المرأة والسعادة

فاديا فهد 17 أبريل 2019

في العشرينات، تعيش المرأة الأمل في سعادة مرجوّة مع فارس الأحلام يأخذها على حصانه الأبيض الى جزر بعيدة بفستان أبيض باهر. وفي الثلاثينات، تتطلّع المرأة الى بناء عائلة جميلة متضامنة ومتحابّة، ونجاح مهنيّ كبير. وفي الأربعينات، تسعى المرأة الى تحقيق الذات ودور فاعل لها مهنياً واجتماعياً يمنحها الرضا الذاتي. وفي الخمسينات، تطلب المزيد من النجاح العائلي والمهني، وتلهث لتمديد سنوات تألّقها أطول فترة ممكنة، متحدّية العمر والسنوات والنظرة الظالمة بحقّ المرأة الناضجة. في الستينات، تنتظر تكريماً على عطاءاتها الطويلة واللامتناهية في كلّ المجالات... وهكذا تمرّ السنوات بين كرّ وفرّ. والسعادة واحة مرجوّة لا تروي عطشاً. قالت لي الأسطورة الراحلة صباح ذات مقابلة: «سعادتي أصنعها بنفسي. أجدُني قادرة على أن أحوّل صحراء قاحلة، الى جنّة غنّاء تكفيني». فلسفة صباح نابعة من اكتفاء ذاتي وقناعة وثقة كبيرة بالنفس وقدرة جبّارة على توليد السعادة باستمرار، وهي أمور يفتقر إليها الإنسان العربي اللاهث خلف المسرّات في كلّ شيء. فلسفة تستحقّ أن تُدرّس للأجيال المقبلة، فلا تعيش الصراع نفسه مع السعادة الضائعة، والخوف المتربّص، والوقت الراكض الى المجهول.

نسائم

جدّتي الياسمين المتكئ الى بيتنا العتيق

المزروع أحلاماً طفولية.

قناديل الرضا تضيء دروب التائهين.

وتهيم فراشات فوق أغمار اللاوند

تنهلُ من رحيقها حبوراً

لربيع موعود.