أخذ محمود يتصفح تليفونه المحمول، ويرسل منه الرسائل عبر التطبيقات المختلفة، وهو جالس في إحدى الحدائق منهمكاً فيما يفعله ولم يدرك أن هناك عيناً تراقبه وتنتظر الفرصة لتضرب ضربتها.

تعب محمود من النظر إلى التليفون فوضعه بجانبه ليريح عينيه لكن كانت هناك عيون أخرى تترصده.

بمجرد أن وضع محمود الهاتف جانباً والتفت في ناحية أخرى إلا وكانت يد أمير.. الصبي ذي الـ15 عاماً تلتقط الهاتف في لمحة البصر ويختفي، بحث محمود عن الهاتف بجواره فلم يجده فتش في كل شبر لكن لا فائدة فجن جنونه.. لم يكن الهاتف ما يشغله بقدر ما على الهاتف من مراسلات ومحادثات.

أخذ أمير التليفون وفي نيته بيعه ليخذ ثمنه ويصرفه على ملذاته، لكنه قرر أن يتفحص الهاتف أولاً، وما وجده على الهاتف جعله يصرف النظر عن بيعه ليقرر ابتزاز محمود وتهديده بفضحه إن لم يعطه ما يريد.

وجد محمود نفسه في ورطة، فلو لم يعط أمير ما يريد قد يفضحه ويتسبب في خراب بيته، فقرر أن يساير الصبي حتى يحصل منه على الهاتف، فاتفق مع ثلاثة من أصدقائه لاستدراج الصبي وإعادة التليفون.

استطاع محمود أن يطمئن أمير ويستدرجه بحجة إعطائه ما يريد، وفجأة انقض عليه هو ومن معه وأخذوه إلى مكان مهجور وأخذوا يضربونه ليعطيهم الهاتف، لم يتحمل الصغير وأعطاهم الهاتف ليتركوه، وبمجرد أن فلت من أيديهم اتجه أمير إلى قسم الشرطة ليبلغ باختطافه وتعذيبه من قبل محمود وثلاثة آخرين فأمر رئيس مباحث قسم شرطة مدينة بدر بضبط وإحضار المتهم الذي اعترف بأنه لجأ لهذا الأمر ليسترد هاتفه بعد أن سرقه الصبي وهدده بفضحه بالمحاثات التي عليه.

تم تحويل المحضر إلى النيابة العامة التي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق وتسليم الصبي إلى ذويه لحين عرضه على محكمة الأحداث.