حديث صحافي بين الأمير سلطان ونجليه

الأمير سلطان بن عبد العزيز, الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز, حوار

02 نوفمبر 2011

أهدى بندر بن عثمان الصالح للشقيقة «الحياة» وثيقة صحافية أرشيفية تعود إلى أكثر من 50 عاماً لحوار صحافي أجراه مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان وأمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان مع والدهما ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) عندما كان وزيراً للمواصلات في 1377هـ، وذلك في مكتبه بالرياض. واشترط الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله على الأميرين خالد وفهد قبل بدء اللقاء الصحافي الذي نشرته مجلة «الناصرية» ألا تكون أسئلة اللقاء الصحافي معه صعبة مثل أسئلة الامتحان وأن تعلن نتيجة اللقاء معه كوزير للمواصلات بعد الانتهاء مباشرة. و«لها» (نقلاً عن الشقيقة «الحياة») تعيد نشر نص الحوار كما كان قبل 5 عقود.

وقال
الأمير خالد بن سلطان بعد اللقاء مخاطباً والده رحمه الله بعد الانتهاء من اللقاء الصحافي الذي تنشره «الحياة»: «أشهد لك بالنجاح في المواصلات مئة في المئة»، فيما علق الأمير فهد قائلاً: «أنت أنجح أب، وإني أدعو الله لك بطول العمر». « انتهز الابنان فرصة وجود والدهما والأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير المواصلات في مكتبه، ووقف خالد عن يمينه، وفهد عن يساره، وأمسك كلاهما بورقة وأخذا يوجهان بعض الأسئلة التي تدور حول المواصلات إلى والدهما، ولم يجد الأب بداً من الإجابة، واشترط عليهما أن يبدأ خالد، ومن بعده فهد، كما اشترط ألا تكون أسئلتهما صعبة، مثل أسئلة الامتحان. وبعد أن استمع إلى الأسئلة، وأجاب عنها، طلب من ولديه إعلان النتيجة، فقال خالد: «أشهد لك بالنجاح في المواصلات مئة في المئة»، وقال فهد: «أنت أنجح أب، وإني أدعو الله لك بطول العمر». وقد قدم الابنان هذا الحديث إلى مجلة «الناصرية» والناصرية تشكرهما، وتعتبرهما من أفراد أسرتها المخلصين، وتسجل على صفحاتها حديثهما بكل سرور.


بين خالد ووالده

- ما أهم المشروعات التي نفذتها وزارة المواصلات، والتي في سبيل التنفيذ؟ وما الغرض من هذه المشروعات؟
الأفضل أن تقتصر إجابتي على المشروعات التي يجري العمل فيها حالياً، وهي:
إنشاء خمسة طرق هي: من المدينة إلى تبوك ومن مكة إلى جدة (وهو يوازي الطريق الحالي) ومن الطائف إلى عرفات ومن الرياض إلى خريص ومن الرياض إلى مرات (طريق الخرج - الدلم).
وكذلك توسعة ميناء الدمام الصغير: بإضافة أربعة مراس جديدة، إلى المرسيين الموجودين حالياً، وسيتم هذا المشروع في ذي الحجة سنة 1381هـ. وكذلك إنشاء ميناء صغير للصنادل. إضافة إلى توسعة وتقوية محطات الهاتف اللاسلكي. ليتسنى زيادة عدد ساعات الاتصال التليفوني - الداخلي والخارجي - أما المشروعات التي تزمع الوزارة تنفيذها فهي: إنشاء أربعة طرق جديدة هي: «الرياض - القصيم» و«مرات - الطائف» (وبإتمامه يتم ربط الساحل الشرقي بالمملكة بساحلها الغربي) و«الطائف - أبها» و «جدة - جيزان».
إنشاء شبكات تليفونية في المدن الهامة: أما الغرض من هذه المشروعات، فهو لا يخفى على أحد، إذ إن المواصلات بأنواعها هي شرايين البلاد، ولا توجد نهضة بدون المواصلات. وعندما ترون بلادنا - بإذن الله - وقد ارتبطت كافة أجزائها بوسائل المواصلات حديثة سريعة ستزداد خطوات نهضتنا اتساعاً وقوة وثباتاً.

- هل تجدون صعوبات في تنفيذ مشروعات الوزارة؟
إن العناية والرعاية التي يشمل بها جلالة مولاي الملك بلاده، واهتمام سمو ولي العهد بتقدم هذه البلاد وازدهارها، تسهل لنا كل صعب، في سبيل تحقيق ما يصبوا إليه الجميع.
وعلى كل حال، فإن قلة عدد الفنيين، وذوي الكفاءات الممتازة، في مختلف فروع الهندسة، مشكلة رئيسية تواجهنا دائماً. ولكننا نعتمد على الله، ثم على الجيل الجديد، ليملأ هذا الفراغ.

-  بلادنا مترامية الأطراف، ولا بد من تسهيل الاتصال بين مناطقها المختلفة، وبينها وبين البلاد الشقيقة المجاورة والطيران وحده لا ينهض بهذا العبء الآن إلا بصعوبة، كما يعاني المسافرون كثيراً من المشقة في أسفارهم. فما الوسائل السريعة التي ترونها كفيلة بتسهيل هذا الاتصال، والقضاء على تلك الصعوبات؟
حاجة بلادنا إلى وسائل مواصلات سهلة، أكثر من حاجة أي بلد آخر، لتباعد أطرافها، ووجود بعض المناطق الوعرة.
ولكنني أرجو أن يأتي سريعاً - إن شاء الله - اليوم الذي نجد فيه بلادنا، وقد انتشرت فيها جميع وسائل المواصلات الحديثة، بما في ذلك الطرق الواسعة السهلة، والسكك الحديدية، والطيران، والمواصلات السلكية أو اللاسلكية.


من
فهد إلى أبيه

- زار سموكم كثيراً من بلاد العالم، واطلعتم على كثير من ألوان الحضارة والتقدم، فماذا رأيت في هذه البلاد، وتمنيت أن تراه في بلادنا؟ وكيف يمكن أن تحقق هذه الأماني؟
تمنيت أن أرى في بلادي، النهضة الصناعية والزراعية والعمرانية، التي رأيتها في أوروبا وأميركا. ولكنني أتمنى - في نفس الوقت - أن نظل دائماً محتفظين بتقاليدنا، ومعتزين بديننا وعروبتنا.

- ماذا تتمنى لأولادك الذين يدرسون في معهد الأنجال؟ وما رأيك في هذا المعهد؟
أتمنى لأولادي أن يكونوا رجالاً، يؤدون لمليكهم، وبلادهم أجل الخدمات أما معهد الأنجال فله في نفسي مكانة خاصة، وهو دائماً محل إعجابي وتقديري.

- يسرنا أن نسجل على صفحات «الناصرية» نصيحتكم إلى شباب البلاد، وناشئة الجيل.
نصيحتي إلى الشباب: أن يعتمدوا على أنفسهم قبل كل شيء، وأن يضعوا نصب أعينهم دائماً، حاجة بلادهم إلى جهودهم، وقوتهم، في سبيل النهوض والازدهار.