أسرار الأيام الأخيرة في حياة فاروق الفيشاوي

القاهرة - لها 10 أغسطس 2019
لم يستقبل النجم الراحل فاروق الفيشاوي خبر إصابته بمرض السرطان كغيره، بل كان موقفه تجاهه مليئاً بالتحدي، حتى أن طبيبه المعالج نفسه اندهش من ردة فعله عندما أعلمه بالمرض.


وقتها قال الفيشاوي لطبيبه: "سأتعامل مع المرض على أنه صداع أو نزلة برد"، وهو ما عاد الفيشاوي وأكد عليه مرة أخرى عندما أعلن عن إصابته بالمرض أمام الجميع في حفل افتتاح مهرجان الاسكندرية السينمائي الأخير. وفيما كان النجوم والجمهور يستقبلون الخبر من الفيشاوي بالدموع والتأثر الشديد كان هو يبتسم ويؤكد أنه يعتبره مجرد صداع.

مفاجأة طبيبه

لكن هذا التحدي لم يدم طويلاً ليرحل الفيشاوي عن عمر يناهز 67 عاماً بعد صراع مع المرض، وإن كان طبيبه المعالج الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الأورام بطب القصر العيني قد فجر مفاجأة عندما كشف أن السرطان لم يكن السبب الوحيد لوفاة الفيشاوي لأن مرضه كان مركباً، ومن الصعب علاجه، موضحًا أنه كان يعاني من تليف كبدي، نتيجة التهابات فيروسية، بالإضافة إلى ورم في الكبد.

وأشار الطبيب إلى أنه كان من الصعب علاج كلا المرضين، لكن "الفيشاوي" استجاب للعلاج خلال الفترة الأولى من مرضه، مؤكدًا أنه كان يتحلى بالشجاعة الكاملة لقهر ذلك المرض، إلا أن التليف الكبدي تسبب في تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وهو السبب المباشر وراء وفاته.

الأيام الأخيرة في حياة النجم الكبير الراحل كانت الأصعب، تدهور في الحالة الصحية ودخول غرفة العناية المركزة وأنباء متضاربة عن حالته حتى دخل في غيبوبة كبدية توقع الجميع بعدها موته خلال ساعات قليلة وهو ما حدث بالفعل.

رغم الطلاق

وتأكيدا منها على أن علاقتهما كان يسودها الود والإحترام رغم الطلاق الذي وقع قبل سنوات، ظلت الفنانة سمية الألفي بجوار الفيشاوي في أيامه الأخيرة بالمستشفى، وكيف لا وهو والد ابنيها أحمد وعمر. كما كان بجواره صديقه المقرب الفنان كمال أبو رية، إضافة طبعاً إلى ابنيه أحمد وعمر الفيشاوي.

ومثلما كانت جنازته مظاهرة حب من الجمهور الذي احتشد ليشارك في لحظات وداعه الأخيرة، كانت أيضاً ليلة عزاءه مظاهرة حب من النجوم من مختلف الأجيال، الذين حرصوا على الحضور بالعشرات لتقديم العزاء لأسرته.

رصيد فني ضخم

رحل فاروق الفيشاوي تاركاً خلفه رصيداً فنياً عظيماً ومواقف إنسانية لا تنسى. اسمه الحقيقي محمد فاروق فهيم الفيشاوي، وهو من مواليد 5 فبراير 1952، ولد ونشأ في محافظة المنوفية، وبدأ مشواره الفني عام 1976، وتجاوز رصيده الفني المئة والثلاثين عملاً فنياً، ما بين مسلسل وفيلم ومسرحية.

كانت بداية فاروق الفيشاوي الفنية من خلال مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً"، وشارك في بطولة عدد كبير من الأفلام، أبرزها "المرأة الحديدية" و"الباطنية" و"حنفي الأبهة" و"الكف" و"مشوار عمر" و"امرأة هزت عرش مصر" و"الجراج" و"المشبوه". كما شارك فاروق الفيشاوي في بطولة الكثير من المسلسلات، أبرزها "الأصدقاء" و"الشارع اللي ورانا" و"علي الزيبق".

وبعيدًا عن رصيده الفني الضخم، كانت حياة فاروق الفيشاوي الشخصية مثيرة للجدل، بسبب آرائه الشخصية التي وضعته في أزمات، ومنها تأكيده أن امرأة واحدة لا تكفي في حياة الرجل، واعترافه أنه شخص فوضوي ويحب الحرية ولا يصلح للزواج. كما تعرض لهجوم شديد بسبب تأكيده على معارضته للحجاب، وأوضح وقتها أن الفقهاء أكدوا أنه ليس فرضًا. ومن الأشياء الغريبة التي أثارت الجدل حول فاروق الفيشاوي اعترافه بإدمانه للمخدرات فترة من حياته، إلا أنه توقف عن تعاطيها تناولها بعد شعور نجله أحمد، الذي كان طفلاً وقتها، بأن والده يتحول لشخص آخر بسبب تأثير المخدرات.

وما لا يعرفه الكثير، أن فاروق الفيشاوي تزوج ثلاث مرات. فقد تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني تدعى نوران، كما تزوج من سمية الألفي وأنجب منها ولدين، وتزوج لفترة من سهير رمزي.

ورغم أن فاروق الفيشاوي كان شخصاً صريحاً، ولا يتردد في الإعلان عن علاقة عاطفية أو زيجة له، لم يسلم من الشائعات، حيث ارتبط اسمه بأكثر من فنانة، وقيل إنه عاش قصة حب مع النجمة نيرمين الفقي، لكنها نفت. كما قيل إنه تزوج سرًا من الفنانة دنيا عبد العزيز، لكنها نفت ووصفته بوالدها الروحي وقتها.

وكان آخر عمل للفيشاوي مسرحية "الملك لير"، مع يحيى الفخراني، وإن كان المرض قد حال بينه وبين المشاركة في عروضها مؤخرا بالسعودية لكنه كان واحدا من أبرز نجومها.. وداعاً فاروق الفيشاوي.