لجين عمران أتقن فنّ التجاهل... ونعم أنا في حالة حب!

حوار: ميشال زريق 20 أبريل 2019

في جعبتها حكايا التلفزيون والنجاح والأسرة والأمل... في حديثها ثقافةٌ ولباقةٌ وحكمة... في إطلالاتها الجديد دائماً هو حديث الناس، كيف لا وهي الإعلامية السعودية ونجمة برامج الترفيه الحواريّة... حكاية حبّها للتلفزيون ليست حديثة العهد، وحكاية ارتباطها بجمهورها على السوشيال ميديا أبعد من تغريدةٍ أو صورةٍ ومنشور... فهي من تشعرنا بالفضول الدائم لنعرف كيف تفكّر وتتصرّف، كيف تغربل وتختار ما يُناسبها وما تغضّ الطرف عنه. إنّها لجين عمران، التي حاورتُها بعيداً من صخب اليوميات واللقاءات والاجتماعات، وبعيداً من كواليس التلفزيون، فتحدّثنا عن "أمير الشعراء" وزواج ابنتها جيلان وفلسفتها في الحب والحياة والرجل... والبقيّة في السطور الآتية.


- يُقال عدنا والعود أحمدُ... لجين عمران من اشتاق أكثر للآخر؛ أنتِ أم الشاشة؟

سؤالك ذكّرني بأغنية "فنان العرب" محمد عبده والتي يقول مطلعها "اختلفنا مين يحب الثاني أكثر... واتفقنا أنك أكثر وأنا أكثر"... يمكنكَ أن تقيس على هذه الكلمات حال الاشتياق بيني وبين الشاشة.

- ما الجديد الذي قدّمه لكِ "أمير الشعراء" على صعيد البرامج التلفزيونية؟

برنامج "أمير الشعراء" أخرجني من إطار البرامج الصباحية، حيث غالبية العروض التي قُدِّمت لي بعد تركي برنامج "صباح الخير يا عرب"، كانت تندرج ضمن إطار البرامج الحوارية الصباحية، في حين أنني كنت أتطلّع لتقديم برنامج مسائي، فقد اكتفيت على مدى ثماني سنوات من تقديم فترة الصباح وبشكل يومي، وحان وقت التوجّه لجمهور المساء بفكرة مختلفة. ناهيك عن أنّ توجّه البرنامج عربيّ وليس محلّياً ومحتواه راقٍ، يدعم الحراك الثقافي والأدبي الموجود حالياً في الإمارات، وهذا يناسب تماماً شخصيتي.

- لطالما كان اسمك "ماركة مسجلة" في عالم تقديم البرامج وإدارة الحوار... ألا تخافين من "تضارب المصالح" بين اسمك واسم البرنامج الذي اقترن بمقدّمين آخرين خلال السنوات الماضية؟

على العكس تماماً... فلكل مذيع وإعلامي طريقته في التقديم وأسلوبه الخاص في الحضور على المسرح، ولكل منا بصمته المميزة، وهنا يكمن التحدي؛ أن ترسم لك خطاً مختلفاً وخاصاً بك بعيداً من كلّ ما هو سائد.

- لستِ غريبة عن عالم الشعر والأدب؛ ماذا يعني لكِ الشعر؟

الشعر بالنسبة إليّ عالم آخر... يأخذني في رحلة أو مغامرة شيّقة، وفي بعض الأحيان يجعلني أعيش تجارب ناس آخرين قد لا أعرفهم شخصياً ولكن أشعر بهم وبقصصهم، كل هذا فقط من خلال الكلمات... فللكلمات تأثير السحر.

- أي فئة من الشعر تتذوّقين؟

لا أستطيع القول إن الفصيح أجمل من النبطي أو العكس، فلكل صنف من الشعر جماله وما يميّزه على صعيد الكتابة والنّظم.

- هل اعتمدتِ على حدسكِ أم على حبّك للتلفزيون حتى قرّرتِ العودة بهذه التجربة؟

هي رغبة جامحة تنمّ عن علاقة حب بيني وبين شاشة التلفزيون في تجربة نوع جديد من التقديم.

- برأيكِ، عندما تكون المذيعة متمرّسة ولها باع طويل في التقديم؛ هل هذا يُخيف المحطات وشركات الإنتاج فيلجأ القائمون عليها إلى المذيعات الجديدات؟

هذا الموضوع قد يخيف بعض المحطات مادياً، في حال كانت الإمكانات المادية أو الميزانية المرصودة محدودة. كما قد يخيف المدير الذي يفكّر بالمردود المادي على حساب جودة العمل وغنى المحتوى، أو المدير الذي يشكّك في قدراته ويخشى على منصبه فيعمد الى التخلص من أصحاب الخبرات أو ليسهل له التحكّم والسيطرة على المذيعات الجديدات كما يعتقد.

- هل يصحّ القول اليوم إنّك باختيارك لـ"أمير الشعراء" تغرّدين خارج سرب المنافسة بين المذيعات؟

لطالما غرّدتُ خارج السرب ولم أدخل يوماً مضمار المنافسة مع أحد. لم ولن أقارن نفسي بأحد، لأنّني مشغولة دائماً بمقارنة شخصيتي ما بين اليوم والأمس، وطرح الأسئلة على ذاتي... هل تطورت؟ هل تعلّمت شيئاً جديداً؟ ما هي أهدافي الجديدة؟... وكُن على يقين بأنّني لست ممن ينشغلون بأمور الآخرين، لأن هذا بالنسبة إليّ مضيعة للوقت وهدر للطاقة.

- ما الشروط التي وضعتها لجين عمران في تعاقدها مع "أبو ظبي"؟

مهنيّة المحطة والتعامل الراقي لطاقمها وتقديرهم لي... لم تترك لي مجالاً لوضع شروط.

- كيف رأيتِ وضع الشاشة العربية والخليجيّة في ظلّ الاستراحة التي أخذتها؟

ما زالت بعض القنوات في استراحة ما لم نقل في غيبوبة، وبعضها الآخر يُحتَضر في ظل التكرار والإعادة والفقر النوعي في المحتوى والبرامج، أو في حالة مخاض عسير لا نعلم نتائجه، أو وُلد من جديد برؤية جديدة ونظرة ثاقبة وذكاء محسوب.

- كثرٌ يقولون إنّ وضع الشاشات العربيّة بات في منتهى السوء... برأيكِ إلامَ نحتاج اليوم؟

أولاً، يجب ألّا نعمم كي لا نظلم المجتهدين، فهناك استثناءات وإن كانت قليلة... أما إذا كان لدى البعض جوانب سيئة فهذا لأننا نحتاج إلى الجرأة المدروسة في اتخاذ القرارات وأن نخرج من "القمقم". نحتاج إلى التوقف عن استنساخ البرامج الأجنبية المعلّبة التي لا تشبهنا ولا تشبه مجتمعنا، وأن نبتكر برامج جديدة تناسبنا وتناسب توجّهنا في المستقبل، برامج تهدف إلى الترفيه والتعليم والتوعية لكن بشكل ذكي وراقٍ... برامج تهدف إلى تغيير أسلوب تفكيرنا ونمط حياتنا إلى الأفضل والمساهمة في حل الكثير من قضايانا الاجتماعية، كي نلحق بقطار التطور العالمي وليس المحلي فحسب، وكي نكون في الصفوف الأمامية، خصوصاً في ظل ازدهار الإعلام الرقمي الحديث المنافس للإعلام التقليدي.

- كثيرات يطمحن للسير على خطى لجين عمران في الإعلام... فما هي زبدة تجربتكِ في هذا المجال؟

لا تقلّدي أحداً ولا تكوني نسخة من أحد... كوني مختلفة بحيث لا تشبهين إلاّ نفسك. ثانياً، لا تتوقفي عند حد معين، بل اسعي دائماً إلى تطوير نفسك وأدواتك الإعلامية. ثالثاً، خالطي دائماً وبشكلٍ مستمر أصحاب التجارب وحاوري الأذكى والأفضل منكِ كي تتعلّمي منهم وتكتسبي من خبراتهم... أخيراً، لا تخافي الفشل، فمع كل تجربة فاشلة درس جديد قيّم سيفيدك في باقي رحلتك.

- تعودين اليوم إلى برامج "الفورمات" والتي تعتمد على السكريبت والـ Auto- Cue لضبط مسار الحلقة... هل من خلال هذه العودة تغيّرين النظرة إلى المذيعة التي لطالما وُصِفَت بالجميلة غير المثقّفة والمتكلّمة في هذه التيمة من البرامج؟

هذا النوع من البرامج يعتمد على الفورمات بنسبة معينة، مثل المقدمة والختام، لكنّ الحوار والأسئلة والمعلومات المتداولة في الحلقة، هي اجتهاد شخصي من المذيع، وهنا تبرز شخصيته وبصمته... عندها تستطيع تمييز المذيع الجيد من الضعيف.

- عاصرتِ الإعلام قبل وجود السوشيال ميديا؛ كيف ترين الاختلاف اليوم وهل خدمت منصات التواصل المذيعات أم طعنت بخصوصيّتهنّ؟

لطالما قلتُ إن هذا الجيل من المذيعين قُدِّمَ لهم كل شيء، لا على طبق من ذهب بل من "بلاتينيوم"، حيث كانت معايير النجاح والشهرة أصعب بكثير منها اليوم، ففي إمكان أي شخص أن يُصبح مذيعاً، أو مشهوراً. أما بالنسبة الى الخصوصية في منصات التواصل الاجتماعي، فهي تعتمد على شخصية صاحب الحساب، لأنه وحده من يرسم الحدود ويضع الخطوط الحمر للعالم الخارجي، وتأكد أنّ "لا أحد يمكنه دخول بيتك إلا إذا فتحت له أنت الباب".

- بكلّ صراحة... مثلما هناك أشخاص يحبّونك ثمة أيضاً من لا يحبّك... كيف تتعاملين مع فكرة وجود أشخاص مغرضين ومحاربين لنجاحكِ؟

في بداياتي كنت للأسف أهدر طاقتي عليهم، أما اليوم وبعد طول خبرة في الحياة، تعلّمت نقطتين مهمتين؛ أولاً فن التجاهل، هو في بدايته صعب ولكن مع مرور الزمن يصبح سهلاً... هذا الفن علّمني أنّ للوقت قيمة يجب ألاّ تُهدر على أمر تافه أو شخص لا يستحقّ. ثانياً، تعلّمتُ كيف أرتّب أولوياتي فتبدلت القائمة لدي... هناك الأهم فالمهم... وما لا أهمية له على الإطلاق، وبالتالي أخرجه من القائمة لأستثمر طاقتي في الأهم والمهم.

- تأقلمتِ مع فكرة الغياب عن الشاشة لفترة طويلة، هل هي استراحة المحارب أم جردة حساب؟

لا هذه ولا تلك... لطالما اقتنعت بأن غيابي عن الشاشة الكبيرة (شاشة التلفاز) منحني الفرصة لأستثمر وجودي في الشاشة الصغيرة (شاشة الهاتف الذكي) والتي هي اليوم توازي التلفاز في الأهمية، كما منحني الوقت لأطور أدواتي في عالم الإعلام الحديث والمنصّات الاجتماعية.

- هل أنتِ متصالحة مع فكرة أنّ الأرقام والملايين على السوشيال ميديا قد تزول في أي لحظة وما يبقى هو رأي الجمهور التقليدي في الشارع؟

أتمنى ذلك... لكنّنا نواجه الواقع المر. للأسف، يتم تقييم بعض الناس اليوم من خلال متابعيهم، فرصيدك من المتابعين أصبح أهم من رصيدك الثقافي والأخلاقي... والدليل على صحة كلامي، الكم الهائل من الشخصيات السطحية التي اشتهرت اليوم، إما من خلال موضوع تافه أو مشكلة مفتعلة... فجمعت أعداداً كبيرة من المتابعين، لتتهافت بعدها كبرى القنوات والبرامج والشركات على استضافتها والعمل معها... من يجيب على سؤالي بواقعية سيتأكد من صحة كلامي ويضمّ صوته الى صوتي.

- ما هو الحيّز الذي تشغله السوشيال ميديا في حياتكِ؟

أحاول أن أكون عادلة ومتوازنة بين حياتي الشخصية وانشغالي بالسوشيال ميديا، لأنّني أنظر إلى أهميتها والدور الذي أؤديه عبرها، وذلك من خلال أهمية متابعيّ ومكانتهم عندي، حيث غمروني بمحبّتهم وأعطوني من وقتهم ولم يبخلوا عليّ بالدعم النفسي أو التشجيع المعنوي، فأضعف الإيمان ألا أكون مجحفة في حقهم، وأبادلهم بالمثل.

- حُكي الكثير عن تقديمك برنامجاً عبر منصّة إلكترونية يصوّر حياتك، وحُكِيَ أيضاً عن برنامج حواري آخر؛ حدّثينا عن البرنامجين؟

البرنامج الأول صوّرنا منه حلقة تجريبية، وقد حرصت على أن يكون مختلفاً ويحتوي على رسائل قيّمة تقدم من خلال نمط حياة مدروس وبسيط بعيداً من الاستعراض أو التصنّع والابتذال، لكنه للأمانة صعب جدّاً ومرهق ويستنفد الكثير من الطاقة، هذا فضلاً عن تكلفته المادية الضخمة. أما البرنامج الحواري والذي بطبيعته يستهويني كثيراً، لأنه يناسب شخصيتي، فقد سُلِّمَ إلى شركة إنتاج رائعة تعمل حالياً على بناء هيكليته لنناقش لاحقاً آلية تنفيذه والبتّ به.

- أيهما الأصعب بالنسبة إليك، العمل التلفزيوني اليوم أم فكرة انشاء منصّة تفاعلية خاصة بك على السوشيال ميديا؟

هذا يعتمد على الهدف أولاً، والإمكانات ثانياً. وعموماً، هناك ازدحام في كل مكان، واختلط الحابل بالنابل وغابت المعايير لدى الغالبية في التقييم... لكن شخصياً، لا أجد صعوبة في الاثنين.

- بات لنجمات السوشيال ميديا حضور قوي على شاشات التلفزة؛ هل تؤيدين هذه الظاهرة أم تؤمنين بالتخصّص؟

ثمة بين هؤلاء النجمات من تستحق وتم اكتشاف جانب جديد في شخصيتها، وهناك نجمات مزيّفات ظهورهن على الشاشة أسقطهن سقوطاً مؤلماً في نظر متابعيهن.

- في رأيكِ؛ من يحاول إرضاء الناس في مسيرته وأعماله يتعب أم يتفوّق أكثر؟

يتعب كثيراً... لأن إرضاء الناس ليس صعباً بل مستحيل، ومحاولة إرضاء الناس كإعطاء دواء لشخص ميت.

- أيزعجكِ التركيز اليوم على إطلالاتكِ وثمن القطع التي ترتدينها والماركات... أكثر من الالتفات الى ثقافتك؟

لا أنكر انزعاجي إذا هُمّشت ثقافتي التي عملت على تنميتها كما اهتممتُ بتجميل مظهري على حساب قيمة ما أرتديه فتسقط قيمة الفكر والعقل. واهتمامي بمظهري إلى جانب أمور أخرى، جاء من باب حرصي على توضيح وجهة نظر معينة، ألا وهي أنّ في إمكان المرأة أن تكون أنيقة ومثقفة ومستقلة وتعمل وتطبخ وتسافر وتتبنى القرار... وبالتالي يتساوى المظهر مع المضمون ليشكّل صورة جميلة. ولكن لا يمكنني أن أدّعي المثالية في بعض مفاهيمنا العقيمة، ويجب أن أكون واقعية في مجتمع تهتم غالبيته بالقشور والمظاهر وتقيّمك بناءً عليها.

- يُقال إنّ أكثر ما يجعل المرأة متألقة هو شعورها بالاكتفاء الذاتي أو العاطفي أو النجاح على الصعيد الشخصي، أياً من هذه الحالات تعيشين؟

الحمد لله أعيشها كلها... وهذا بفضل رب العالمين الذي أغدق عليّ بنعمه التي لا تُعد ولا تُحصى.

- هل يعوّض النجاح المهني عن بعض الثغرات في الحياة الشخصية من حب وغياب للشريك؟

هذا يعتمد على نوعية الحب وشخصية الشريك؛ فإذا كان الحب راقياً محترماً، والشريك يعطي كما يأخذ، يدعم ويشجّع، يفرح لنجاحك ولا يغار منه، يثق ولا يشكك، فالنجاح لا يعوّض غياب هذه النعمة على هيئة إنسان. إما إذا كان العكس فالاكتفاء بالنجاح المهني أسمى وأفضل، وعندها لا يعود غياب الشريك ثغرة، بل نعمة من رب العالمين، لأن المعوقات أُزيحت من طريقي...

- وجود الرجل في حياة المرأة التي تعيش في دائرة الضوء؛ هو نعمة أم نقمة؟

قد يكون نعمة أو نقمة وفقاً لشخصية الرجل وتفكيره.

- هل تؤمنين بوجود فرص للحب المتأخر؟

نظلم الحب حين نصفه بفرصة ونحصره في وقت حين نقول متأخراً... فالحب مثل الأوكسجين حاجة ملحّة ومستدامة ومتاحة للجميع، وهو موجود رغماً عنّا نتنفسه ونعيش به... فالحب لا يقتصر على العلاقة بيني وبين الرجل، إنما هناك حب عظيم بيني وبين والديّ العزيزين، بيني وبين إخوتي وأبنائي. للحب أوجه وأشكال عدة، فالحب الذي أعيشه من خلال قصيدة أو أغنية أو فيلم هو حالة حقيقية أتعايش معها وأندمج فيها لدرجة أن أضحك وأبكي، حتى بيني وبين مقتنياتي الخاصة من الجماد قد تُخلق حالة حب... الحب فضاء لا حدود زمنية له ولا جغرافيا تؤطّره... لذا أؤكد أنني منذ ولادتي إلى هذه اللحظة وأنا في حالة حب لا يتوقف إلا بتوقف نبضات قلبي.

- مبروك ولو متأخراً زواج ابنتكِ جيلان؛ باختصار كيف كانت التجربة بالنسبةِ إليكِ؟

الله يبارك فيك ويسعدك... وتأكّد أنك لست متأخراً في المباركة على الإطلاق، فصغيرتي ما زالت عروساً وستظل عروساً في نظري وقلبي طوال العمر. تجربة زواج ابنتي عبارة عن مزيج متناقض بين السعادة والقلق، الطمأنينة والخوف، ولكن الحمد لله هي اليوم مع زوج مسؤول محبّ ومحترم يخاف الله فيها ويقدّرها، ولذلك كل ما يمكنني فعله الآن هو الدعاء لهما بالتوفيق والسعادة والاستقرار.

- سأتحدّث عن أغنية نوال الكويتية لابنتك... ما الأثر الذي تركته الأغنية في نفس لجين عمران؟

تركت أثراً كبيراً، لدرجة أنني حين سمعتها بالصدفة بعد مضي أسبوع على حفل الزواج عبر أثير إحدى المحطات الإذاعية وأنا أقود سيارتي، لم أتمالك نفسي وأجهشت بالبكاء وعادت بي الذاكرة إلى المشهد الذي أبكاني للمرة الأولى، وهو عبارة عن شريط ذكريات ولادة جيلان مروراً بمراحلها العمرية المختلفة وهي تكبر أمامي إلى أن ارتدت الطرحة وزُفّت عروساً جميلة.

- أخفيتِ وجه ابنتك فيما سارع العديد من روّاد السوشيال ميديا للبحث عن صور لها خلال الحفل؛ لماذا كلّ هذه الخصوصية؟

بكل بساطة، لأن هذه هي رغبة ابنتي الشخصية بأن تعيش حياةً طبيعية بعيداً من الأضواء وفضول الناس وتدخّلهم في أبسط أمورها، وأنا بدوري كأم أحترم رغبتها وأؤيدها بشدة.

- ألا ترين أن هذه الخصوصية تولّد نوعاَ من الفضول لدى الجمهور وتدفعه لمزيد من البحث؟

هناك جمهور راقٍ ومتفهّم جدّاً، يحترم خصوصية الآخر ولا يتعدّى حدوده. في المقابل، هناك جمهور متطفّل ويتدخّل في أمور لا تخصّه... اليوم يستهدفون ابنتي بفضولهم، غداً ينسونها ليتحول فضولهم الى شخص آخر.

- هل أنتِ مستعدة اليوم لاستقبال حفيدك أو حفيدتك (إن شاء الله) في عائلة جيلان؟ وهل يُشعركِ ذلك بأنّكِ تسابقين العمر؟

قد أطير من السعادة إذا علمت بحَمل ابنتي حفظها الله في حال رغبتها واستعدادها لذلك، علماً أن العمر يمضي بنا جميعاً إلى الأمام.

- لجين عمران الإعلامية... أم "أم سمير"؟! أي لقب تفضّلين وفي أي شخصية أنتِ حَكَم قاسٍ؟

في مجال عملي لجين، وفي محيطي الخاص "أم جيلان"، كون جيلان هي ابنتي البكر... وأنا ضد مبدأ المناداة باسم الذكر لكونه ذكراً فقط، وأؤيد المناداة باسم المولود الأول، ذكراً كان أو أنثى... وشخصيتي القاسية تحكمها المواقف وليس الألقاب.

- ما الذي قد يدفعكِ لقرار ترك التلفزيون نهائياً؟

إذا انحدرنا في مستوى ما يُقدَّم على الشاشة ولم يعد هناك ما أضيفه أو أقدمه.

- أنتِ سيّدة الكلام الراقي والجميل... ففي ختام اللقاء، ما هي كلمتكِ الأخيرة؟

بدايةً، شكراً لأسئلتك المختلفة وغير المعلّبة والمنوعة في الوقت ذاته... وشكراً لكل من منحني مِن وقته وقرأ لقائي في المجلة، متمنيةً السعادة والحب والسلام والاستقرار للجميع دون استثناء.