نورا الرئيسي: انشغال المرأة بهاتفها وأولادها أثناء القيادة...

عمل المرأة, جرائم, جامعة الإمارات, حادث سير, قيادة السيارة, كحول

08 نوفمبر 2011

تقلدت ابنة الامارات العديد من الوظائف والمناصب، ولم تترك الدولة مكانا الا شجعت بناتها على الوجود فيه بقوة حتى تقلدن المناصب العليا، فهن اليوم وزيرات، وقاضيات، ووكيلات وزارة، ووكيلات نيابة، ونائبات في البرلمان، وسوى ذلك...  نورا الرئيسي تشغل منصب وكيل نيابة مساعد في النيابة العامة للسير والمرور، وهو عمل كان في فترة ليست بالبعيدة حكراً على الرجال، خاصة أنه عمل ميداني ومكتبي في آن واحد، ويتطلب شخصية تستطيع ان تتحكم في مشاعرها وتحكم بالقانون. مع نورا الرئيسي كان هذا اللقاء.


- كيف التحقت بوظيفتك هذه؟
كان الأمر عادياً باعتباري خريجة شريعة وقانون من جامعة الامارات، ومن ثم التحقت بمعهد دبي القضائي، الدفعة الحادية عشرة.

- ما هو الدافع وراء التحاقك بالمعهد القضائي؟
منذ صغري عندي حب كبير لرؤية الامور الغريبة واكتشاف الجرائم وعمليات التحقيق فيها، وأحب مجال دراسة القانون بشكل عام، حتى أن جدتي عندما كنت صغيرة كانت تتوقع لي أن أكون محامية. وعندما وجدت ان الفرصة أتيحت لبنت الإمارات أن تلتحق بالعمل في السلك القضائي، شئت أن أحقق طموحي بعد دراستي للقانون.

- هل ترين ان عمل الفتاة كقاضية أو وكيلة نيابة لا يتوافق وطبيعتها الأنثوية؟
المرأة بشكل عام لابد أن تشارك في اي مجال عمل، وكل الوظائف التي عملت فيها البنت الاماراتية اثبتت وجودها ونجحت فيها. واعتقد ان القضايا والجرائم ليست حكراً على الرجال فهناك سيدات وفتيات يرتكبن جرائم أيضاً، وبالتالي المرأة تكون أكثر قدرة هنا على التعامل مع هذا الأمر. واليوم الدولة في تطور متواصل ومستمر، واصبحت  كل مجالات العمل مفتوحة امام النساء.

- ما هي الصفات الواجب توافرها في من ترغب العمل في النيابة العامة أو القضاء؟
أولاً لا بد ان تكون الفتاة محبة لعملها، جريئة، وصارمة، وملمة تماما بالقوانين. وعليها أن تكون دائمة الإطلاع على مستجدات القوانين والقرارات، وقارئة جيدة، تتمتع بالصبر إلى أبعد الحدود.

- من كان وراء تشجيعك على الالتحاق بهذا العمل؟
زوجي أول من وقف بجانبي وشجعني كثيراً. فقد  تزوجت وأنا طالبة في الجامعة وانجبت ايضا طفلي الأول أثناء الدراسة، ولولا وقوفه بجانبي وتوليه لبعض المسؤوليات بالنيابة عني لما كنت أكملت دراستي. كما أن والدتي كان لها دورها الكبير في حصولنا انا واخوتي على أرقى الشهادات الدراسية.

- هل طبيعة العمل التي تفرض أحياناً استدعاءك للتحقيق في قضية ما في ساعة متقدمة من الليل أغضبت زوجك يوماً؟
لا، لأن زوجي متفهم لهذا الأمر جيدا، ويعرف أن طبيعة العمل قد تتطلب انتقالي في أي وقت، وليس معارضاً لأي شيء في مجال هذا العمل الذي أتشرف بالانتماء إليه.

- هل تعتمدين على الخدم في تربية طفليك او انجاز مهمات البيت؟
ليس كل الوقت، فبمجرد عودتي الى البيت يصبح مملكتي الخاصة، ويكون ولداي في كنفي.

- هل عملك في نيابة السير والمرور جاء برغبة منك أم انه تكليف؟
التكليف يصدر من النائب العام، وهو الذي  يوزّع الخريجات والخريجين من المعهد.

- هل كنت ترغبين في العمل في نيابة السير والمرور أم طموحك كان مختلفاً؟
بصراحة انا أعشق التحقيق في الجرائم الخطرة مثل القتل، وكنت أتمنى ان اكون محققة في تلك الجرائم.

- ما هي اول قضية حققت فيها؟
أول قضية كانت التحقيق مع شخص ارتكب حادثاً مرورياً وكان تحت تأثير المشروبات الكحولية، ويقود سيارة دون رخصة.

- ماذا عن شعورك خلال التحقيق في اول قضية؟
بكل صراحة كنت مرتبكة، ولكن مؤازرة رئيس نيابة السير والمرور المستشار صلاح بوفروشة ومساعديه من الشباب ساهمت في إعطائي المزيد من الثقة بذاتي وعدم الرهبة، بل وتعلمت ولا أزال من توجيهاته وتعليماته التي تصب جميعها في مصلحة العمل.

- كم عدد القضايا الموكلة اليك شهرياً؟
نحو 30 إلى 40.

- ما هو اصعب موقف واجهته منذ التحاقك بالعمل؟
كان قضية خاصة بنقل لوحة أرقام من مركبة إلى أخرى، وكنت ملتحقة بالعمل منذ شهر فقط ومرتبكة بعض الشيء، ولذلك لم أستطع التعامل معها وأن أتخذ قراراَ واضحاً.

- وما اكثر القضايا التي مرت عليك وسببت لك ألماً؟
قضية شخص كان يقود مركبة وهو تحت تأثير الكحول.فأوقفته ورفضت خروجه من السجن، وقد تظلم من القرار وقتها، ولكنه وبعد خروجه من التوقيف بشهرين فقط ارتكب حادثاً وتوفي فيه. والغريب أنه كان شخصا هادئا ولا ينم مظهره عن تصرف سيئ.

- هل اتخذت قرارا في قضية ما وسبب لك قلقا؟
لم اتخذ قرار يقلقني أبداً لأني اطبق القانون، واذا مر عليَ مرتكب لحادث مروري اكثر من مرة أفرض عليه جزاء حتى يرتدع ويعرف أن الإمارات دولة قانون.

-ماذا عن النساء وحوادث السير؟
هناك نسبة من السيدات يرتكبن حوادث مرورية بلا شك، واكثرها قضايا تصادم بين سيارتين، وتجاوز الاشارة الحمراء، وهناك من يقدن مركباتهن تحت تاثير المشروبات الكحولية. وأعتقد ان انشغال المرأة بأولادها داخل السيارة، أو انشغالها بالتحدث عبر الهاتف، وراء ارتكابها الحوادث، كما أن لدى المرأة بشكل عام نسبة تركيز على القيادة أقل من الرجل كذلك الأم بالنسبة إلى التصرف تجاه أي عنصر مفاجئ على الطريق.