هيفاء ناجي سيدة الأعمال في مجال تنظيم الفعاليات: نؤسس لجيل يواكب تطورات العصر

جدة - آمنة بدر الدين الحلبي 07 يوليو 2019
مثابِرة في عملها، سعت جاهدة لتحقق كل ما خطّطت له وتكون سيدة أعمال من طراز رفيع في تنظيم المعارض والفعاليات بأسلوب مميز وفريد، حققت من خلاله نقلة نوعية في المجتمع السعودي، وقدمت في شهر رمضان المبارك أفضل تنظيم لأجمل فعالية تحت عنوان "عراقة الماضي"، شارك فيها شبّان الوطن وشابّاته بأرقى الأعمال والتصاميم التي تتماشى مع رؤية 2030. "لها" زارت الفعالية والتقت سيدة الأعمال وعضو لجنة الفعاليات في الغرفة التجارية هيفاء ناجي، وكان هذا الحوار.


- ما سرّ هذه الجرأة في تنظيم فعالية "عراقة الماضي" لعام 2019؟

كَوني عضو لجنة الفعاليات في الغرفة التجارية، ومتخصصة في تنظيم المعارض والفعاليات، أحببتُ أن أحقق نقلة نوعية في شهر رمضان لهذا العام من خلال تنظيم فعالية بعنوان "عراقة الماضي"، والسعي لتطويرها بعرض المنتجات الشبابية على مساحة واسعة وبشكل منظّم يتماشى مع رؤية 2030، كما حرصت على نقل الفعالية من معرض للسيدات إلى معرض للعائلات كي يواكب المجتمع الرؤية.

- وما الأسس التي ارتكزت عليها في ذلك؟

ارتكزت على اختلاف الوعي الجمعي للحضور، وكذلك اختلاف الأجيال، فكنت أحاكي جيلاً وانتقلت إلى جيل آخر في الألفية الثالثة مختلف تماماً، وقررتُ أن نحاكي فكره وأسلوب حياته لجعله جيلاً منتجاً لا مستهلكاً.

- لكن البدايات تختلف...

حين بدأت فعالية "عراقة الماضي"، كانت الشابات يعملن من منازلهن، وكان المعرض يقتصر على خياطة الأثواب والعباءات، لكن في الألفية الثالثة اختلف الوضع وتطورت المنتجات النسائية وأصبحت تضمّ علامات تجارية مميزة، وكان لكل سيدة بصمتها في ما تعرض. لكن فجأة انتبه الشبان، وبات كلٌ منهم يبحث عن تجارة يتقنها، وعلامة تجارية يملكها، أو يسعى لشراكة مع أخته أو قريبته ليصبح العمل التجاري عائلياً، ويشمل كل المجالات الفنية والصناعية والغذائية، وهم فعلاً حققوا نجاحاً باهراً على كل الصعد، مما دفع العائلة للخروج معاً لإدارة تلك الشراكة الرائعة.

- ولِمَ اخترت "عراقة الماضي" عنواناً للمعرض؟

بدأت بتنظيم المعرض منذ 12 عاماً، وأطلقت عليه عنوان "عراقة الماضي وإشراقة الحاضر"، لأن الاهتمام كان حينذاك منصبّاً على الأعمال التراثية والحِرف اليدوية، لكن مع مرور الزمن، تغير الوعي الجمعي ودخلت على المعرض صناعة العصائر والمواد الغذائية والعطور، وبالتالي شمل كل أنواع الفنون، فتطوّرت الحِرف اليدوية وأصبحت تواكب العصر بلمسات تراثية تحمل عراقة الماضي وإشراقة الحاضر، وتحاكي تطلعات رؤية 2030.

- ما التحديات التي واجهتك في هذا المعرض؟

النقلة النوعية التي شهدها المعرض من اجتماع السيدات إلى اجتماع العائلات، وكانت الفكرة مرفوضة تماماً إلى ما قبل شهرين من موعد المعرض، كنتيجة حتمية لعدم الوعي، لكن بفعل الإصرار والعمل الدؤوب، شارك في المعرض 160 شاباً وشابة، من كل الفئات العمرية.

- ماذا حققت لك تلك النقلة؟

لقد أضافت إليّ الكثير، فالمعرض توافرت فيه كل متطلبات العائلة حين تأتي للتسوّق، كما وتستطيع تناول طعام السحور مع القهوة والمثلجات اللذيذة، كذلك أفسحتُ في المجال للزائرين للاطلاع على التنظيم الفريد من نوعه، وكيفية التعامل مع الآخر، مما ساهم في تطوير وعي الناس في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية.

- كيف رأيت ردود فعل الناس؟

كانت الأجواء الرمضانية هادئة، والأمور سارت على خير ما يُرام، والعائلات بدت مستمتعة بالتسوّق وفرحة بالفعاليات التراثية التي بدأت بالتراث الحجازي، وفرقة الفلكلور الجميلة.

- وما هي الفِرق التي شاركت في المعرض؟

الفرقة المصرية وقد قدّمت الفلكلور المصري، والفرقة الفلسطينية التي قدّمت الفلكلور الشامي، والفرقة المغربية التي قدّمت الفلكلور المغربي.

- ما الغاية من عرض الألعاب الشعبية؟

الألعاب الشعبية ضمت "الكيرم" و"الشطرنج" و"الزقطة" و"الفرفيرة"... وقد وزّعناها في أمكان مختلفة من المعرض، لإحياء التراث ونشر أجواء الترفيه، إضافة الى مشاركة الفنانين في المعرض ومنافستهم في إظهار البراعة في الرسم بالفحم، واستخدام الألوان الزيتية أو المائية.

- وهل اقتصرت المشاركات على مناطق المملكة فقط؟

إضافة إلى المملكة العربية السعودية، كانت هناك مشاركات من الكويت والبحرين، أي من دول الخليج والسعودية.

- تلك الفعالية، ماذا حققت على الصعيد الاقتصادي؟

كمستثمرة، لم أحقق دخلاً عالياً، وتنازلت عن 50 في المئة من أرباحي مقابل تلك النقلة النوعية التي حصدت نجاحاً باهراً على الصعيد الاجتماعي بضم العائلات إلى مهرجان العراقة، لكنني واثقة بأن العام المقبل سيكون أفضل في ما يتعلق بالأرباح، وسيجذب المعرض الناس من كل حدب وصوب، كما سأغلق باب المشاركة للتسجيل قبل شهرين بإذن الله.

- لماذا اخترت تنظيم تلك الفعالية في شهر رمضان تحديداً؟

"عراقة الماضي" هو بالنسبة إليّ كطفل يحتفل بيوم ميلاده بين 2و5 من رمضان كل عام.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أحضّر لمعرض طبّي تحت عنوان "نضارة بشرتك في غذائك الصحي"، وهو مختلف عن المعارض الطبية السابقة، لأنه يهدف إلى تغيير ثقافة المرأة في المجتمع السعودي، إذ يشجّعها على الابتعاد عن الجراحات التجميلية والماكياج باهظ الثمن، والاهتمام بدلاً من ذلك بنوعية غذائها، وآمل أن يحظى بدعم كبير وحضور أكبر.

- مع من تسعى هيفاء لإقامة شراكة في مهرجان عراقة؟

أسعى للشراكة مع مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، والذين يقدمون أفضل ما عندهم من غذاء صحي، إلى تصاميم راقية في كل المجالات.

- وهل كنت عُرضة للنقد؟

لم يخلُ الأمر من بعض الاعتراضات على ارتفاع سعر التذكرة، فقلت لهم إن التجارة ربح وخسارة، ومثلما تعرضون منتجاً بسعر معين ولا أناقشكم فيه، لي أيضاً منتجي وتجارتي وأسعى لتحقيق الربح، وفي المجمل يحسبون أن منظّمي الفعاليات يحققون أرباحاً خيالية، من دون النظر إلى الجهد المبذول لتخرج الفعالية بأبهى حللها.

- ألم تحققي ربحاً وفيراً؟

كوني حققت نقلة نوعية بمخاض عسير، لم أكترث للربح المادي بمقدار ما اهتممت للربح المعنوي الذي حققته، وتعرفت إلى شخصيات جديدة، فقد طورت عملي وكسبت ثقة الناس واحترامهم لي، وكل ما وصلت إليه كان بفضل وسائل الإعلام وأهل الصحافة، فقد كانوا السند القوي الذي قدّمني بشكل رائع، وأشكرهم من كل قلبي.

- ما النصائح التي تسدينها للمرأة؟

أقول لكل امرأة ترغب في العمل التجاري: كوني قوية، وثقّفي نفسك قبل دخول هذا المجال، واقرئي كثيراً لتتعرفي أكثر على مفاصل التجارة في النواحي الإدارية والقانونية، وكيفية التعامل مع الآخر، وقبول الآخر، كي تحققي النجاح.