إستونيا: Estonia بلاد البحيرات والجزر والغابات

جولي صليبا 06 يناير 2019
إذا كنت تبحثين عن وجهة فريدة بعيداً من الازدحام، ولا تزال مثيرة للاهتمام وفيها الكثير من مواطن الجذب، عليك زيارة إستونيا، تلك الدولة الواقعة في منطقة بحر البلطيق في شمال أوروبا، والتي تشتهر بكونها بلاد البحيرات والجزر والغابات... تزدهر السياحة الطبيعية في إستونيا، حيث الغابات الخضراء والمنتجعات السياحية على ضفاف البحيرات، إضافة طبعاً إلى السياحة الثقافية والتاريخية نظراً لكثرة القلاع التاريخية القديمة والكنائس والمتاحف.


على مسافة 80 كيلومتراً من السواحل الفنلندية، تستريح بلاد صغيرة في مساحتها الجغرافية ورحبة في مساحتها التاريخية. تتأمل في أمواج بحر البلطيق، تداعبها نسائمه الباردة، مستسلمةً للجو الإسكندنافي المحيط بها. إنها إستونيا التي تحتفظ بالكثير من عبق التاريخ على الرغم من التغيرات المتسارعة التي طرأت عليها بعدما نالت استقلالها عام 1991 وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004.

تقع إستونيا على الساحل الشرقي لبحر البلطيق، وفيها بعض المرتفعات الجبلية، أهمها جبل سورمونماجي، أو جبل البيضة الكبيرة، الذي يصل ارتفاعه الى 318 متراً. وتضمّ هذه الدولة، التي يمتد ساحلها على مسافة 3800 كلم، نحو 1500 جزيرة، بينها جزيرتان كبيرتان هما “ساريما” و”هيوما”. كما تشكل الغابات نحو 47 في المئة من مساحة إستونيا، إضافة إلى حوالى 1400 بحيرة صغيرة الحجم. وعلى الرغم من قرب إستونيا من بحر البلطيق، فإن مناخها معتدل شتاءً في المناطق الساحلية، ولكن الشتاء قاسٍ ورطب في الجزء الشرقي من البلاد.

يُذكر أنه مقارنةً مع البلدان الأوروبية الأخرى، وخصوصاً جيران إستونيا من الدول الإسكندنافية، فإن هذا البلد العضو في منطقة اليورو رخيص جداً للسفر والإقامة...

تالين

تالين هي الوجهة الأكثر شعبية في إستونيا، باعتبارها العاصمة ومحور عمارة القرون الوسطى في البلاد. وتعدّ هضبة تومبيا الواقعة في قلب المدينة المكان الأول للزيارة في تالين، إذ تحتفظ بجو تاريخي مذهل بفضل الشوارع المرصوفة بالحصى والمباني التي تعود إلى القرن الخامس عشر. ومن أعلى تومبيا يمكنك الاستمتاع بنظرة بانورامية الى البلدة القديمة التي تعدّ أيضاً مثالاً حياً للتاريخ.

تشكّل تالين، الواقعة على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا، مركزاً صناعياً وثقافياً لإستونيا وميناء بحرياً رئيساً لها. حافظت هذه المدينة على هوية العصور الوسطى واعتنقت الرأسمالية.

عند زيارة تالين، استكشفي أبراج المراقبة والتحصينات والمتاجر الباقية من العصور الوسطى والكنائس المشيّدة وراء الأسوار التي تحيط بها. ولا تفوّتي فرصة التعرف على المدينة القديمة التي كانت ذات مرة مدينتين منفصلتين تنتميان الى العصور الوسطى، ويفصلهما عن بعضهما سور. المدينة الأولى كان اسمها “دوم هيل” وهي المدينة العليا، وفيها مقر السلطة الحاكمة. أما المدينة السفلى فتقع في ساحة المدينة القديمة، وكانت مسكناً للتجار ومركزاً للتجارة. وترتبط المدينتان بشارعين ضيقين منحدرين. يُذكر أن البلدة القديمة في تالين مصنّفة من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي عن جدارة مدينة مذهلة، ولا سيما بشوارعها المرصوفة بالحجارة، ومبانيها التاريخية، وكنائسها العملاقة.

ساريميا

تعتبر ساريميا أهم جزر إستونيا وأكبرها، إذ تسبح في البلطيق بكل هدوء محتفظةً بوجهها الطبيعي الدغلي. تنتشر المزارع في الغابات التي تغطي نصف مساحة الجزيرة، بشكل عشوائي جميل يمنحها طابعاً ريفياً فطرياً. ولا شك في أن طواحين الهواء التقليدية التي بقي منها القليل، والبيوت المسقوفة بالقش، والأسوار الحجرية وأشجار العرعر تجعل من ساريميا مكاناً يقصده السيّاح للحصول على بعض الاسترخاء. تزخر ساريميا بالتاريخ الغني والمعالم السياحية الفريدة. فقد مرّ عليها الدنماركيون والسويديون والألمان والروس. أما مدينة كوريساري عاصمة الجزيرة فتضم قلعة تعود الى القرون الوسطى، وتتيح لزائرها فرصة السير لمسافات طويلة لتأمّل روعة المعالم السياحية، ومراقبة الطيور والتقاط أجمل الصور الفوتوغرافية.

متنزّه لاهيما الوطني

عند شمال إستونيا، يقع أكبر متنزّهات البلاد وأجملها... إنه متنزّه لاهيما الوطني الذي يحضن مجموعة من التناقضات الطبيعية الفريدة: أجرف صخرية، غابات كثيفة، منحدرات، قصور تعود إلى القرن الثامن عشر، بحيرات وأنهر وشلالات مياه، إضافة إلى الدببة والأوس. تقسم الهضبة الكلسية، المعروفة باسم غلينت، المتنزّه إلى قسمين: شرقي وغربي. تحد غلينت شلالات مهيبة يصل ارتفاع بعضها الى 56 متراً. وفي المتنزّه محميتان مفتوحتان للزوّار، محمية كولجاكو أواندو

Koljaku-Ouandu، وهي منطقة ساحلية تضمّ غابات مطرية تقع شمال شرقي المتنزّه، ومحمية لوكاسو Laukasoo وتقع في وسط المتنزّه حيث توجد المستنقعات.

حديقة سوما الوطنية

تقول الأسطورة المحلية إن ساحرات القصص الخيالية استفدن في الزمان الغابر من هدوء الملاحة ليختبئن في حديقة سوما الوطنية. ويبدو أن السكان صدّقوا هذه الأسطورة إذ جسّدوها في نشاطات المتنزّه الترفيهية، حيث مراكب التجديف وسيلة التنقل في المتنزّه. أما المكانس الطائرة فيصعب التقاطها، وبالتالي يستحيل ركوبها... كما يمكنك ممارسة هواية صيد الأسماك والتخييم في الحديقة، في انتظار لقاء ساحرات المتنزّه. تعتبر هذه الحديقة وجهة رائعة للباحثين عن الاستجمام في أحضان الطبيعة، إذ تتميز بروعة المشاهد وجمال الأجواء. يوصى باستئجار زورق أو الانضمام إلى جولة منظمة لاكتشاف جميع البقع الرائعة في المكان.

فلياندي

إذا أردت الاستمتاع بالثقافة الأوروبية، وخصوصاً بكل ما يتعلق بالموسيقى والرقص والاحتفال، أوصيك بزيارة فلياندي، أصغر مدن إستونيا وأكثرها جمالاً. بالفعل، تمزج فلياندي بين البيوت الأثرية والخشبية القديمة، وهي مركز الموسيقى الشعبية الإستونية كونها مركزاً ثقافياً.

إنها مدينة تاريخية صغيرة في جنوب إستونيا، تزخر بالمعالم السياحية والفرص الترفيهية الممتعة، بدءاً من العمارة التاريخية الرائعة وصولاً إلى أطلال قلعة فلياندي التي تعود إلى القرن السادس عشر.

يذكر أن هذه المدينة الجميلة تستقبل مهرجان الموسيقى الشعبية السنوي في شهر تموز/يوليو من كل عام، وهو يجذب نحو 20 ألف زائر سنوياً. ولا شك في أن هذا المهرجان الموسيقي فرصة ممتعة للتعرف على ثقافة السكان المحليين وعاداتهم.

فاينمري

تقع منطقة فاينمري في الجزء الشرقي من بحر البلطيق في إستونيا، بين الجزر الأساسية والبرّ الرئيس، وهي منطقة ساحلية ريفية ذات قيمة طبيعية عالية، باعتبارها وجهة لعشّاق السياحة البيئية.

تنتشر فيها الشواطئ الشاسعة والمروج الساحلية وسهول الحجر الجيري، وهي موئل لآلاف الطيور والثدييات والنباتات النادرة. أما البحر النظيف الضحل، الذي يصل الضوء فيه إلى العمق، فيشهد ثراءً كبيراً في العالم الحيوي. إلا أن المنظر الطبيعي للساحل الإستوني لم يكن قط طبيعياً كله، بحيث سكنه البشر على مدار القرون الماضية وطوروا أنشطتهم الزراعية، إضافة إلى أنشطة رعي الماشية وإسطبلات الخيل. وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، أدى تدهور الاقتصادات الساحلية المحلية إلى تراجع العديد من الموائل القيّمة. وتكاثف نمو الأشجار في المناطق الساحلية المفتوحة مثل المراعي في الغابات ومراعي الحجر الجيري والمروج الساحلية الشاسعة التي تزخر جميعها بالأنواع البيئية الكثيرة.

شلالات كيلا

شلالات نهر كيلا هي من أجمل شلالات إستونيا، ويبلغ ارتفاعها 6 أمتار، مما يجعلها من أعلى شلالات إستونيا. تحيط بهذه الشلالات الطبيعة الخضراء من كل حدب وصوب، بحيث يستطيع الزائر التجول وسط الطبيعة الساحرة والاستمتاع بمنظر الشلال وممارسة رياضة المشي.

بارنو

إنها مدينة صغيرة جميلة في إستونيا، تشتهر بالمنتجعات وحمّامات الطين، وهي الوجهة السياحية الصحية الأكثر شعبيةً في المنطقة. تم بناء أول منتجع صحي فيها عام 1837، ثم توسّعت حمّامات الطين بشكل سريع لمعالجة شتى اضطرابات المفاصل، والعمود الفقري والجهاز العصبي.

تقع المدينة عند ملتقى نهر بارنو بخليج ريغا، وتتميز بشاطئ رملي مذهل، إضافة إلى ممشى ممتع، خاصة في وقت غروب الشمس.

هيوما

لمحبّي الاستمتاع بالجمال الطبيعي البكر، أوصي بزيارة جزيرة هيوما، واحدة من جزر عدة قُبالة الساحل في بحر البلطيق، وأحد أجمل الأماكن السياحية في إستونيا. يمكن الوصول إلى تلك الجزيرة عبر استئجار طائرة من تالين أو عبّارة من المدن الساحلية المتعددة في البر الرئيس. هناك، في تلك الجزيرة، يحظى المرء بالسلام والهدوء مع إمكانية زيارة العديد من المنارات المثيرة للاهتمام، بما في ذلك منارة كوبو التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وهي إحدى أقدم المنارات على الأرض.

الشواطئ

الشواطئ الرملية البيضاء في إستونيا هي بقعة شعبية للسيّاح والسكان المحليين. ولا يقتصر مشهد الشاطئ على روعة البحر فحسب، بل يمتد إلى الكثير من الأنشطة المائية للباحثين عن عطلة ممتعة.

شاطئ بارنو

يقع هذا الشاطئ على مسافة 30 دقيقة من مدينة تالين، وهو شاطئ مميز للأطفال ولمن لا يجيدون السباحة، لأن مياهه ليست عميقة ولا يتميز بالانحدار الشديد. كما يحتوي الشاطئ على ملاعب لممارسة الرياضة، ومطاعم لتناول الوجبات الخفيفة.

شاطئ بوهجاراف

إذا كنت من عشاق الأنشطة الرياضية أمام البحر، إليك شاطئ بوهجاراف الذي يضم ملاعب للكرة الطائرة، وأماكن لتأجير المراكب، ومجموعة من حمّامات السباحة. إنه شاطئ مناسب جداً للاسترخاء، لا سيما أنه محاط بحزام من الغابات، ويتميز بمستوى عالٍ من نظافة المياه والرمال.

شاطئ ماندالا

إذا أردتِ الذهاب إلى جزيرة منعزلة والاسترخاء وحدك على الشاطئ، توجّهي إلى جزيرة ماندالا التي تعدّ واحدة من أكبر جزر إستونيا. في هذه الجزيرة، تطغى الرمال البيضاء الناعمة مع المياه الزرقاء الصافية غير العميقة والصخور الطبيعية.

معلومات مهمة عن إستونيا

الموقع الجغرافي: الساحل الشرقي لبحر البلطيق في شمال أوروبا

المناخ: معتدل صيفاً وبارد شتاء

اللغة: الإستونية

العملة: اليورو

فارق التوقيت بين إستونيا والإمارات: ساعة واحدة