أسماء الأسد في باريس

زيارة, نيكولا ساركوزي, بشار الأسد, أسماء الأسد, عروض باريس, كارلا بروني ساركوزي

21 ديسمبر 2010

قام الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء بزيارة عمل إلى باريس استمرّت يومين. وبدأت السيدة أسماء برنامجها في فرنسا بتلبية دعوة السيدة الفرنسية الأولى كارلا ساركوزي إلى مأدبة غداء في قصر الإيليزيه تم خلالها بحث عدد من الاهتمامات الثقافية والتنموية المشتركة.


حضرت السيدة أسماء الأسد كأول سيدة أولى في تاريخ الأكاديمية الدبلوماسية الدولية، ضيفة ثقافية لتلتقي عدداً من كبار الكتاب والمثقفين الفرنسيين بحضور المسؤولين الفرنسيين، وزيرة المال والاقتصاد كريسيتن لاغارد، ووزير الثقافة فريديريك ميتران، وممثل عن رئيس الجمهورية الفرنسية ومستشاره الثقافي إيريك غاروندو.
وكشفت السيدة أسماء الأسد في حوارها مع الحضور عن الرؤية الثقافية السورية التي سيتم إطلاقها في نيسان المقبل والمبنية على أهمية ربط الماضي بالحاضر وإبراز التراث السوري وترويجه ليستفيد منه السوريون أولاً وباقي شعوب العالم لما يتضمنه من قطع أثرية نادرة تلخص تاريخ البشرية وحضاراتها المتتالية.
واستهل اللقاء وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران بالإشارة إلى أن التزام السيدة أسماء الأسد وتمسكها بالإرث الثقافي السوري سمحا بتعزيز التعاون بين متحف اللوفر وهيئة الآثار والمتاحف السورية.
وذكر الوزير الفرنسي أن الرئيس بشار الأسد جعل التعاون الثقافي «أولوية في العلاقات الثنائية بين فرنسا وسورية»، وشكر السيدة أسماء على جهودها الثقافية وثقتها بمتحف اللوفر.
وأكد ميتران دعم وزارة الثقافة والرأي العام الفرنسي لـ«طموح» السيدة أسماء بشأن التعاون الثقافي مع فرنسا.

من جهته قال رئيس الأكاديمية الدبلوماسية الدولية السفير جان كلود كوسران: إن هذه الأمسية تكتسب أهمية خاصة لكونها مناسبة تسمح بالاستماع إلى «صوت الدبلوماسية الثقافية»، وهو أمر لم يحصل من قبل في الأكاديمية، وشدّد على أهمية دبلوماسية الثقافة لأنها تعزّز التفاهم بين الأمم وتساهم في إحلال السلام. وفي الكلمة التي ارتجلتها السيدة أسماء كشفت عن عشرات الآلاف من القطع الأثرية و5000 موقع أثري و34 متحفاً جميعها بحاجة إلى تنسيق بينها لترسم حقيقة تاريخ البشرية ولبناء شبكة متفاعلة ومتجددة لربط المتاحف والمواقع الأثرية الثقافية بحيث تقوم هذه الشبكة بتحديث ودمج وتوسيع ما تحتضنه المتاحف السورية الأربعة والثلاثون القائمة حالياً، بالإضافة إلى تطوير المدن التاريخية القديمة والمواقع الأثرية الثقافية. وشرحت السيدة أسماء الرؤية الجديدة لقطاع الإرث الثقافي في سورية وآفاق التعاون السوري الفرنسي منوّهة بتاريخ سورية الغني. ولفتت إلى أن هذا المشروع سيساهم في التنمية الاجتماعية المتوازنة، وسوف تعمل مؤسسات الشبكة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتطوير وتحديث المتاحف وغيرها من المؤسسات الثقافية وإقامة تجارب مشتركة وتشجيع السوريين على تحقيق انخراط أفضل مع تاريخهم وثقافتهم. ثم أجابت السيدة أسماء عن عدد من الأسئلة المتعلّقة بالرؤية الجديدة لقطاع الإرث الثقافي في سورية وآفاق التعاون الثقافي السوري الفرنسي.

وأكدت أن نشر ثقافة السلام رغم أهميته لا يكفي لصنع السلام في المنطقة، لكون القضية هي قضية احتلال وحقوق.
وقالت السيدة أسماء في محاضرة لها في الأكاديمية الدبلوماسية الفرنسية إن سورية تحضر لمبادرة ستطلق في شهر نيسان المقبل ستمثل رؤية جديدة للثقافة في سورية، تقوم على الربط بين الماضي والحاضر، والربط بين السياحة والتنمية البشرية بحيث يتم مدّ الجسور بين الماضي المتمثل بالإرث الكبير من الآثار في البلاد والمجتمع الذي يعيش بين آثار البلاد وتشكل بالنسبة اليه «حديقة بيته الخلفية».
وحين سُئلت السيدة أسماء الأسد عن الأثر الذي يتركه التأثير الثقافي على السلام في المنطقة قالت إننا يجب أن نكون واقعيين، فالثقافة لا تصنع السلام مضيفة أنه من الصحيح والضروري أن تتواجد ثقافة السلام لكي يتحقق اتفاق للسلام وأيضاً  لكي يستمرّ السلام بشكل دائم، إلا أن مشاكل المنطقة مرتبطة بالاحتلال والحقوق وليست فقط مشكلة ثقافة.