أمل عنابي أول مديرة دائرة سير في فلسطين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس, قيادة السيارات, نساء فلسطين, معرض السيارات, دور المرأة

24 مايو 2010

بعد حصولها على شهادة الدبلوم في تخصص السكرتارية والمحاسبة، تقدمت بطلب عمل في دائرة السير في محافظة رام الله، وهناك بدأت عملها في دائرة الترخيص منذ ثمانية عشرة عاما تقريباً، وكانت أولى المحطات في قسم الملفات، ثم انتقلت إلى العمل في قاعة المراجعين، وثم قسم الرخص الشخصية. وانتقلت بعدها للعمل في قسم رخص العائدين في السلطة الفلسطينية وغيره. أمل عنابي التي تبلغ من العمر 42 عاماً والأم لبنت وولد، هي أول امرأة تشغل منصب مديرة دائرة سير في فلسطين... «لها» التقتها للإطلاع على مسيرة إحدى النساء المتميزات في فلسطين.

- العمل في دائرة السير مقتصر غالباً على الرجال، فكيف عملت في هذا المجال؟
اخترت العمل في دائرة السير بعدما سمعت عن وظيفة شاغرة فيها، وحضرت إلى الدائرة بتردد، لأنني كنت أتخيل أن الدائرة تابعه للاحتلال الإسرائيلي. ولكن عندما دخلت الدائرة وجدت عكس ما كنت أظن.

- عندما صدر قرار تعينيك كأول امرأة تشغل منصب مديرة دائرة سير، كيف كانت ردة فعل عائلتك؟
قبل ردة فعل الأهل والزوج، كانت ردة فعلي أنا، وكنت قد علمت أنه سيتم تعيين نساء في دائرة السير، وكنت اسمع أنني من بينهن، ولكن بيني وبين نفسي كنت أقول لا بصراحة وقلبي ينبض بشدة. وعندما صدر القرار شعرت أنني يجب أن أتحدى، وأصبح الأمر بالنسبة لي أن أكون أو لا أكون، ومن خلالي سأعكس صورة جيدة للنساء. والحمد الله أنا أثبت نفسي.

- أنت امرأة متزوجة ولديك ولدان، وتعملين في منصب يحتاج إلى إدارة مستمرة. كيف تستطيعين التوفيق بين الأمرين؟
احضر إلى الدائرة مثلي مثل كل الموظفين، وأعمل في أقسام الملفات وغيرها، ونحن نعمل كأسرة مع بعضنا. أما أثناء وجودي في بيتي فقد أتابع بعض أمور الدائرة، ولكن في اللحظة التي أشعر فيها بأن الهاتف يأخذ من وقتي مع أسرتي أغلقه.

- في دائرة معظم وظائفها للرجال، هل كانت هناك صعوبة في التعامل معهم؟
لا. فهم يتقبلون عملي معهم كثيرا، وينفذون ما أطلبه منهم، وأتعامل معهم بشكل عائلي. وعند حدوث أي مشكلة نجلس ونحلّها، ولا اتبع أسلوب إرسال الإنذارات للوزارة اذا اخطأ أحدهم.

- هل تحصل مشكلات مع المراجعين؟ وكيف تتعاملين معها؟
اليوم مثلا حدثت مشكلة مع احد المراجعين في الدائرة، فهناك ناس في طبيعتهم يتعاملون بفوقية ولا يحبون الوقوف في الدور، ويبدأون بالقول لنا أنا دكتور أو عقيد أو مدير شركة وغيره. ومن جانبي إذا شعرت بأن الموضوع في حاجة إلى تدخل الشرطة لا أتوانى عن ذلك، إضافة إلى أن هناك أمزجة مختلفة للناس فمنهم من يأتي متأخراً ويريد أن ينهي معاملاته أول الناس.

- كامرأة ترأس دائرة سير، هل هناك اهتمام معين بالمراجعات من النساء؟
أحاول إعطاء النساء أولوية وكنت افعل ذلك قبل أن أصبح مديرة الدائرة، لأنني أحب مراعاة العادات والتقاليد. وأحيانا الرجال يرفضون أن نعطي الأولوية للنساء، ويقولون لنا هي معها رخصة وتريد أن تسوق فهي مثلنا مثلها، ولكن أحب أن أعطي المرأة الأولوية لأنه قد يكون عند المرأة أولاد في البيت أو المدارس.

- هل عانيت من موضوع العادات والتقاليد؟
في السابق كانت العادات والتقاليد تظلم النساء، وحتى الآن هناك نساء في بعض الدول العربية ممنوعات من حرية التعبير والمشاركة. ولكن في فلسطين المجتمع متحضر، وذلك نتيجة الظروف التي نمر بها، فأنا أتذكر أن أمي كانت طيلة عمرها في مركز قيادي، اذ كان الجيش يعتقل إخوتي دائما وكانت هي تتصدى للجيش.

- ما هي الانجازات التي تركت بصمتك عليها كإمرة تشغل منصب أول مديرة دائرة سير في فلسطين؟
هناك انجازات عدة من أهمها، انه في تاريخ 23-8-2008 أقمت مهرجاناً للسيارات القديمة، وكانت هذه أول مره في فلسطين، والسيارات المشاركة كانت من العام 1937. وتم إحضار سيارات كأنها تشبه اللوحة الفنية، كل سيارة كانت لها قصة وحكاية. وهناك سيارات نقلت الرئيس الراحل أبو عمار مثل سيارة الإسعاف، وسيارات عاشت نكبات. كان المهرجان طويلاً، وجاءت فكرته عندما دخلت سيارة إلى الدائرة من اجل الترخيص وإعادة التشغيل، وكنت اعرف صاحبها سابقا، وقلت له كيف ستضع مبلغ مثل هذا على سيارة قديمة موديل 52؟ فقال لي هذه السيارة هي بمثابة تاريخ. فسألته ماذا ستفعل بها؟ فقال أريد أن أزينها للأعراس.

- ما هي افكارك ومشاريعك في يوميات العمل؟
أرغب في إنشاء متحف في رام الله للسيارات القديمة. وهناك أيضا حملة «امشِ على الرصيف» بالتعاون مع الشرطة، وسندخل المدارس، ونعطي الطلاب إشارت مرورية بسيطة.