هالة صدقي: أرفض أن يعمل ابناي في الفن

القاهرة – نورهان طلعت 30 ديسمبر 2018
تعبّر النجمة هالة صدقي من خلال “لها” عن سعادتها بتكريمها الأخير في مهرجان أوسكار السينما العربية، وتكشف عن أسباب غيابها عن تكريمها الأخير في الخرطوم، ومخاوفها من مهنة التمثيل في المُستقبل، وتفصح عن سبب انزعاجها مما يحدث في مجال الإنتاج الدرامي والسينمائي، وتفاصيل دورها الجديد في مسلسل “بركة”، وحزنها من تأجيل العمل في رمضان الماضي. كذلك تكشف لنا أسباب رفضها لعمل نجلَيها في مجال الفن، رغم ولَع أحدهما بهذا المجال، وتتحدث عمّا تعلِّمه لولديها، وكيف تمضي أوقات فراغها معهما.


- كيف تلقيت مفاجأة حصولك على تكريم مهرجان أوسكار السينما العربية لكِ كأفضل ممثلة كوميدية؟

فاجأني هذا التكريم ولن أنساه، كما أن له مكانة خاصة عندي، لكونه جاء بناء على تصويت زملائي في الوسط الفني، الذين اختاروني كأفضل ممثلة كوميدية عن العام الماضي، والمفارقة أنني كنت سأعتذر عن عدم الحضور، لوجودي وقتها في أميركا، ولضيق الوقت، وعدم استعدادي للحضور، لكنني أصررت على الحضور في اللحظات الأخيرة، فور علمي بتكريم المهرجان لصديقتي المقرّبة ليلى علوي، وفوجئت أثناء الفعاليات بمنحي جائزة أفضل ممثلة كوميدية.

- ولماذا تغيّبتِ عن تكريمك في مهرجان الخرطوم للفيلم العربي؟

آلمني عدم الحضور لتكريمي عن مجمل أعمالي، حيث كنت مريضة للغاية، واعتذرت عن عدم الحضور بسبب ظروفي الصحية، شاكرةً إياهم على تكريمي.

- هل أحزنك قرار تأجيل مسلسل “بركة” من رمضان الماضي للعام المُقبل؟

بالتأكيد أحزنني تأجيله، خصوصاً أننا كنّا متشوّقين لمشاهدة العمل وقطف ثمار الجهود التي بُذلت فيه لأشهر عدة، لكن في الوقت نفسه أُتيحت لنا الفرصة حتى يخرج العمل بشكل أفضل، ونتيجة ترضينا جميعاً، وأتمنى أن يحدث ذلك عند عرضه في رمضان المُقبل.

- وما الذي حمّسك للمشاركة في هذا العمل؟

أحياناً لا يكون الدور الذي أجسّده هو الدافع الأول لمشاركتي في أي عمل، بل أتحمّس كثيراً للمشاركة في أعمال تحمل أفكاراً جديدة، ولها طابع مختلف، وذات تركيبة هي مزيج من التشويق والرومانسيّة والصعيدية، ثمّ تأتي حماستي للشخصية التي أقدّمها في المقام الثاني.

- ما هي تفاصيل دورك في هذا العمل؟

أقدّم صورة مختلفة تماماً، جديدة وصحيحة عن السيدة الصعيديّة، والتي تقدّم دائماً بشكل خاطئ للجمهور، فيتصوّر المشاهد أن المرأة الصعيدية دائماً مسيطِرة، عصبية، أمّية، وذات طبع حادّ، وهذه نظرة ظالمة ومحدودة، فوالدتي كانت من الصعيد، وتحديداً من أسيوط، لكنها درست عدداً من اللغات من بينها الإيطاليّة والفرنسيّة، وكانت ترتدي وشقيقاتها ملابس مستوردة من أهم الماركات العالمية. فالمرأة الصعيدية تطوّرت، وتعلّمت، بعكس ما يقال عنها، لذلك أديت الشخصية بأسلوب جديد ومبتكَر، فهي امرأة ذات أصول صعيدية، لكنها تعيش في مصر وتجمع في طريقة حديثها بين اللهجتين العامية والصعيدية.

- تحدّث عدد من أبطال هذا العمل عن مواجهتهم الكثير من المصاعب والمتاعب، فهل هذا صحيح؟

شخصيّاً واجهتُ أزمة واحدة فقط، وهي بُعد منزلي عن موقع التصوير، ولم أجد أي صعوبة أو مشكلة في الدور الذي أجسده.

- إلامَ تعزين قلّة الإنتاج الدرامي التي وصلنا إليها؟

لا أعرف سبباً حقيقياً لما يحدث من تراجع في صناعة الأعمال الدرامية، لكن ما ألمسه وأعرفه هو تضرّر أكثر من مليونَي عامل نتيجة تدهور هذه الصناعة، وتراجُع الإنتاج بهذا الشكل يُلحق بهم أذى كبيراً، ولا يقتصر الضرر على عمّال الديكور والنجارة والإضاءة فقط، بل يطاول أيضاً قطاعات الإنتاج المختلفة، وحتى الصحافيين لأن عملهم قائم على التواصل مع النجوم، وكم أفتقد روح المنافسة الشريفة والمفيدة بين المحطات التلفزيونية عند عرض الأعمال المختلفة.

- لكن هناك من يرى أن ارتفاع أجور النجوم هو السبب في هذه الأزمة الإنتاجية.

لا أوافق على هذا الرأي، لأن المنتج هو من يدفع هذه الأرقام للنجوم، وبالتالي يعي تماماً مدى الاستفادة منهم، وكيفية استرجاع الأموال التي يدفعها، وإذا أخفق العمل، لن يأتي بهذا النجم مرة ثانية، فلا أحد يُجبر المُنتج على ذلك حتى يُلصَق الأمر بالنجوم.

- إذاً، ما هو الحل في رأيك حتى يعود الإنتاج كما كان ويتعافى؟

من الأفضل توجيه هذا السؤال الى جهات الإنتاج المختلفة، فهم الأدرى بهذا الأمر، لكن هناك أقاويل تتردّد، وأسعدتني كثيراً، بأن قطاع الإنتاج سيُعيد التوازن لسوق العمل الدرامي، وستعود عجلة الإنتاج للدوران من جديد، فإذا حدث ذلك، أعتقد أن جزءاً من هذه الأزمة سيُحلّ.

- قبل سنوات عدة تولّيت إنتاج مسلسل “جوز ماما”، هل يمكن أن تخوضي التجربة مرة أخرى؟

لستُ مستعدة لتكرار هذه التجربة، فهي كانت مرحلة وانتهت، خاصةً أن الإنتاج يعاني اليوم أوضاعاً صعبة وغير مستقرة.

- وما رأيك في صناعة السينما اليوم؟

على الرغم من وجود بعض الأفلام الناجحة، والتي حققت إيرادات جيدة، والمنافسة بين الأفلام، فإن صناعة السينما تعاني تراجعاً كبيراً، وأتمنى أن تعود السينما الى سابق عهدها.

- لماذا لم يحقق فيلمك الأخير “آخر ديك في مصر” النجاح المتوقع له؟

استمتعت كثيراً بهذا الفيلم، خاصة أنه تعاوني الأول مع المخرج عمرو عرفة، وعلى الرغم من أن الفيلم كان جيداً، فقد كان من الممكن أن يخرج بصورة أفضل، ويحصد إيرادات أكبر بكثير من التي حققها، لكن يبدو أن البعض تعجّب من ظهور محمد رمضان في دور كوميدي بعد فترة من تقديمه أعمالاً تنتمي الى نوعية “الأكشن”.

- سبق أن قدمت أكثر من شخصية ناجحة في “ونوس” و”عفاريت عدلي علام” و”حارة اليهود”... أي شخصية الأقرب إليك؟

دوري في “ونوس” كان مميزاً والأكثر نجاحاً، إذ أدّيت شخصية مختلفة عما قدّمته من قبل، فاجأتْ الجمهور وأثّرت فيه كثيراً، لكن دوري في “عفاريت عدلي علام” هو الأقرب الى قلبي، لأنه كوميدي، وأنا ممثلة كوميدية في الأساس، وأحب الكوميديا وأفضّل تقديمها للجمهور.

- ما هو الدور الذي تتمنين تجسيده ولم تقدميه بعد؟

أتمنى أن أحظى بعمل أجسّد فيه شخصية امرأة مكافحة، ويسلّط الضوء على الصعاب التي تواجهها في حياتها، وما أحوجنا اليوم الى مثل هذا النوع من الشخصيات، والتي تساهم في نيل المرأة ولو جزءاً من حقوقها.

- من هو الفنان الذي استمتعتِ أكثر بالعمل معه؟

هذا سؤال صعب، لأن كل فنان عملت معه استفدت الكثير من خبراته، وفي المقابل شكّل عملي معه إضافة إليه، وإذا أردتَ جواباً شافياً، أؤكد لك أنني استمتعت كثيراً بالتعاون مع صلاح السعدني ويحيى الفخراني.

- هل يتمتع أيٌ من أبنائك بموهبة التمثيل؟

ابني يحب التمثيل، ويتابع الأفلام لكن الأجنبية حصراً، أما ابنتي فشغوفة بمشاهدة الأفلام المصرية القديمة، ويدهشني شغفها هذا، لأنها لا تزال صغيرة على فهم هذه النوعية من الأفلام.

- هل كشف لك عن رغبته في دخول عالم التمثيل؟

نعم، لكنني رفضت ولا أشجعه على التمثيل.

- لماذا؟

لأن لا مستقبل للفنان، ولا ضمانات في هذه المهنة، فهي في رأيي غدّارة، وبالكاد يكفيه المعاش التقاعدي بعد أن يكون قد أفنى عمره في إسعاد الناس، كما أن الفن يحرم الفنان من حياته الخاصة، وكل خطوة تُحسب عليه. ولكل هذه الأسباب، لا أتمنى لابني العمل في هذا المجال.

- أشعر أنك حزينة، ما سرّ هذا الحزن؟

أنا فعلاً حزينة، والسبب ما آل إليه حال الفن، وخائفة من المستقبل، فالفنان لا يحصل على أبسط حقوقه، كأن ينال تكريماً من الدولة، وأكبر دليل على صحة كلامي ما حدث للراحلين الفنان العالمي عُمر الشريف، و”سيدة الشاشة العربية” فاتن حمامة، فقد رحلا بصمت، بحيث لم تلتفت إليهما الدولة أو تثمّن عطاءاتهما الفنية... كما أن هناك من ينظر الى الفنان بعين الحقد والكراهية، وخصوصاً عندما نُدعى لحضور مباريات كرة القدم، فنتعرّض لانتقاد شديد. لكن هذا لا ينفي أننا عموماً نحظى بمحبة الناس، وهذا أكبر رصيد للفنان.

- ما أكثر ما يقلقك على ابنيك؟

مستقبلهما، ودائماً أتساءل عمّا سيواجهانه، وما ينتظرهما... لكن لا يسعني إلا أن أتمنى لهما مُستقبلاً واعداً، وألا يلاقيا أي صعاب.

- وما الشيء الذي تحرصين على تعليمهما إياه؟

أعلمهما ألا يتّكلا على أحد، وأن يكونا واثقين في نفسيهما، وأن يهتمّا بممارسة الرياضة، لأنها تفيد صحتهما.

- كيف تمضين أوقات فراغك؟

لا أوقات فراغ عندي، فكل وقتي أمضيه مع ابنيَّ وفي مساعدتهما في دراستهما، وهذا يتطلب مني صبراً طويلاً ومجهوداً كبيراً.

- ما هي هواياتك الأخرى؟

السباحة. أعشق السباحة، لأنها تُشعرني بالحيوية والنشاط.

- من يدعمك في قراراتك الصعبة؟

والدتي، لطالما دعمتني في حياتي، لكنها اليوم أصبحت كبيرة في السنّ. ولي أيضاً أصدقاء أوفياء أحبهم كثيراً، ويقفون الى جانبي في أي محنة.

- من هو مطربك المُفضل؟

أحب الاستماع الى كل الألوان الغنائية، الكلاسيكي والرومانسي والشعبي. وأستمع أيضاً الى أغاني المطربين المميزين.

- إلى أي بلد تفضّلين السفر؟

هناك أكثر من بلد أحب السفر إليها، لكن أهمها دبي، وأميركا التي أزورها بصحبة عائلتي.

- هل تحبّين التسوّق؟

بالتأكيد، وأتسوّق في مصر في أي مول تجاري قريب مني، أو عندما أسافر الى أميركا.

- ما هو روتينك اليومي؟

الاستيقاظ مبكراً مع ابنيَّ للذهاب الى المدرسة، ثم تناول فطوري، والخروج مع أصدقائي لقضاء بعض الوقت، ومن ثم العودة إلى المنزل لمتابعة نشاطات ابنيَّ.

- والقراءة؟

قليلة، بسبب انهماكي في قراءة السيناريوات أو انشغالي بأمور أخرى.

- أكثر صفة تزعجك؟

هناك أكثر من صفة لا أطيقها، لعل أبرزها الكذب والنفاق. أحب الصراحة والوضوح، وأرى أن لا ضرورة تضطر شخصاً لفعل ذلك.

- عيب تحاولين التخلص منه؟

عيوبي يراها الآخرون أكثر مني...

- ما هو طموحك؟

أتمنى أن تعود عجلة الإنتاج إلى الدوران، وأقدّم أدواراً تضيف إلى رصيدي الفني، وأن أُفق في اختيار أعمالي المُقبلة.