سيادة السريالية التايلندية في 'كان'

جولييت بينوش, مهرجان كان, فيلم قصير

31 مايو 2010

هنيئاً لتايلندا هذا التألق السينمائي في مهرجان كان بدورته ال63، الذي يمتزج لا محال بالجلل الأمني المنفلت في شوارع العاصمة التايلندية بانكوك. فقد فاز المخرج التايلندي أبيشات بونغ ويراسيتاكول - الذي حصد جائزة لجنة التحكيم في المهرجان عام 2004 عن فيلمه «مرض إستوائي» - بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم (العم بونمي). ويجسد الأخير إحياء للأمس الذي شهد معركة الشقاء الشيوعي والتّعنت التوتاليتاري بروحانية موغلة في نابوا التايلندية، جذبت لجنة التحكيم برئاسة الأميركي تيم بورتن مخرج رائعة «أليس في بلاد العجائب». أما الجائزة الكبرى للمهرجان، فانتزعها المخرج الفرنسي كزافييه بوفوا عن فيلمه «رجال وآلهة» الذي تناول قصة رهبان فرنسيين قتلوا في الجزائر في التسعينيات. وقد تقاسم الممثل الإسباني خافيير بارديم جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «جميل» للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، والإيطالي إيليو جيرمانو عن دوره في فيلم «حياتنا» للمخرج الإيطالي دانييلي لوتشيتي.
وتقلّدت الفرنسية القديرة جولييت بينوش جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم الرومانسية الكوميدية «نسخة مصدّقة» للمخرج الإيراني عباس كياروستامي، وقد أعلنت تضامنها مع المخرج جعفر بناهي المحتجز في إيران لدى إستلام نصبها. وفاز المخرج الكوري الجنوبي لي تشانغ دونغ بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «شعر»، في حين حصد المخرج التشادي محمد صالح هارون جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «رجل يصرخ». أما جائزة أفضل مخرج، فكانت من نصيب الفرنسي ماثيو أمالريك عن فيلمه «جولة» الذي يرصد رحلة فرقة موسيقية أميركية إلى فرنسا. هذه قائمة الفازئين التي لم تسلب مفاجآتها وقع اللغة السياسية التي نطقت بشكل غير رسمي في المهرجان، عبر «إشتراكية» للمخرج السويسري جان-لوك غودار والإبحار الذي يمخر التاريخ الأوروبي و«وول ستريت، المال لا ينام أبداًً» للمخرج الأميركي أوليفر ستون الذي إستتبع فيلمه «وول ستريت» (1987) الذي صوّر السيادة الرأسمالية في «شارع المال والبورصة». أما النسخة الثانية التي أبصرت النور بعد 23 عاماً، فقد تلقفت بفروق فائقة الأزمة المالية التي خيّم شبحها على إمبراطورية «القطب الواحد».