عزيزة: النجومية باتت سهلة وأقدّم ما يُشبهني فقط!

حوار: ميشال زريق 21 يوليو 2019
عرفها الجمهور العربي من خلال أغنية منفردة طرحتها منذ سنوات بعنوان "فكرة"، غابت بعدها لتعود وتُقدّم أغنية "صلاة الزين" برؤية موسيقية جديدة لتغيب مرّة أخرى وتُطلّ بأغنية صيفية إيقاعية فيها حنين إلى اللحن البلدي المصري والكلام السهل- الممتنع بعنوان "أرقص معايا" في دعوة إلى الإيجابية والسعادة. عزيزة، تحلّ ضيفةً على صفحات "لها" في هذا الحوار لتتحدّث عن النجومية والشهرة والأغنيات وعلاقتها بالسوشيال ميديا والبقية في الأسطر التالية...


- عزيزة، أخبرينا عن الإيجابية في عملكِ الجديد "أرقص معايا"... لماذا هذه الأغنية بالتحديد بعد غيابٍ عن طرح الأغنيات الخاصة؟

بعد 3 سنوات من الغياب عقب إصدار أغنيتي "صلاة الزين"، لم أعثر على أغنية تُشبهني وتُشبه مسيرتي الفنية وذوقي، كما لم أرد أن أطرح أي عمل لمجرّد إثبات وجودي. نعم أنا انتقائية في اختياراتي، وأحب التأنّي، وعندما سمعتُ أغنية "أرقص معايا" لمحمد رفاعي ومحمد يحيى اللذين تعاملا مع النجم عمرو دياب في عدد من الأغنيات، أحببتها كثيراً ووضعتُ ثقتي فيها، وأردتُ تقديم فيديوكليب حقيقي ويُشبه يوميات الناس، فأردنا أن نبثّ الإيجابية في نفوس المشاهدين، وأن يعيشوا معنا هذه الأجواء بعيداً من السلبية في حياتنا، وأهديتهُ إلى كل من يحتاج إلى جرعة من الإيجابية والتفاؤل.

- أنتِ اليوم صاحبة نهج فني مختلف؛ هل تعتبرين أنّ الرسالة التي آمنتِ بها في بداياتكِ بدأت تصل اليوم إلى الجمهور بالطريقة الصحيحة؟

هو ليس نهجاً مختلفاً بمقدار ما أنه نهج فنّي خاص، نابعٌ من خلفية كلاسيكية وقد أضفتُ إليه لمسة عصرية وحداثة تتماشى مع عصرنا اليوم، فعلى أي فنان أن يبني شخصيته ويطوّر أعماله لتتماشى مع الفترة التي يعيش فيها. تربّيتُ في عائلة تحب الأغنيات الكلاسيكية والفلكلورية، وأردتُ من هذا المنطلق تقديم أعمال وموسيقى تتناقلها الأجيال وأكون فخورة بها، فأنا لستُ من محبّي الأغنيات التجارية التي قد تزول مع الوقت.

- ما هي الصعوبات التي تواجه مسيرتك الفنية اليوم؟

أظنّ أنّ هناك صعوبة ومشكلة مشتركة بين الفنانين، ألا وهي سهولة انتشار أي شخص اليوم في أيٍّ ظرفٍ، ومهما اختلفت توجهاته الفنية وما يُقدّمه، سواء أكان عملاً جيّداً أم لا. الجمهور ضاع بين كثرة الأعمال والفنانين، ولكن على الصعيد الشخصي هذا لم ولن يؤثر فيّ وفي ما أقدّمه، لأنّني لا أتبع "ترند" معيّنة، بل أقدّم ما يُشبهني.

- تمزجين الطابعين الشرقي والغربي في أعمالكِ؛ هل هذا برأيكِ هو المفتاح للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، أم تؤمنين بالتخصّص الفنّي أكثر؟

تربيّت في كنف عائلة تحبّ الأغنيات الطربية والفلكلورية والكلاسيكية، وعندما كبرت في السنّ بدأتُ أعشق البوب الغربي، ومع دخولي مجال الفن مزجتُ بين النمطين، وهذا يُغنيني ثقافياً وفنّياً ويؤثر في طريقة أدائي وغنائي على المسرح، لذلك أطلقتُ ما يُسمّى بالـ TaraPop وهو خط فني مميّز، لم أختره للوصول إلى أكبر شريحة جماهيرية، بل لأنّني مقتنعة به.

- يُزعجكِ أن يُقال عنكِ "فنانة نخبوية" أو تتوجّهين إلى جمهور معيّن؟

لا أؤمن بالألقاب ولا التقسيم الجماهيري للفنان. المستمع يختار الفنان الذي يُحبّ، وما يهمّني في حفلاتي أن يخرج الحضور وهو يحمل ذكرى جميلة من الحفل.

- ما هي الأعمال التي تلفتكِ اليوم على الساحة الفنية؟

في الفترة الأخيرة، لفتتني أعمال الفنان الكويتي عيسى المرزوق، فهو يُقدّم موسيقى جميلة جدّاً تمزج بين الـ Groove والإيقاعات الخليجية والكلام الجميل، كما أحبّ الموسيقى التي تُقدّمها فرقة أدونيس اللبنانية.

- كيف تصفين علاقتكِ بالسوشيال ميديا؟

السوشيال ميديا جزءٌ لا يتجزّأ من عملنا وحياتنا اليومية، أحاول أن أكون نشيطة عليها رغم حرصي على بعض الخصوصية في ما يتعلّق بحياتي الخاصة واليومية. أنشر لمتابعيّ ما أريد أن يروه ويعرفوه عن حياتي خارج الفن، فأكشف لهم الوجه الآخر من شخصيتي وحياتي بعيداً من المسرح، وهذا ما بدأتُ أحبّه.

- هل تؤمنين بلعبة الأرقام؟

أبداً، هي لا تعني لي رغم أنّنا نعيش في عصرٍ تطغى عليه منافسة الأرقام ويعاني ضغطاً كبيراً في هذا الصدد. لا يهمّني إذا حقّقت أغنية "هابطة" ملايين المشاهدات، ولكنّها لن تستمرّ أو تعرف نجاحاً في ما بعد. أنا لستُ فنانة "مواسم" وأطرح أعمالي آملةً في أن تصبح يوماً ما من كلاسيكيات الموسيقى العربية.

- هل تفكّرين بدخول عالم التمثيل؟

كنتُ أحبّ التمثيل كثيراً، وشاركتُ في مسرحيات المدرسة والجامعة، إلا أنه مضى وقتٌ طويل على عدم خوضي هذه التجربة، ولكن إذا وجدتُ الدور الذي يليق بي ويُقدّمني بصورة جميلة إلى الجمهور فسأؤديه باحتراف لأنّني أعشق التحدي.

- في رأيكِ، ما هو الأصعب اليوم؛ النجومية أم الحفاظ على الشهرة؟

الحفاظ على الشهرة أمرٌ صعب للغاية، هناك نجوم كثر مرتبطون بأغنيات ومواسم، لكن من الصعب أن تكون فناناً صامداً وتحافظ على نجوميتك في مختلف الظروف، كما السيدة ماجدة الرومي التي لم تهزّها ريح ولا تزال في عزّ تألّقها رغم مضي سنوات على دخولها مجال الفن. أؤمن بأن على الفنان أن يُقدّم ما يُغيّر في واقع الناس، ولا شيء سوى الموسيقى ممكن أن يُدخل إلى حياتهم الطاقة الإيجابية.

- في الختام؛ ما هي مشاريعكِ المقبلة؟

على جدول أعمالي هذا الصيف سلسلة مهرجانات سأغنّي فيها "أرقص معايا"، كما وعدتُ جمهوري بأنّ أُصدر أغنية جديدة في الفترة المقبلة، وبالتالي لن أغيب طويلاً عن سوق الإصدارات.