديمها بسهولة. فإذا نظرتَ إلى الدورين اللذين أدّيتهما في هذين المسلسلين ستجدهما في غاية الصعوبة، فقد فوجئت بطبيعة الشخصيّتين وتعرّفت من خلالهما على أمور جديدة. وعلى الرغم من الإرهاق الذي عانيتُه في أثناء دراستهما، خصوصاً أنّ تصوير مَشاهدي في مسلسل “الرحلة” تزامن مع عرض مسلسل “تانغو”، فقد سُررتُ بنجاح العملين، وأؤكّد أنّ هذين الدورين أضافا الكثير إلى مسيرتي الفنية.

هل يسعدك أن ترى جُملك الحوارية متداولة على ألسنة الجمهور في الشارع وعبر السوشيال ميديا؟
كان هذا من أغرب الأمور التي صادفْتها في حياتي، فلو كانت الجمل التي ردّدتها في أعمالي كوميدية لما أدهشني ذلك، لأنّنا جميعاً نردّد الجمل الحوارية في أفلامنا الكوميديّة، لكن حين ترى كلمة “يا دكتور” التي كنت أقولها لآسر ياسين في مسلسل “30 يوم”، وجملة “الوحوش اللي برّه دول” لريهام عبدالغفور في مسلسل “الرحلة”، لسان حال مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا حتماً يثير الإعجاب، فالعمل حقق نجاحاً غير مسبوق، ودخل قلوب المشاهدين بسرعة.

لماذا لا تطمح إلى صنع مسلسلات خاصة بك في الدراما السورية مثلما يفعل أبرز نجوم سوريا؟
هدفي الأساسي من المشاركة في أي عمل درامي أن أقدم شخصية جديدة مختلفة، وأن أقتنع بالعمل ودوري فيه. لا أهدف لأن يكون هناك مسلسل مصنوع لشخصي، ولا أفكر في أن أكون البطل الأوحد في العمل، فكل ما يشغل تفكيري هو أن أقدم عملاً فنياً محترماً يشيد به الجمهور والنقاد. وبالتأكيد أقدّر الفنانين السوريين وغيرهم من الذين يطمحون لاحتلال البطولة المطلقة أو أن يكون العمل مصنوعا لأجلهم وعلى مقاسهم، لكنّ لكل فنان وجهة نظره وهدفه أسلوبه.

هل يفهم من ذلك أنك لا تحبذ فكرة البطولة المطلقة؟
ليس المهم البطولة المطلقة أو غير المطلقة، المهم أن يكون العمل نوعياً ومناسباً ومقنعا والدور المناسب للفنان المناسب.

من الفنان السوري الذي خطف نظرك في الفترة الأخيرة؟لا أحب أن أتحدث عن زملاء أو أقيّم أعمالهم، لأنني في النهاية
فنان مثلهم، ولا أختلف عنهم، فليس من حقي أن أتحدث عن أعمالهم أو أقيمها.

هل بدأت التحضير لدراما رمضان لعام 2019 سواء بمصر أو لبنان أو سورية؟
لست أنا من يُحضّر الأعمال. ولست مؤلفاً لكي اختار الأفكار التي أريد أن أقدمها، أنا فنان أنتظر الأعمال الجيدة التي تصل إليَّ، وفي حال عدم وجود عمل جيد لن أظهر وأقدم أعمالاً، فأنا عندما أدخل في عمل يكون ذلك من أجل باسل وليس من أجل ممثل آخر، طوال الوقت أضع نفسي في خانة ضيّقة وصعبة؛ هكذا تكتشف في نفسك قدرات لم تكن تعرفها أو طاقاتك الكامنة، مثل ما حدث في مسلسل “الرحلة”، وضعت نفسي في منطقة لم أكن أعرف ما الذي سأفعله فيها، لكن بعون الله؛ عندما دخلت في الدور وكانت لديَّ الإرادة والرغبة في النجاح؛ وجدت الحلول أمامي.

وما هي مشاريعك الفنية الراهنة؟
أمامي مشروعان للتلفزيون وثلاثة مشاريع سينمائية ما زالت في مرحلة القراءة ولم أستقر عليها، وهناك مشروع للكاتبة مريم نعوم لم يتبلور بعد، بالإضافة إلى العمل الذي سأقدمه خارج مصر مع المخرج رامي حنا؛ الذي عملت معه في مسلسل “تانغو” العام الماضي، لكنه سيكون مختلفاً وجديداً.

لماذا لم يظهر باسل الخياط في السينما المصرية حتى الآن؟
قدّمت في السابق أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً في الشارع المصري، ولن أطل على جمهوري المصري إلا من خلال عمل جيد، سواء كان في الدراما أو السينما. الحمدلله دائماً تعرض عليَّ أفكار سينمائية جيدة ويمكن أن تحقق نجاحاً على المستوى الجماهيري، لكنني في النهاية لا أجد نفسي فيها، وحين يُعرض عليّ العمل الجيّد سأوافق على تقديمه فوراً.

لماذا تبتعد عن تقديم الأدوار الكوميدية؟
لم تشاهدوني على المسرح، حيث أغلب الأدوار التي أدّيتها كانت كوميدية، ورفضت أن أقدمها على شاشة التلفزيون، لأن الموضوع محكوم بالدراما أكثر، وعندما يُعرض عليّ الكوميدي المميّز سأقدمه، فأنا أحب التغيير وأحب الكوميدي جدًا. منذ فترة قدمت في سورية مسرحية “عشاق الوداع” من إخراج الصديق العزيز بسام كوسا، وكان الناس يدخلون ليشاهدوا باسل خياط في المسرحية، وحين يخرجون كانوا يقولون: أين باسل خياط؟ لم نشاهده. كنت أؤدي دوراً جديداً لا يعرفني الجمهور فيه، ووقتها كنت سعيداً للغاية بهذه الردود، وكان هذا آخر الأعمال التي قدمتها على المسرح.

ما تعليقك على ما قالته دانييلا رحمة لـ”لها” من أنك كنت سبباً في إبراز موهبتها التمثيلية في مسلسل “تانغو”؟
دانييلا فنانة مجتهدة للغاية، ولم أقدم لها أي شيء يُذكر، حيث إن المجهود كان على المخرج رامي حنا، وكل ما كنت أفعله هو تقديم النصائح لها، كنت أشجعها على استكمال التصوير على النحو المطلوب، وأعتقد أن المردود الذي استقبلته خلال مشاهدها بمسلسل “تانغو” سيعطيها دفعة معنوية قوية من أجل استكمال مشوارها الدرامي خلال الفترة المقبلة.

دائما كان هناك خلاف بين الفنانين السوريين بسبب آرائهم السياسية، فما موقف باسل الخياط؟
لا دخل لي في السياسة، سواء في سوريا أو خارج سوريا، نحن لابد أن نقف مع بلدنا وندعمه مهما اختلفت آراؤنا، وأنا ضد الاختلاف بين الفنانين في حب بلادهم، المهم أن يتكاتف الجميع من أجل بناء البلد، وعلينا جميعاً في الوقت الراهن أن ننظر لمستقبل سوريا؛ وأن نحسّن من وضعها، وأن نعيدها إلى مكانها ومكانتها، وأن يتصالح كل من كان مختلفاً مع الآخر.

لماذا لا يعرف الجمهور كثيراً عن حياتك الخاصة؟
السؤال نفسه يحمل جوابه، هي حياتي الخاصة، أي أنها ليست ملكاً لأحد. هي حياة يشارك فيها أفراد غير معروفين؛ لا يحبون الإعلام ولا يحبذون أن يظهروا للناس، فهم لديهم حريتهم وحقهم في الظهور من عدمه، ولذلك أنا لا أفضل كثيراً الحديث عنها، كما أنني لا أحبذ كثيراً الحديث عن أولادي؛ حتى لا يُعرّفوا على أنهم أولاد الفنان باسل الخياط. أسرتي خط أحمر.

أين باسل الخياط من مواقع التواصل الاجتماعي؟
أكره تلك المواقع وأبتعد عنها قدر المستطاع، وأرى أن موضوع التواصل الاجتماعي يُستخدم بطريقة سلبية، وباتت تفرّق الناس أكثر ممّا تقرّبهم بعضهم إلى بعض. ومعظم الصفحات التي تجدون عليها اسمي لا علاقة لي بها من قريب أو بعيد، حتى تطبيق “واتس آب” الذي أمتلكه على هاتفي لا أتفاعل معه كثيراً، ربما أكون مخطئاً في ذلك؛ لكنني في النهاية سعيد بهذا الأمر.

ما هي هواياتك بعيداً عن التمثيل؟
أحب التمارين الرياضية كثيراً، وأمارس السباحة، وكرة القدم.

ماذا تحمل الأوشام التي رسمتها على جسدك وما عددها؟
أفضل عدم التحدث عنها.

CREDITS

تصوير : محمد رؤوف