كيف تتعاملين مع طفلك إذا أخطأ؟

هبة الشيخ 20 أبريل 2019

من غير الممكن أن تمر مرحلة الطفولة من دون أن يقع الطفل بالكثير من الأخطاء، والتي غالباً ما تؤدي الى مشاكل بين الوالدين والطفل بسبب عدم معرفة الطرق الفضلى لمعالجتها. فتضارب أساليب تعامل الأهل مع ممارسات الطفل، يعرّضه لمشاكل نفسية وجسدية، ولهذا يشدّد اختصاصيو علم النفس على ضرورة معرفة الوسائل الفضلى للتعامل مع الطفل حين يخطئ. فكيف يؤثر تعامل الأهل في نفسية الطفل حين يخطئ؟ وأيّ الأساليب عليهم اتباعها في هذه الحال؟


ما التأثيرات السلبية التي تتركها بعض ممارسات الأهل في نفسية الطفل حين يخطئ؟

يعتقد الكثيرون بأن الطفل لا يدرك حقيقة ما يقوم به من أفعال، وبالتالي يحتاج الى بلوغ عمر معيّن ليفرّق بين الصح والخطأ. لكن أكدت دراسات أُجريت على أطفال لم يتجاوزوا عامهم الأول، أن في إمكان الطفل في هذه السنّ الصغيرة التمييز بين الصح والخطأ، ولذلك يجب الانتباه إلى رد فعله إذا أخطأ.

ومن أسوأ الممارسات التي يقوم بها الأهل حين يخطئ طفلهم، الضرب وتوجيه الكلام القاسي والجارح له، مما يؤدي إلى زعزعة ثقته في نفسه ويصبح ذا شخصية ضعيفة مستقبلاً ويعجز عن مواجهة الآخرين، وقد يعاني أحياناً مشاكل جسدية. كما قد يعمد بعض الأهل إلى منع الطفل من الخروج من المنزل، في وقت يسمحون لإخوته بذلك، وهذا السلوك يولّد في نفس الطفل شعوراً بالكره الشديد لإخوته، فيغار منهم ليتفكك الرابط الأسري في ما بينهم.

من ممارسات الأهل الخاطئة التي تؤثر سلباً أيضاً في نفسية الطفل، مقارنته الدائمة بأقرانه واعتبارهم أفضل حالاً منه، فيشعر الطفل بالنقص والدونية، ويرافقه هذا الشعور إلى أن يكبر، وبالتالي تضعف رغبته في تحقيق النجاح لأنه يعتبر نفسه أقل تقديراً من الآخرين.

ما هو الأسلوب الصحيح في التعامل مع الطفل الذي يخطئ؟

ثمة أساليب كثيرة يمكن اعتمادها حين يخطئ الطفل، والتي لا تترك تأثيرات سلبية في شخصيته أو نفسيته، بل على العكس تعوّده على الاعتراف بارتكابه الخطأ، وتساعده في معرفة الحل الأفضل لهذا الخطأ. ومن هذه الأساليب:

التوجيه الكلامي

من المؤكد أن استخدام أسلوب الضرب مع الطفل لن يُجدي نفعاً، بل على العكس تماماً سوف يعرّضه لأزمات نفسية ومشاكل جسدية قد تدوم وقتاً طويلاً، لذا يجب استبدال هذه الطريقة غير المجدية بالتوجيه الكلامي، وذلك من خلال مواجهة الطفل بالخطأ الذي ارتكبه ومحاورته بشكل مفصل، مع الحرص على تنبيهه الى عدم الوقوع في هذا الخطأ مجدداً، وتجنّب استخدام العبارات القاسية والجارحة في ذلك.

الثبات على موقف واحد

من الضروري اتباع أسلوب معيّن في التعامل مع الطفل حين يخطئ، والثبات على موقف واحد لئلا يشعر الطفل بالارتباك والحيرة. أحياناً يحاول الطفل التأثير في مشاعر الأم لتنسى العقاب الذي اختارته، لذا يجب أن تصر على موقفها ولا تتساهل أبداً معه.

الحرمان المؤقت

ومن الأساليب المجدية في التعامل مع الطفل الذي يخطئ، حرمانه من الأمور التي يحبّها بشكل مؤقت، كمنعه من مشاهدة التلفاز، اللعب في الخارج، أو تناول الحلويات المفضلة لديه، أو ممارسة الألعاب الالكترونية، مع ضرورة كشف السبب الذي أدى الى حرمانه منها. قد يرفض الطفل هذا الحرمان ويلجأ الى البكاء المتواصل، إلّا أنه مع الوقت سوف يعتاد على هذا الأمر، وبالتالي سيمتنع عن ارتكاب الخطأ مرة أخرى.

توجيه العقاب لسلوك الطفل وليس لشخصه

يجب ألا يشعر الطفل بأن العقاب الذي يتلقاه هو لشخصه، بل لسلوكه الخاطئ، وبالتالي يتعلّم الطفل كيف يفصل بين سلوكه وشخصيته، ويتجنب الوقوع في الخطأ ثانيةً.

كوني قدوة

لا يمكن الأم أن تطلب من طفلها الاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه من دون أن تشاركه وسائر أفراد العائلة في هذا الاعتذار أيضاً، فيجب التنبّه إلى أن الطفل سوف يمارس الأخطاء إذا رأى أهله يمارسونها، لذا على الأم أن تبادر الى الاعتذار من طفلها في حال ارتكبت خطأً ما، فيتشجّع هو الآخر على الاعتراف بخطئه ويسارع الى تقديم الاعتذار.

نصيحة تربوية

ضعي قائمة بالقواعد التي تحكم التصرفات في المنزل، ولا تسمحي لأحد من أفراد العائلة بتجاوزها، فيدرك عندها الطفل حدود المسموح والممنوع، ويتجنّب الوقوع في الخطأ ما أمكن.