الزفيطي.. سيّد الموائد الجزائرية لمواجهة برد الشتاء

المعتز بالله رمضاني 21 نوفمبر 2018

"جاء البرد وما يفكها (لا ينفع) إلا الزفيطي"، تغريدة لنور الدين في حسابه على "فايسبوك". فالزفيطي أكلة جزائرية تقليدية تتميز بأنها حارة جدا وتكثر في أوقات البرد. وتسمى أيضا بعدة تسميات كسلاطة المهراس أو الباطوط في ولاية المسيلة وما جاورها وهي المنطقة الأصلية لأكلة الزفيطي.

ينصح بتناول الزفيطي لعلاج الزكام ولمواجهة البرد، لأن الزفيطي يحضر من خبز "الرخساس" المعجون بطحين القمح دون تخمير بإضافة العديد من التوابل يشكل فيها الفلفل الحار نسبة كبيرة كما تضيف ربة البيت الطماطم الجافة المسماة محليا "المشرحة" والثوم والكسبر والزيتون الأخضر والماء، مع طحن المكونات في المهراس (آنية خشبية تقليدية لكسر وطحن عدة أكلات في الجزائر)، قبل تقديمها لتكون من بين إحدى الأكلات الحارة والمقدمة في الشتاء.

على "فايسبوك" كتب أحمد: "لمّة مع الأحباب في خيمة وطبق الليلة الزفيطي واللبن لمواجهة البرد"، فالزفيطي يعتبر سيد الموائد الجزائرية في الشتاء نظرا لكونه يساعد في رفع درجة حرارة الجسم بسبب مكوناته، مهما كانت درجة الحرارة منخفضة" لدرجة التعرق. ما ينتج عنه زوال الحمى وتفتح المنخرين بعد أن يكونا مغلقين بسبب الزكام على حد تعبير المستخدم سيد علي الذي راح يكتب على "فايسبوك" فوائد وأسباب تناول الزفيطي في الشتاء.

وبالنظر للسعرات التي تكتسب بعد تناول هذا الطبق الحار فهي تعمل على الحفاظ على حرارة الجسم ومقاومته البرودة بخاصة إذا تم تناوله مع زيت الزيتون أو الزبدة، كما توضحه صفحة "حرائر بريكة".

ومن بين مميزات الزفيطي، أنه يحتوي على فيتامينات مصدرها الفلفل والطماطم والزبدة أو زيت الزيتون واللبن الذي يستهلك مكان الماء لأن هذا الأخير لا ينصح بتناوله بعد الوجبة الحارة نظرا لما قد ينتج عنه من ضرر صحي، كما يتداولالجزائريون بحسب روايات الأجداد.

عملية تحضير الزفيطي

وطريقة تحضير الزفيطي، كما توضحه فيديوهات على "فايسبوك" وصفحات عديدة، كصفحة "المطبخ الجزائري"، تتطلب إتقان الخطوات المتوارثة عبر الأجيال:"توضع التوابل في مقلاة ويضاف إليها قليل من الزيت حتى تصبح على شكل مرق ويمزج مع فتات الخبز الرخساس داخل آنية خشبية تقليدية اسطوانية الشكل تدعى المهراس الذي يصنع من خشب الكروش القاسي".

ويقدم طبق الزفيطي ساخنا مع اللبن أو الحليب كونه يخفف من حدة حرارته ويتم تناوله بواسطة ملاعق خشبية، إذ يعتبر من مقبلات الأكل، ولكن بكمية قليلة باعتباره فاتحا للشهية، فيما يعد بالنسبة للعائلات الفقيرة وجبة كاملة في الأيام العادية وطوال السنة.

وعلى الرغم من منافع الزفيطي الكثيرة ومنها أنه لا يحتوي على الدهون المشبعة وغناه بالفيتامينات التي تساعد على إعطاء الطاقة والنشاط اللازم، غير أن له بعض الأضرار أيضا جعلت الأطباء ينصحون بعدم الإكثار من تناوله. فحسب الطبيب محمد والي "طبق الزفيطي يلحق الضرر بالمصابين بقرحة المعدة، وكذا بمرضى ارتفاع الضغط الدموي بسبب الحرورة التي ترفع من درجة حرارة الجسم ومن الضغط"، كما أوضح في صفحته على "فايسبوك".


نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية"