"كوميديّو العالم" افتتاح ٢٠١٩ على "نتفليكس"

أمين حمادة 31 ديسمبر 2018

تستعد شبكة «نتفليكس» للبقاء في عام 2019 المقبل، على عرش أصحاب المحتوى الترفيهي والدرامي على الإنترنت في العالم بأكثر من 130 مليون عضوية عبر أكثر من 190 دولة، عبر توسعة مروحة البرامج في منصتها الرقمية وطرح ضمن أعمالها الأصلية (نتفليكس اوريجينال) أكثر من 700 عرض تلفزيوني و80 فيلماً، لا سيما أن سابقاتها حققت أكثر من 430 ترشيحاً لجوائز عالمية، لتفوز بـ29 منها.

وتختار في معركتها ضد منافسيها سلاح الكوميديا التي تبرز الأرقام تحقيقها أعلى نسب المشاهدة عبر منصتها، مع احتلال سلسلة «أصدقاء» (فريندز) صدارة قائمة كل أعمالها الأصلية والمعروضة. وتفتح الباب واسعاً أمام الـ»ستاند اب كوميدي»، إذ تضم أخيراً الكوميديانة الأميركية إيلين ديجينيريس في عرضها الأول في هذه الفئة منذ 15 عاماً، لتصبح على الموقع إلى جانب أبرز مؤدينها الأميركيين جيري ساينفيلد ودايف شابيل المرشح لجائزة «غرامي» وجون مولاني بحلقات خاصة، ومواطنهم كريس روك بعرضه «تامبورين»، والإسكتلندي دانيل سلوس بعرضه «دارك»، والأسترالية هانا غادسبي بعرضها «نانيت»، وسواهم.

وفي باكورة أعمالها تحت عنوان الكوميديا في عام 2019 الذي تخطط لإنفاق نحو 10 بلايين دولار اميركي خلاله على صناعة المحتوى وتسويقه، تطلق «نتفليكس» في الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل سلسلة «كوميديّو العالم»، في برنامج هو الأوّل من نوعه على مستوى العالم في الـ»ستاند اب كوميدي»، إذ يجمع 47 فنانًا كوميديًّا يقدمون عروضهم بثماني لغات مختلفة، من نحو 13 بلداً من كل القارّات.



ويقدم كل كوميديان حلقة منفصة تصل مدتها إلى ثلاثين دقيقة، يختار خلالها مواضيع حياتية وظواهر اجتماعية وإنسانية مختلفة لمعالجتها، بأسلوب مضحك وطريف وساخر، علماً أن عمليات التصوير تمت في تموز (يوليو) الماضي في مدينة مونتريال الكندية على هامش انعقاد مهرجان الـ»ستاند اب كوميدي» العالمي «فقط للضحك».

وتتوجه «نتفليكس» إلى الجمهور العربي في شكل أكثر خصوصية، عبر أربعة مشتركين، قابلت منهم «الحياة» على هامش العرض الخاص للسلسلة في أحد فنادق دبي، السعودي إبراهيم الخير الله والأردنية روسن حلاق والفلسطيني عدي خليفة، إضافة إلى السعودي مؤيد النفيعي الذي تغيّب عن الحضور، ومن دون وجود أي كوميديان مصري في مفارقة لافتة، لعل ابتعاد «نتفليكس» عمّن هو مستهلك تلفزيونياً يبررها، علماً أن المشتركين العرب أجمعوا في حديثهم على أن الدراما التلفزيونية هدف أساسي بالنسبة لهم، ولكن في مجال الكوميديا، بعد تجارب خجولة لبعضهم، كما يراهنون على الإنتقال إلى المستوى الأعلى من المهنة عبر المنصة العالمية.

ويتفاوت الكوميديون العرب في عمق وذكاء فقراتهم وادائهم واختلاف المواضيع التي اختاروها. الأسوأ بينهم مؤيد النفيعي الذي وقع في خيار غير موفق، عبر فخ تكرار حوادث المشاهير مع المعجبين او غير العارفين بهم، باجترار نكات معروفة ومستهلكة حد فقدانها القدرة على الإضحاك. واستطاعت روسن حلاق أن تكون الأفضل بلجوئها منذ اللحظة الأولى الى تكييف عرضها مع جمهورها الحاضر، فشدته اليها بأداء تلقائي وعفوي وموضوع خاص به دار حول المغتربين. وتميزت فقرتها بعرض معاناة المرأة بتلميحات عميقة وغير مألوفة لحوادث يومية مألوفة. تؤكد حلاق أنها تشعر بالمسؤولية تجاه قضايا المرأة العربية، وغالباً ما تحرض على التعبير عنها في عروضها.

ويذهب إبراهيم الخير الله إلى لعبة الجنسيات العربية العاملة في الخليج ولكن بشكل يحمل شيئاً من النمطية، في فقرة من شأنها إضحاك الجمهور العربي والمحلي على السواء في بلاده، بينما يتميز عدي خليفة بأنه الأكثر جرأة واتقاناً للصنعة، مع لجوئه أحياناً الى الشتيمة التي يبررها بأنها «طبيعية كما هي مستخدمة في الشارع وتأتي في سياقها غير المتكلف فقط»، بينما أبدى زملاؤه حرصهم على عدم استخدامها تحت أي ظرف.

ويشمل العرض ايضاً الكوميديين نيل برينان وكريس ديليا ونيكول باير ونيك سواردسون من الولايات المتحدة، ( أكثر من 54 في المائة من الراشدين مشتركين في «نتفليكس»)، وآيفن داكر وديان سميث وكاي تريفور ويلسون وديف مرهاج ولوي جوزيه أود وفرانسوا بيلفاي وكاترين لافاك وأديب الخالدي من كندا، وفرانكو اسكاميلا وهوغو إلكوخو فاليز وغابي ياناس من المكسيك، وأفونسو باديلا وتشاغو فينتورا وميل ماهير من البرازيل، وأنيسة أماني وكايا يانار وإلكا باسين من ألمانيا، وشارليه سونيو وجيسون بروكرس وتانيا دوتيل ودونيل جاكسمان من فرنسا، ونيش كومار وجول دوميت وماي مارتن وإيلي تايلور من المملكة المتحدة، وسندس الأحمدي ومارتين كونينغ وراين بانداي من هولندا، وجول كريسي وأورزيلا كارلسون ونظيم حسين وكال ويلسون من نيوزلندا وأستراليا حيث منزل من كل ثلاثة يتابع الشبكة الأميركية، ولويسو غولا ولويسو مادينغا وتومي موراكي ورياض موسى من جنوب افريقيا، وأديتي ميتال وأتول كراتي وأميت تاندون من الهند، ومنطقة الشرق الأوسط حيث الجمهور يفضل الكوميديا وفق مسؤولي الشبكة.