مبادرة 'حقي كرامتي' تزداد زخماً

توعية إجتماعية, المرأة السعودية / نساء سعوديات, حقوق المرأة السعودية, منال الشريف

09 يوليو 2012

انطلقت مبادرة «حقي كرامتي» بهدف توعية المرأة السعودية حول استعادة حقوقها في إطار يتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية. وبعد مرور ما يقارب السنة أخذت خلالها المبادرة توسّع دائرة اهتمامها بكل ما يختص بالمرأة والطفل. التقت «لها» عددا من السيدات اللواتي انضممن إلى هذا الجهد.


الحقوقية منال الشريف من أعضاء مبادرة «حقي كرامتي» قالت: «هي إحدى المبادرات النسوية السعودية التي تسعى لتوعية المجتمع والدفاع عن حقوق المرأة التي سلبتها إياها العادات والتقاليد. وتحاول أن تكون شريكا فاعلا في البرنامج الإصلاحي الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين بالتواصل الجاد والمستمر مع صناع القرار من الديوان الملكي، ومجلس الشورى، وأمراء المناطق والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. وذلك بإيجاد صوت للمرأة بعد تغييبه لعقود».
وأوضحت أن من أهم توجهات المبادرة إنهاء كل أشكال التمييز ضد المرأة، وانتزاع حقوقها التي قيّدتها التقاليد الاجتماعية المخالفة للشريعة وعدم السماح بتجيير ذلك لأي أهداف أخرى سياسية أو شخصية.
وتابعت: «حاليا نسعى إلى إنشاء جمعية توحد الجهود المتناثرة وتعمل كمنصّة تنطلق منها المطالبات بتحسين وضع المرأة السعودية وتعديل القوانين التي شرّعت تقاليد اجتماعية كرّست النظرة القاصرة الى المرأة في مجتمعنا، وتعمل على توعية المجتمع بكل الوسائل المتاحة منطلقة من أساس الوعي أولاً. ونستطيع تلخيص الرؤية في ثلاث نقاط:

١- العمل على رفع الوصاية عن المرأة ومعاملتها كامرأة راشدة عاقلة قادرة على اتخاذ القرارات في حياتها متى ما بلغت السن القانونية للرشد.
٢
- السعي نحو سن قانون للأحوال الشخصية (مدونة الأسرة) سيحفظ للمرأة السعودية حقوقها عند الزواج، الطلاق، النفقة، الحضانة، الإرث.
٣
- العمل على  رفع الحظر المفروض على المرأة في حرية التنقل ورفع المطالب بإيجاد بدائل آمنة واقتصادية وتعويض المتضررين من المنع حتى يتم ذلك».

ولفتت إلى أن المبادرة تضمّ أكثر من فريق، أهمها فريق المستشارين وهم مجموعة من المتطوعين لتوجيه أعضاء المبادرة وإبداء النصائح والإرشادات في المجالات الإعلامية، القانونية، الاجتماعية، الدينية، وغيرها. وفريق التخطيط والتنفيذ لوضع الخطط التوعوية، وكتابة التقارير، والخطابات للتواصل مع المسؤولين. إضافة إلى  نشر الوعي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل  مع وسائل الإعلام.
وعن مواكبة المبادرة للأحداث على الساحة المحلية السعودية، ومدى قوتها قالت الشريف: «لا نستطيع أن نقول إننا الأقوى، قد نكون الأكثر تفاعلاً مع المستجدات والأكثر استخداما لكل القنوات الموجودة والمتاحة لإيصال صوتنا وإحداث فرق في وضع تم السكوت عنه لعقود. نحن نريد الوصول إلى مواطنة كاملة للمرأة السعودية».


دور الرجال

المدونة والكاتبة إيمان النفجان من اللواتي علت أصواتهن للمطالبة بحق المرأة السعودية. تقول: «حقي كرامتي» كمبادرة هي نقطة تجتمع خلالها مجموعة من النساء، لتوقيع معروض يطالب بإعطاء المرأة حقا كان ولا يزال مسلوباً منها. ومن أبرز الحقوق المطلوب إقرارها حق القيادة. واستطاعت المبادرة أن تجمع تحت مفهومها آلاف الرجال والسيدات».
وأضافت: «المبادرة استطاعت أن تنقل وجهة نظر فئة كبيرة من المجتمع السعودي بطريقة قانونية، منظمة. ومن هذا المنطلق أردت أن أكون واحدة من ضمن الموقعين على أي معروض يقدم إلى الجهات المسؤولة يعطي المرأة حقا كان مسلوبا منها».
وأشادت بدور الرجال المنضمّين إلى مبادرة «حقي كرامتي» لأنهم يساندون السيدات في توضيح كثير من الأنظمة المعمول بها في الدولة.


الوعي

من جانبها تحدثت سيدة الأعمال الدكتورة عائشة المانع عن المبادرة قائلة: «هذه المبادرة تساعد على زيادة الوعي لدى المرأة، فالسيدة السعودية مسلوبة الحق في كثير من القطاعات، وليس لديها الوعي الكافي بأهمية هذه المسألة. وهذه المبادرة قد تطرقت الى الكثير من القضايا من بينها المواصلات، والقيادة، والعنف ضد المرأة والطفل، والتعليم، والعمل».
وأكدت المانع ضرورة وجود آليات لمعاقبة كل مرتكب عنف ضد المرأة بمساعدة الجهات المختصة وبتدخلها المباشر، ووجود أجهزة لمتابعة الحالات. إضافة إلى وجود محاكم متخصصة لتطبيق ما يسن من القوانين بشكل فاعل ورادع دون أي تهاون.

الإعلامية تهاني الجهني أيضا كان لها حضور واضح في مبادرة «حقي كرامتي» التي رأت أنها من أهم المبادرات التي أطلقت في مصلحة المرأة السعودية: «كثير من المبادرات ظهرت على السطح، إلا أنها ما تلبث أن تخبو ومن ثم تختفي. ولكن «حقي كرامتي» أنا معها حتى قبل بدايتها وظهورها لأني ممن يشجعون على قيادة المرأة للسيارة، ولكن بعد ظهور منال الشريف وما حدث معها أصبحت المطالبة علنية، لأنها لم تطالب إلا بحق من حقوق المرأة السعودية المشروعة. ومن هنا بدأت أفكر ماذا يمكن أن أفعل للمطالبة بحقوق المرأة السعودية، فمن خلال عملنا كثيراً ما نرى سيدات منتهكات الحقوق، وتتكالب عليهن الدنيا».
وأكدت أن «حقي كرامتي» لها صوت مسموع في السعودية، فبعد أن انطلقت المبادرة وكانت تتمحور حول القيادة، أصبحت حاليا تلمس كل مشكلة تعاني منها السيدة مثل حق الحضانة، حمايتها من العنف، وغيرها من الحقوق المسلوبة منها.