black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

رامي العلي... تصاميم تجمع بين التراث العربي والرؤية العالمية

رامي العلي

رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

من مجموعة أزياء رامي العلي

رامي العلي ليس مجرد مصمّم أزياء، بل راوي قصص من خلال القماش والخياطة. كل فستان يصمّمه يحكي عن امرأة، عن ثقتها بنفسها، أنوثتها، وروحها الخاصة، مع الحفاظ على توازن فني يجمع بين التراث العربي والرؤية العالمية. على مدار سنواته في صناعة الموضة، تطوّر رامي من السعي لإثبات الذات إلى التعبير عن الأصالة، العاطفة، والجمال الخالد. أعماله ليست فقط عمّا نراه، بل عمّا نشعر به، عن القوة الهادئة والقصص الشخصية التي تمنح كل قطعة حياة وروحاً.


من مجموعة أزياء رامي العلي

- بعد كل هذه السنين في صناعة الموضة، كيف ترى تطوّر رامي العلي كمصمّم وكإنسان؟

أعتقد أن التطوّر أمر أساسي لأي مبدع. على مر السنين، اكتسبتُ فهماً أعمق لصوتي الفني وهدفي. في بدايات مسيرتي، كنت أركّز على إثبات نفسي، على إتقان الصنعة وبناء اسم. اليوم، عملي أصبح أقل اهتماماً بالتقدير الخارجي وأكثر تركيزاً على التعبير عن الأصالة. لقد تعلّمت أن أثق بحدسي لأوازن بين البنية والعاطفة، والطموح والهدف.

- غالباً ما تتحدث عن الأناقة والخلود والأنوثة في تصاميمك، ممن تستلهم اليوم، وكيف تغيّر تعريفك للجمال والإلهام مع الوقت؟

مصدر إلهامي اليوم هو المرأة التي تتميّز بالثقة الهادئة، العمق الثقافي، والأناقة الخالدة. المرأة التي تقدّر الحِرفية والجمال الذي يحمل معنى. هي امرأة عالمية وواقعية في الوقت نفسه، تُلهمني لصنع قطع تحتفل بفرادتها من دون أن تطغى عليها.

مع الوقت، تحوّل تعريف الجمال لدي من الكمال البصري إلى الرنين العاطفي. الأمر يتعلق بالثقة، الأصالة، والقوة الخفيّة للتعبير عن الذات. كل فستان أصمّمه يعكس قصة المرأة، قوّتها ورقّتها.


من مجموعة أزياء رامي العلي

- إبداعاتك تحمل دائماً شعوراً بالسرد والحكاية. كيف تترجم مشاعرك الشخصية أو أجواء العالم إلى شكل ملموس في فستان الكوتور؟

الكثير مما يوجّه عملي يأتي من رحلاتي، والفن الذي ألتقي به، وفضولي الطبيعي تجاه العالم. كل تجربة عمارة مدينة، لوحة، لحظة ثقافية، تثير أفكاراً أترجمها إلى القماش، النسيج، والشكل. يصبح الفستان سرداً، طريقة لالتقاط جوهر ما أثّر فيّ. من خلال التصميم، أسعى لإثارة العاطفة، حتى تشعر المرأة التي ترتديه ليس فقط بالجمال، بل بالقصة والطاقة والفضول التي شكّلت القطعة.

- باتت الاستدامة والأزياء الأخلاقية موضوعات مركزية في الصناعة. كيف تدمج ممارسات الاستدامة في الكوتور، حيث الحِرفية والتفرّد أمران أساسيان؟

الكوتور هو بطبيعته شكل من أشكال الاستدامة. كل قطعة تُصنع حسب المقاس، يدوياً، ومصمّمة لتدوم مع تعاقب الأجيال. نحن نبتكر بُنية واعية، ولا نسعى للإنتاج الضخم. ومع ذلك، نستمر في التطوّر، من خلال الحصول على المواد بمسؤولية، تقليل الهدر، والاستثمار في تصميم خالد بدلاً من الاتجاهات العابرة. الاستدامة الحقيقية لا تكمن فقط في المواد، بل في العقلية، في خلق شيء ذي معنى يتجاوز المواسم.

- كنت رائداً في إبراز التصميم العربي على المسرح العالمي. كيف ترى حال المشهد العربي للأزياء اليوم، وما الذي يحتاج إليه ليتطوّر ويحصل على اعتراف دولي أكبر؟

المشهد العربي للأزياء تطوّر بشكل كبير، لدينا مواهب ورؤى وحِرفية استثنائية. ما نحتاج إليه الآن هو بُنية تحتية متينة، منصات للتعليم، التوجيه، والانتشار العالمي. الاعتراف الدولي لا يأتي من الإبداع فقط؛ بل يتطلب حواراً مستمراً مع النظام العالمي للأزياء. لكنني فخور بما وصلنا إليه. لم يعُد المصمّمون العرب مجرد ناشئين، بل أصبحوا يبتكرون تصاميم جديدة ومميزة في عالم الموضة.

- أعمالك تجمع بشكل رائع بين الفن الشرقي والرقي الغربي. كيف تحافظ على أصالتك العربية بينما تجذب جمهوراً عالمياً؟

بالنسبة إليّ، الأصالة ليست عن الصور النمطية الجمالية، بل عن الجوهر. تراثي العربي يشكّل رؤيتي للجمال، التناسب، والتفاصيل. إنه يؤثّر في إيقاع عملية التصميم لدي، لكنّ حواري عالمي. أترجم هذه الفوارق الثقافية إلى تعابير حديثة يمكن الجمهور التواصل معها. إنه توازن بين احترام أصلي واحتضان اتجاهات العالم.


من مجموعة أزياء رامي العلي

- في عالم دائم التغيّر اجتماعياً وسياسياً وبيئياً، ما الدور الذي تعتقد أن الموضة والمصمّمين يجب أن يلعبوه خارج نطاق الجماليات؟

الموضة دائماً تعكس حالة المجتمع، والمصمّمون اليوم عليهم مسؤولية لإبداع معنى، لسرد قصص تُلهم التعاطف والتقدّم. خارج الجماليات، يمكن الموضة أن تعزّز الفهم الثقافي، تحافظ على التراث، وتشجّع الحوار.

- كيف ترى تأثير التكنولوجيا، الأزياء الرقمية، والذكاء الاصطناعي في الكوتور وعملية الإبداع مستقبلاً؟

التكنولوجيا تحوّل كل صناعة إبداعية، بما في ذلك الكوتور. ففي حين أؤمن بأن اليد البشرية والحدس العاطفي لا يمكن استبدالهما، توفّر الأدوات الرقمية إمكانيات مثيرة، من التصميم ثلاثي الأبعاد إلى العروض الافتراضية والنماذج المستدامة. المفتاح هو التوازن. يجب أن تعزّز التكنولوجيا الفن والروح التي تحدّد الكوتور، لا أن تحلّ مكانها.

- لقد ألهمت جيلاً جديداً من المصمّمين العرب. ما النصيحة التي تقدّمها للمبدعين الناشئين الذين يتنقلون بين التقليد والابتكار في مشهد الموضة الحالي؟

اعرف صوتك، احترم جذورك، لكن لا تخَف من التطوّر. الأصالة هي قوّتك العظمى. العالم لا يحتاج إلى النَّسخ، بل إلى أصالة ذات محتوى. تعلّم حرفتك بعمق، ابقَ فضولياً، وطوّر المرونة لديك. النجاح في الموضة ليس سباقاً قصيراً، بل حوار يستمر مدى الحياة بين مَن أنت وما يصبح عليه العالم.

- هل هناك اتجاهات جديدة، تعاونات، أو مشاريع شخصية تثير حماستك وتعكس تطوّرك كمبدع وكإنسان؟

أرى هذا كفرصة لتعزيز الروابط بين التعبيرات المختلفة لعلامتي. يسمح لي الكوتور ببلوغ أعلى مستوى من الحِرفية والاهتمام بأدق التفاصيل وإضفاء العاطفة على كل قطعة، وهي صفات أسعى الآن لتطبيقها بالكامل في خط الملابس الجاهزة. في الوقت نفسه، أنا متحمّس لاستكشاف تعاونات إبداعية جديدة عبر الموضة والفن والثقافة، مما يسمح لصوت العلامة بأن يتردّد صداه بعيداً من منصة العروض.

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090