من قال إن الأمراض القلبية الوعائية هي حتماً مميتة؟ يكفي إجراء بعض التعديلات في أسلوب العيش للتخفيف من مخاطر تلك الأمراض. القلب هو السبب الأول للوفيات عند النساء، يليه سرطان الثدي. لكن على عكس السرطان، ثمة تدابير وقائية يمكن اتخاذها للحؤول دون أمراض القلب، أهمها اعتماد أسلوب العيش الصحي. إليك التفاصيل.

1. التحقق من مستوى الكولسترول في الدم

الكولسترول هو عبارة عن دهون تتحرك في الدم بواسطة ناقلين: LDL، أو الكولسترول السيء، وHDL، أو الكولسترول الجيد. يؤدي كولسترول LDL إلى سدّ الشرايين، فيما يعمل كولسترول HDL على تنظيفها. وفي حال ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، يميل كولسترول LDL إلى التراكم على جدران الشرايين (ويتم الحديث هنا عن تصلب الشرايين)، مما يعرقل سيلان الدم في الشرايين.

من هنا أهمية التحقق من مستوى الكولسترول في الدم بصورة منتظمة، والسعي دوماً إلى إبقاء المعدلات طبيعية.

2. الإقلاع عن التدخين

هل تعلمين أن تدخين 4 سجائر يومياً يضاعف ثلاث مرات خطر تعرضك لأمراض القلب والشرايين؟ فالتدخين يرفع ضغط الدم، ويسرّع إيقاع القلب، ويوقع الخلل في معدل الأوكسيجين في الدم، وقد يحدث تشنجاً في الشرايين. لا تقولي إن الوقت قد فات للإقلاع عن التدخين. توقفي اليوم لتلمسي النتائج الإيجابية بأسرع ما يمكن.

3. تخفيف الملح

نستهلك جميعاً الكثير من الملح. فالمعدل المسموح به يصل إلى قرابة 5 غرامات، فيما نستهلك تقريباً 10 غرامات يومياً. إلا أن فائض الملح، بالترافق مع ارتفاع ضغط الدم، يزيد خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين. ما عليك إذاً إلا التخفيف من الملح، والانتباه إلى الملح المخفي في الأطعمة الجاهزة والمصنّعة.

4. تناول الفطور

لن يفيدك أبداً حذف وجبة الفطور. فقد لاحظ الباحثون ارتفاع احتمال التعرض لذبحة قلبية بنسبة 27 في المئة عند الأشخاص الذين يحذفون وجبة الفطور. فغياب الوجبة الصباحية يؤدي إلى استهلاك المزيد من الوحدات الحرارية خلال الوجبات الأخرى، مما يزيد من احتمال اللقمشة مساء ويزيد بالتالي من خطر التعرض لأمراض القلب.

5. تناول الطعام الصحي

تبين أن الطعام الصحي قادر على تخفيف خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين بنسبة 30 في المئة تقريباً. قللي قدر الإمكان من استهلاك اللحوم الحمراء والزبدة، وأكثري في المقابل من تناول الأسماك، والخضر والفاكهة والبقول.

6. تنظيف الأسنان

من قال إن نظافة الأسنان واللثة مهمة فقط للابتسامة الجميلة؟ فهي مفيدة أيضاً لصحة القلب والشرايين. نعم، أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن اللثة تصبح أكثر هشاشة في حال عدم تنظيف الأسنان جيداً، فيتزايد عدد البكتيريا في الفم مما يؤدي إلى انتقال البكتيريا إلى الدم حيث تسهم في تكوّن الجلطات الدموية.

7. الانتباه إلى محيط الخصر

القلب لا يحب الكيلوغرامات الزائدة، خصوصاً إذا كانت متمركزة في البطن. ولا بد من توخي الحذر إذا كان محيط الخصر أكثر من 88 سم عند المرأة، وأكثر من 102 سم عند الرجل. فهذه الأرقام تشير إلى وجود بدانة مفرطة في البطن.

8. مراقبة ضغط الدم

الارتقاع في ضغط الدم يعني وجود ضغط قوي في الشرايين، مما يتعب القلب إذ يفرض عليه عملاً إضافياً، ويحفز حصول تصلب في الشرايين. وبما أن ارتفاع ضغط الدم لا يكشف عن أية أعراض ظاهرة، لا بد من مراقبة الضغط بشكل منتظم ومراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي ارتفاع فيه.

9. تعزيز قدرة الجسم على الاحتمال

كلما كان القلب مدرباً بصورة أفضل، تحسن أداؤه. لذا، يجب التركيز على التمارين الرياضية التي تعزز القدرة على التحمل، أي التمارين المنتظمة والطويلة مثل المشي والسباحة والركوب على الدراجة الهوائية...

والواقع أن المشي لمدة ساعة تقريباً، ثلاث مرات أسبوعياً، يمكن أن يحسن أداء القلب بنسبة 12 في المئة. وفي كل الأحوال، تبقى الحركة مهمة، ولو لدقائق معدودة.

10. السيطرة على التوتر

التوتر المزمن مؤذٍ للقلب، لا بل إنه أحد الأسباب الرئيسية للذبحة القلبية بعد التبغ والكولسترول. فالتوتر يسرّع خفقان القلب، ويرفع ضغط الشرايين، ويعدّل تخثر الدم، ويحفز الشخص على التدخين وتناول المزيد من الأطعمة الحلوة والمالحة. للسيطرة على التوتر، ما عليك إلا ممارسة النشاطات التي تحفز الاسترخاء، مثل اليوغا والتأمل...

11. النوم لساعات كافية

النوم مفيد للقلب، شرط ألا يكون قليلاً جداً أو كثيراً جداً. فقد تبين أن الذين ينامون أقل من 6 ساعات ليلاً هم أكثر عرضة لأمراض الأوعية والقلب والدماغ. أما الذين ينامون لأكثر من 8 ساعات فهم أكثر عرضة للأمراض الصدرية.

12. تعزيز العلاقات الاجتماعية

نعم، الوحدة عدوة القلب. فالأشخاص الذين يعيشون منعزلين، بعيداً عن العلاقات الاجتماعية، هم أكثر عرضة لأمراض القلب والشرايين. فالعزلة تعني أسلوب العيش الكثير الجلوس، وزيادة الوزن، وتفاقم التوتر. من هنا أهمية الخروج من المنزل، ورؤية الناس، والاستمتاع مع الأصدقاء...