المرأة السعودية في مواجهة المسؤوليات
المرأة السعودية / نساء سعوديات, المجتمع السعودي, عضوية مجلس الشورى, خادم الحرمين الشريفين, حقوق المرأة السعودية, منال الشريف
21 نوفمبر 2011مها فتيحي: وجود المرأة والرجل في المجالس يعجّل في التنمية
من جهتها، أكدت رئيسة مرشدات المملكة العربية السعودية مها فتيحي أن في السعودية الكثير من الطاقات النسائية الجيدة: «عندما تكلف المرأة السعودية مهمةً تستطيع إنجازها بشكل أكثر من مميز. ولكن حاليا نتحدث عن المعايير المطلوب توافرها لدخول المجالس البلدية، أو مجلس الشورى. في الأولى، أفضل أن يتم ترشيحها من جانب مراكز الأحياء التي تكون عاملة فيها، لأنها تكون بذلك ذات خبرة في المجال المطلوب».
وعن مجلس الشورى قالت: «المرأة في مجلس الشورى قادرة على التعليق وانتقاد أي قرار. فكما للرجل أحقية إبداء الرأي في قضية ما، أيضا المرأة لديها الحق نفسه بما يحقق المصلحة العامة».
ورأت أن وجود السيدة داخل المجالس البلدية على مسافة واحدة من القرار التنموي مع الرجل يؤثر كثيرا في تسريع الحركة التنموية.
فوزية الهاني: سنرفع المعايير حتى لا تدخل المحسوبية والطبقية في التعيين
اشترطت العضو المؤسس والمنسق العام لحملة «بلدي» فوزية الهاني الكفاءة العالية في من تخدم الدول. وقالت: «بدأنا المطالبة بتعيين المرأة السعودية في المجالس البلدية والانتخاب لهذه الدورة، إلا ان التعيين لم يتم. جاءت هذه المطالبة من منطلق اكتساب الخبرة، وهذه هي المراحل التدريبية التي اتبعتها أكثر الدول لتمكين المرأة من المشاركة. ونحن بصدد إعداد خطاب للوزارة بتعيين من تملك الكفاءة، حتى لا تدخل في التعيين المحسوبيات والطبقية والقبلية والمناطقية، نحن سنعمل على رفع معايير الكفاءة لأنها تتيح للأقدر والأكثر كفاءة خدمة البلد».
وعن تأهيل السيدة السعودية أضافت الهاني: "نحن بصدد تقديم عرض كامل للوزارة لأن تكون داعمة لحملة «بلدي» من اجل أن نعمل على تثقيف المرأة عبر مرحلتين، الأولى: هن السيدات اللواتي لديهن رغبة في الترشح والمشاركة في المجالس البلدية من ذوات الكفاءة العالية جدا. أما المرحلة الثانية فتتضمن تثقيف جميع النساء السعوديات لتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وأهمية مشاركتهن في الشأن العام، والتأكيد أن هذه المشاركة لا تتعارض مع الشريعة». وختمت أن المرأة السعودية ستكون قادرة على إثبات جدارتها، بعدما أثبتت على كل الأصعدة أنها صاحبة وجهة نظر صحيحة، خصوصا على صعيد التنمية الاجتماعية، وخدمة المجتمع.
الدكتور خالد الدخيل: هل سيسمح للمرأة بأن تكون عضوا كامل الأهلية في مجلس الشورى؟
من جهته تحدث الكاتب والباحث والمحلل السياسي الاجتماعي الدكتور خالد الدخيل عن دخول المرأة السعودية إلى المجالس السعودية قائلا: «ما المانع من دخول السيدة السعودية المجالس البلدية ومجلس الشورى خصوصا أنها أثبتت وجودها في التخصصات الأدبية والعلمية وخلافها. ولكن هذا لا يعني أن جميع النساء اللواتي سيدخلن مجلس الشورى سينجحن، أو هكذا سيفهم عدد من الأشخاص. هذا الكلام غير صحيح، فبعض الرجال كان ناجحا ومتميزا في مجلس الشورى، والبعض منهم دخل مجلس الشورى وانتهت دورته وهو لم يتكلم كلمة واحدة، وهكذا يمكن أن يكون حال المرأة داخل المجلس.
وعندما أتحدث عن وضعية المرأة في المجتمع السعودي فإني أضع الأمر في الإطار الاجتماعي، فهل سيسمح للمرأة بأن تكون عضواً كامل الأهلية عبر المشاركة في أعمال مجلس الشورى؟ في تصوري سيكون هناك طابق للرجال وآخر للنساء، والمشاركة ستكون عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، أو بالصوت، وأعتقد أن هذا سيؤثر. وفي ما يخص الانتخابات البلدية عندما لا يسمح للسيدة بأن تعرض برنامجها الانتخابي، ولا يسمح لها بالوجود الميداني، فعلى أي أساس سيتم اختيارها؟ أو كيف سيتأكد المجتمع من أهليتها؟ أنا أختار المرشح على برنامجه الانتخابي، فإذا كان هذا البرنامج سيعرض على سبيل المثال في الصحف، أو من خلال المنشورات، سيفتقد جانب التواصل المباشر، وهذا جزء مهم من العملية الانتخابية».
ورأى الدخيل أن المشكلة لا تكمن في التشريعات فقط، بل في المجتمع السعودي نفسه: "لدينا قيود وتحفظات اجتماعية لا كفيها سنة أوسنة ونصف، لكن هذا لا يعفي من العمل على هذا الموضوع. وهذا سيكون بالتثقيف بكل تأكيد، ولكن أيضا نحتاج الى التجربة، لأن التثقيف والتوعية إذا لم يواكبهما التجربة والتطبيق يظلان كلاما نظريا، ونحن نريد القرارات الملكية واقعا».
الدكتورة بدرية البشر: آلية التعيين في مجلس الشورى تُفقد كثيرا من صاحبات النشاط الحقوقي والإنساني الفرص المتساوية
«دائما ما أحاول أن أذكر أن مجلس الشورى مؤسسة قائمة تتبع آلية مقررة في العمل». هكذا جاءت كلمات الكاتبة والأكاديمية الدكتورة بدرية البشر عند سؤالها عن استعدادات السعوديات للدخول في مجلس الشورى كمستشارات، إضافة إلى أخذ مقاعد في المجالس البلدية. وأضافت: «المرأة في انضمامها الى هذه المجالس سوف تتبع الآلية نفسها. عادة هناك بعض الموضوعات التي تخص المرأة، أو أن المرأة تستطيع أن تحقق فيها نتائج أفضل، كالعائلة، وعمل المرأة، والقوانين الخاصة بالمرأة».
وقالت: «أنا اطلعت على أكثر من برنامج للمرشحات في المجالس البلدية وكانت هذه البرامج بحكم المستويات التعليمية والثقافية عند السيدات أفضل من برامج بعض الرجال، وهذا يحسب للمرأة على اعتبار أن قانوناً ما تناله بصعوبة تحافظ عليه بشكل أكبر، وبالتالي ستكون استنفرت معظم مهاراتها لتنفيذ الهدف فتحقق بذلك التميّز». ورأت أنه في ما يخص مجلس الشورى حيث تتبع آلية التعيين، قد لا تتمتع المرأة التي لديها برامج أفضل للمجتمع بفرصة المشاركة، فتفقد النساء صاحبات المشاريع البنّاءة فرص الوصول الى حيث يجب. وعن اعتراضات بعض الجهات على ظهور المرأة بالصورة في الانتخابات قالت: «هذه المسألة فقهية وللمنتخبة حرية الأخذ بها أو تركها».
الدكتورة أميرة كشغري: العمل الانتخابي جديد على المجتمع السعودي للرجل والمرأة على حد سواء
«أثبتت المرأة السعودية ذاتها، وقدرتها في كثير من المجالات ووصلت إلى مرحلة عالية جدا، ولديها القدرة على أن تمارس حقها الطبيعي في المجالس البلدية ومجلس الشورى، ولكن تظل النقطة الأكثر أهمية هي محدودية الخبرة لديها». هكذا جاءت كلمات الأستاذة الجامعية والكاتبة الدكتورة أميرة كشغري التي أضافت: «محدودية الخبرة عند النساء السعوديات كان سببها محدودية الفرص، لأنها لم تكن متوافرة في السابق. والآن أصبحت الفرصة متوافرة والتمكين كذلك».
وعن ضعف خبرة المرأة في العمل الانتخابي والترشح أضافت كشغري: «الانخراط في العمل هو ما يولد الخبرة، والعمل الانتخابي جديد على المجتمع السعودي للرجل والمرأة على حد سواء. ولكن دائما هناك فرص ممارسة شيء جديد والتعلم. والمسألة ليست بتلك الصعوبة».
طالبت المرأة السعودية منذ سنوات بدخول المجالس البلدية كمنتخبة، أو على الأقل انتخاب من تريد. وها هي اليوم أمام قرار بالغ الأهمية يحول مسار طموحاتها إلى ما هو فوق السطح المعتاد عليه... حصل ذلك عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين دخولها كمرشحة وناخبة في الانتخابات البلدية، وأيضا عضوة كاملة الأهلية في مجلس الشورى الذي اكتفى بالسيدات السعوديات في الفترة السابقة كمستشارات غير متفرغات.
والسؤال هو: هل المرأة السعودية لديها الجاهزية لدخول المعترك الانتخابي بحق، وهل لديها خطة، أو برنامج تقارع عليه زميلها الرجل؟ وهل ستثبت جدارتها في مجلس الشورى لها حق دراسة المشاريع وإبداء الرأي السديد أسوة بالعضو الرجل في الدورة المقبلة بعد العام ونصف العام. «لها» وجهت السؤال الى المهتمين وكانت النتيجة في هذا التحقيق.
منال الشريف: المرأة قد تصحح مسار المجالس البلدية
الإعلامية ومديرة الإصدارات الخاصة منال الشريف تحدثت عن استعداد المرأة السعودية لدخول مجلس الشورى والمجالس البلدية قائلة: «أجد أن قرار الملك عبدالله بن عبد العزيز فتح الأبواب الموصدة أمام المرأة السعودية خصوصا عندما قال «المرأة هي أمي، وأختي، وابنتي، وأنا مخلوق من المرأة». وقد استمد هذا القرار من الصحابية الجليلة أم المؤمنين أم سلمة، فمن الجميل أن نستقي القرارات من السيرة النبوية. وهو قرار انتظرناه كثيرا، وكنا ننتظره منذ سنوات، ولكن يبقى ولي الأمر هو أعلم بتوجه المجتمع اليوم. تعيين عضوات في مجلس الشورى هو شهادة إقرار من خادم الحرمين بأن المرأة كائن واعد، ويجب أن تشارك في القرار المحلي والسياسي لهذا البلد، وأعطانا مهلة للتهيئة لأنه أمر جديد للطرفين الرجل والمرأة.
وأضافت: «أعتقد أن الرجل والمرأة غير جاهزين لدخول المجالس البلدية، وهذا ما أثبتته الدورة الأولى. وجاءت الدورة الثانية لتشهد تراجعا كبيرا في الترشح والانتخاب. ونرى أن الخدمات البلدية لم تقدم شيئا. ومن جانب آخر ثقافة الانتخاب تنقص الجميع لأنها غير مجدولة في المدارس والجامعات ليعي المرشح كيف يضع برنامجا انتخابيا يسد فجوة في المجتمع، كما أن الناخب لا يعرف على أي أساس يختار المرشح الذي يصوّت له». ومع ذلك، رأت أن المرأة قادرة على تصحيح مسار المجالس البلدية، ويكون هناك نوع من التحدي بينها وبين الرجل.