مصمّمة الأزياء الأردنية هيا جرّار الأناقة هي الثقة بالنفس

حوار: فاديا فهد 01 يونيو 2019

تترجم المصمّمة هيا الجرّار دراستها الواسعة في مجال الأزياء في مجموعة ربيعية أنيقة تصدر عن دار "روماني" وتعبّر ببياضها ونقائها عن ولادة الطبيعة وتجدّدها في فصل الربيع. طموح هيا كبير، فالموضة لها فنّ وتعبير عن الذات. أما رسالتها فتقضي بتمكين المرأة من خلال الأزياء: "على المرأة أن ترتدي ما يجعلها سعيدة وليس ما يجعل المجتمع من حولها سعيداً"، تقول هيا. في هذا الحوار، نتعرّف أكثر إلى المصمّمة الشابة، ورؤيتها العصرية للموضة، وأسلوبها الذي يندرج ضمن فئة التويست كلاسيك.


- من هي هيا جرّار؟

مصمّمة أزياء أردنية ومالكة ومصمّمة في شركة "روماني" منذ عام 2018. اكتشفت أساليب تصميم متعددة خلال دراستي في لندن وحزتُ شهادة في تصميم الأزياء من كلية لندن للأزياء، وكلية كوندي ناست للأزياء، كذلك حصلت على شهادة في التصميم الداخلي من كلية إينشبالد للتصميم. بعد دراستي، انتقلت إلى دبي ووسّعت نطاق تجربتي في مجال الأزياء من خلال عملي وكيلة شراء في إحدى مجموعات البيع بالتجزئة الرئيسة في المنطقة، ثمّ انتقلت لبناء شركة "روماني" في عام 2018. وقد تمّ اختيار اسم "روماني" بلغة الغجر ومستلهمة من مجموعة عرقية من الرحّالة الذين لا يرتبطون بوطن معين. والعلامة التجارية للملابس الجاهزة هي تعبير عن أسلوب الحياة الحرّة المفعمة بالحيوية والطبيعة المتمردة، وهي أيضاً وليدة رؤيتي لابتكار ملابس جاهزة للمرأة البوهيمية المعاصرة ذات الرغبة الجريئة في التميّز.

- كيف اكتشفت حبّك وشغفك في تصميم الأزياء؟ ومن شجّعك؟

لقد شدّني شغفٌ الى الإبداع في سنّ مبكرة. وألهمني هذا الشغف رسم صور نساء ظلّية وقطع ملابس انتقائية على الورق. ولطالما دعمت عائلتي قراري بمتابعة تصميم الأزياء، خصوصاً أنها لمست الشغف الكبير الذي يحرّكني.

- بمن تأثّرتِ من المصمّمين؟

ترعرعت وأنا مفتونة بأسلوب الأزياء الفريد للمصمّم جون غاليانو. لطالما جذبتني المجموعات التي صمّمها وشعرت بأنه يمكنني العودة إليها واستلهامها، لأنني أنتمي الى مدرسته التصميمية.

- كيف تصفين أسلوب أزيائك؟

علامتي التجارية هي التوازن المثالي بين الطليعي والأنيق. أعتبر "روماني" شكلاً من أشكال الفن وأعتقد أن الفنّ للجميع.

- من هي المرأة التي تحكي أزياؤك لغتها؟

المرأة الغجرية الشجاعة والجامحة والمفعمة بالأنوثة. هذه المرأة يمكنها أن تحوّل قطعة ذكورية خشنة مثل سترة جلدية ذات حجم كبير إلى مظهر أنثوي وحسّي وواثق في الوقت نفسه. أريد أن تشعر النساء بالتمكين وأن يبرزن شخصياتهنّ في ملابس "روماني".

- إلى أيّ مدرسة تصميم تنتمين؟

يقع أسلوبي في الأزياء ضمن فئة التويست كلاسيك. أبتكر تصاميمي من خلال إعادة ترجمة المادة الكلاسيكية القديمة في أشكال حديثة ذات حبكة جريئة وطليعية.

- ما هو تعريفك للأناقة المعاصرة؟

الأناقة المعاصرة هي الثقة بالنفس. أعتقد أن الثقة أساسية للغاية في اختيارنا أزياءنا. المرأة الواثقة بنفسها قادرة على إقناع الآخرين بما هي عليه وبوجهة نظرها.

- ما أكثر ما تحبّينه في تصميم الأزياء؟

أكثر ما أحبّه في تصميم الأزياء هو القدرة على التعبير عن نفسي بحرية من خلال ابتكار تصاميمي. مجموعاتي هي ثمرة عواطفي وانعكاس لشخصيتي. إنها طريقة للهروب من الواقع عبر شكل من أشكال الفن. أعتقد أيضاً أنها لنعمة حقيقية أن تكوني قادرةً على تخيّل شيء ثم تبثّين فيه الحياة.

- هل يمكن أن تصفي لنا مجموعتك للربيع؟ ما هو مصدر إلهامك لهذه المجموعة؟

تمثل مجموعتي الربيعية بداية فصل جديد في حياة شخص ما: إنها ثمرة العثور على الذات عبر النمو والتغيير. المجموعة بيضاء بأكملها، فالربيع فصل يشعر فيه الإنسان بأنه وُلد من جديد، فيوافي الحياة بنقاء وتجدّد. تشمل مجموعتي قطعاً عصرية بلمسة مختلفة، استخدمت في تنفيذها منسوجات مخصّصة بدقّة مثل جلد الثعبان والحرير والبلاستيك الشفّاف والجلود وتقنيات متقدّمة ومستدامة. كان هدفي من استخدام جلد الثعبان في مجموعتي هذه هو عملية التحوّل التي تمرّ بها حياة الثعبان، إذ تغير الثعابين جلدها للسماح بالمزيد من النمو والتألّق.

- أمنية تتمنّين تحقيقها؟

أتمنى أن أساهم في تهيئة بيئة يمكننا من خلالها التعبير عن أنفسنا بحرّية. أعتقد أن مفعول الموضة قوي جداً في هذا المجال، فهي تساعدنا على التعبير عن أنفسنا من دون أن نتكلّم أو نصرخ. أودّ أن تعبّر المرأة عن نفسها من خلال الأزياء وما ترتديه. كوني على سجيّتك، وارتدي ما يجعلك سعيدةً، وليس ما يجعل المجتمع سعيداً... لا تتبعي ما هو رائج، بل ابتكري موضتك الخاصة. كوني جريئة وشجاعة في خياراتك: يمكنك حتى ارتداء ثوب بسيط بثقة كبيرة. آمل أن أتمكن من التأثير في النساء من خلال تصاميمي بحيث يتوقفن عن الاهتمام بما يفكر في إطلالاتهنّ الآخرون. تهدف الموضة إلى التمكين، مهما كانت خياراتك في الموضة.