عبدالله بالخير: النجوم الناجحون اليوم هم فقط أبناء جيلي!

حوار: ميشال زريق 04 مايو 2019
يحمل عبدالله بالخير الأغنية الإماراتية تحديداً والخليجيّة عموماً على عاتقه ويعتبرها مسؤولية كبيرة، له أسلوب الخاص في الغناء والظهور على الشاشة. طرح أخيراً أغنية "ناح نوح القلب" من ألبومه الذي طال العمل عليه. عن هذه الأغنية وألبوم "الموناليزا" وعلاقته بالسوشيال ميديا يتحدّث بالخير في حواره الآتي مع "لها".


- نبارك لك طرح أغنية "ناح نوح القلب"؛ أخبرنا عن هذا العمل.

هذه الأغنية من كلمات الشاعر "الصومالي" وألحان فهد الجسمي، وقد تمّ العمل على تسجيل وتوزيع الأغنية بين القاهرة ودبي تحت إدارة المايسترو وليد الفايد. الحمد لله، الأغنية بدأت تحقّق أصداء إيجابية منذ اليوم الأول لطرحها. معروفٌ عنّي أنّني أحبّ مواكبة العصر والتطوّر التكنولوجي وعالم الديجيتال، واكتشاف أماكن جديدة لتصوير أعمالي، وقد اخترنا بحيرة الحب وسط الصحراء، وهي تناسب تماماً موضوع الأغنية والأجواء العامة للعمل.

- لماذا تأخّر صدور جديد عبدالله بالخير؟

الموضوع ليس في التأخير، بل في حرصي على تقديم ما يليق بي وبمسيرتي وجمهوري على حدٍّ سواء. أغنية "ناح نوح القلب" من ألبومي "الموناليزا" الذي أنجزناه قبل حوالى العامين، ولكنّني أحرص كل ستة أشهر على دخول الاستوديو مرّة أو اثنتين لإجراء التعديلات على الأعمال المطروحة سابقاً، خوفاً من أن تكون بعض تفاصيلها قد أصبحت قديمة وغير مواكبة للعصر.

- تقول إنّ ألبوم "الموناليزا" أنجِزَ منذ عامين... كيف تقرأ سياسة طرحكَ لأغنياته على طريقة السينغل بدلاً من الترويج لها دفعةً واحدة؟

الألبوم تطلّب منّي مجهوداً ووقتاً واستثماراً مادياً، فأنا لا أبخل أبداً على أعمالي، وللأمانة فقد اخترنا 12 أغنية للألبوم، وكلها موجودة حالياً على منصّات التحميل الموسيقي على شبكة الإنترنت. وسياستي اليوم هي طرح أغنية مُتجدّدة من العمل كلّ ثلاثة أشهر تقريباً أو في المناسبات، كما أصوّر كلّ أغنية بمفردها لطرحها في الأسواق أيضاً. هنا لا بدّ من أن أشير إلى أنّ غلاف الألبوم هو عبارة عن لوحة صمّمها الفنان العالمي طارق صدومة لي وللموناليزا على طريقة الفسيفساء، وهي موجودة في منزلي.

- هل يؤخّر الإنتاج الذاتي الفنان عن اللّحاق بعجلة الساحة الفنية السريعة؟

لا أفكّر أبداً بالتأخير، فأنا متأنٍّ جدّاً، والساحة الفنية اليوم لم تعد كالسابق، فهي تحبو ويسيطر عليها عدم الانتظام بشكلٍ لافت في ظلّ غياب شركات الإنتاج واستثمارها، واكتفائها بالترويج والتسويق فقط لأعمال الفنانين. وعلى الصعيد الشخصي، انتهى عقدي الإنتاجي مع شركة "روتانا"، ولم تُناسبني فكرة التوزيع فقط، ناهيك عن الأوضاع العامة التي لا تسمح لكَ بطرح ألبوم والاستمتاع به حتى يأخذ حقه كاملاً، لِذا فسياسة الأغنية المنفردة أفضل.

- هل تعتبر أنّ السوشيال ميديا كانت سبباً في تراجع شعبية الفنانين الذين لم ينخرطوا في مجالها؟

للسوشيال ميديا وجهان؛ وجه حسن وآخر سيئ، وعلى الفنان أن يعرف كيف يتعامل معها. فأنا من الذين يتواصلون مع جمهورهم من خلال هذه المنصّات وأنشر عبرها أعمالي وأخباري الخاصة، لتكون حساباتي مصدراً أكيداً يدحض الشائعات. ولكن السوشيال ميديا أوجدت نماذج لأشخاص مشهورين من دون موهبة ولا حِرفة ولا وظيفة، وهذا أمر سيّئ ومضّر للغاية.

- كيف تتعامل مع منصّات التواصل الاجتماعي؟

أتعامل معها بحذر، ولي أسلوبي الخاص في التواصل مع الجمهور، أولي الإنستغرام تركيزاً كبيراً على حساب المنصّات الأخرى، كما أنّ لي عدداً كبيراً من المعجبين، وبيننا تواصل شبه دائم، أرسل إليهم جديدي وأخباري عبر هواتفهم وأرقامهم.

- كيف ترى أوضاع الساحة الفنية اليوم؟

الساحة الفنية اليوم غير منتظمة، وفيها شحّ على صعيد الإنتاجات والاستثمارات، والمبادرات الفردية تكاد لا تقوم بالواجب وتفي بالغرض، كما أنّ سوق الحفلات تعاني شللاً أو تركيزاً على أشخاص معيّنين، والمحطات اليوم لا تعرض لكَ عملاً إلّا لقاء بدلٍ مادّي... هذه العوامل مجتمعةً أثّرت في الفن وفي أوضاعه وطريقة وصوله الى الناس، وجعلته مقتصراً على مواهب شابة وأغنيات ضربت من دون التركيز على الهوية الفنية.

- انتقدت أخيراً طريقة اعتماد الفنانين في المناسبات العالمية في الإمارات... ما كان الدافع وراء ذلك؟

الدافع هو حرصي على فنّ بلادي وفنّانيها وأغنياتها وكلماتها وأفكارها وتراثها... أتمنى اليوم على الجهات المعنية أن تولي اهتماماً للأغنية الإماراتية، ثم الخليجيّة، وبعدها تفكّر في الترويج لأعمال "أجنبية". يجب علينا التكاتف والترويج لأنفسنا قبل دعم الآخرين. علينا ألاّ نهمل فنّاً ونركّز على ما هو منتشر ورائج. من واجب الدولة تنظيم نشاطات توثّق صورة الفنان المحلّي وتؤمّن له الدخل، وعدا ذلك ليس بيني وبين أحدٍ أيّ ثأر.

- عرفت نجاحاً كبيراً بعد جلوسك على كرسي لجنة التحكيم في "ديو المشاهير"؛ متى سنراك على كرسي الحكم مجدداً؟

أذكر هذه التجربة وكأنّها انتهت في الأمس، فقد أحببتُ من خلالها لبنان وشعبه وثقافته وفنانيه، وتقرّبتُ من عدد كبير من المشاهير. هي تجربة حتماً مختلفة في كلّ أبعادها، وأتمنى أن تتكرّر في وقتها المناسب.

- ما الذي ينقص الساحة الفنية اليوم في رأيكَ؟

ينقصها الكثير... ينقصها الراقي والمثقّف والمتعلّم واللجان الموثوق فيها، واهتمام الإذاعة والتلفزيون بالفنانين وإيجاد شعراء وملحنين يهتمون بعملهم ويتعاملون معه بجدّ. ما ينقص الساحة اليوم هو التركيز على الفن الوطني قبل التركيز على إبراز وجوه جديدة بأغنية "أجنبية". نتمتع بغنى ثقافي وتراثي وفنّي، ومن خلاله يمكن أن نطلق جيلاً جديداً من الفنانين المثقّفين، وأغنيات لها قيمة فنية وليست مبنية على التوزيعات الغريبة فقط.

- هل سنرى عبدالله بالخير ممثلاً في المستقبل القريب؟

لا مانع في ذلك إذا كان التمثيل يخدم عملي في الغناء وصورتي وأسلوبي في الحياة.

- هل بدأت تفكّر بكتابة قصة حياتك لتحويلها في ما بعد مسلسلاً أو فيلماً؟

قصّة حياتي موجودة معي، وهي موثّقة بالصور والفيديوات، ومن يُريد الشروع بكتابتها، فسأكون شاكراً... وإذا لم أعثر على من يكتب هذه القصة، ففي المستقبل سأقوم أنا بالمهمة.

- من يلفتك اليوم من النجوم الشباب؟

لن أُجيب على هذا السؤال... كلّ النجوم الناجحين على الساحة هم من جيلي وقد بدأنا معاً ويعيشون استمرارية ونجاحاً كبيرين. لا وجود لنجوم حديثين باستثناء قلّة قليلة، فالأغنية اليوم لها أهمية تفوق فكرة التركيز على أساسيات نجاح الفنان واستمراره في عمله.

- ما رأيكَ بلعبة الأرقام على السوشيال ميديا؟

أنتَ قلتها... "هي لعبة"! فهناك فنانون لديهم مليون متابع، يقابلهم أشخاص غير معروفين لديهم أيضاً مليون متابع، فكيف ذلك؟! المشكلة أنّ الناس اليوم يقيّمونكَ بناءً على أرقامكَ ووجودكَ في العالم الرقمي ويضعونكَ في مواجهة أشخاص غير معروفين، لا مهنة لهم ويحققون أرقاماً كبيرة... وهذا ليس منطقياً. على الصعيد الشخصي، لي أسلوبي في التعامل مع السوشيال ميديا، وأتمنى أن أحافظ على صورتي وعلى محبّتي واحترامي لجمهوري وأكون دائماً عند حسن ظنّهم.