رانيا فريد شوقي: في أثناء أدائي مناسك العمرة شعرت وكأن والدي يطوف معي

القاهرة – نورهان طلعت 25 أغسطس 2019
تعيش الفنانة رانيا فريد شوقي حالة من التألق الفني، بعد نجاحها في دور "كورنيل" الذي قدّمته في مسرحية "الملك لير"، التي عُرضت أخيراً ضمن فعاليات "موسم صيف جدّة"، الذي حقق نجاحات كبيرة. وفي حديث خاص لـ"لها"، تحكي رانيا عن مشاعرها برؤية والدها الراحل فريد شوقي خلال أدائها مناسك العُمرة، وتتحدث عن النجاح الذي حققته المسرحية، كما تكشف عن رأيها في مسلسل "أبو العروسة"، وسر غيابها عن موسم دراما رمضان الماضي.


- قلتِ إنكِ شاهدت والدك في الأراضي المقدّسة... ما الذي حدث معك بالضبط؟

سافرت الى المملكة العربية السعودية لعرض مسرحية "الملك لير" ضمن "موسم صيف جدّة"، واغتنمت الفرصة لأداء مناسك العُمرة، وفي أثناء الطواف حول الكعبة، شعرت وكأنني أرى والدي يطوف معي، فغمرتني السعادة وشعرت بارتياح كبير. لا أجد تفسيراً لذلك... لكن، وقبل رؤيته، كنت أنوي أداء العمرة نيابةً عنه، وأدّيتها فعلاً، وشعرت بالفرح، وكانت تلك الأيام الأجمل في حياتي.

- كُنتِ من آخر الفنانين الذين تعاونوا مع النجم الراحل فاروق الفيشاوي، هل لهذا السبب تألّمتِ حزناً على رحيله؟

لم أحزن لهذا السبب تحديداً، فالراحل فاروق الفيشاوي من أحبّ الفنانين الى قلبي، وكان إنساناً طيباً ومتسامحاً الى أقصى درجة، فرحيله صدمني، ولا يمكنني أن أصف مشاعر الحزن عليه، فقد كنت أعتبره مثل والدي، لأن علاقة صداقة متينة كانت تجمعهما (رحمهما الله).

- قلتِ مراراً إنك في البداية خفت من خوض تجربة "الملك لير"؟

هذا العمل المسرحي مختلف وصعب، لأنه يقدَّم باللغة العربية الفصحى، وهذا يتطلب أن تكون مخارج الحروف سليمة، وتفادي الوقوع في الخطأ، لذلك شعرت بالخوف والقلق في البداية، خاصة أن بطل المسرحية يحيى الفخراني لا يقبل بأي خطأ، ويحرص على أن تخرج بأفضل صورة، لكن بعد العرض سُررتُ كثيراً بالنجاح الذي حققته هذه المسرحية التاريخية، ويكفيني أن هذا العمل سيشكّل علامة فارقة في مسيرتي الفنية.

- حظيتِ بإشادة عدد كبير من النقاد والجمهور عن دورك في المسرحية، فما تعليقك؟

بصراحة، لم أتوقع كل ردود الفعل التي وصلتني من الجمهور حول دور "كورنيل" الذي أدّيته في مسرحية "الملك لير" التي عُرضت في مصر والسعودية، ولذلك أؤكد أن هذا العمل المسرحي يشكّل نقطة محورية في أرشيفي الفني، وأفتخر بتقديمي لهذا الدور المميز، خصوصاً أنّ فنانات كبيرات سبقنني الى تقديمه، من أمثال سوسن بدر وصفاء الطوخي، لكن في النهاية تبقى لكل ممثل بصمته الفريدة وأسلوبه الخاص في التمثيل، وهذا ينطبق على شخصية "الملك لير"، فقد قُدّمت عشرات المرات، لكن يحيى الفخراني جسّدها وفقاً لرؤيته الخاصة.

- هل العمل مع يحيى الفخراني صعب؟

لا، العمل مع الفخراني ممتع، وهذه ليست المرة الأولى التي نتعاون فيها بعمل فني، فقد قدّمنا من قبل عملاً مسرحياً ناجحاً، وهو يهتم بأدقّ التفاصيل، ويرفض الوقوع في الخطأ، وعمل مثل "الملك لير"، صعب للغاية ويتطلب مجهوداً كبيراً، لذلك استغرقت التحضيرات للمسرحية أشهراً عدة حتى أبصرت النور.

- عملك الدرامي الأخير "أبو العروسة" حقق نجاحاً باهراً، فهل كنت تتوقعين ذلك؟

توقعت لهذا العمل الدرامي أن يحصد النجاح، لكن ليس الى هذه الدرجة، فهو دخل الى كل بيت مصري وعربي، والجمهور تأثر كثيراً بحكايات أبطاله.

- لماذا برأيك؟

بسبب ندرة الأعمال الدرامية الواقعية التي تخاطب الأُسر وتتحدث عن مشاكلهم. لقد مللنا نحن والجمهور من الأعمال التي تتناول قضايا كالمخدرات والضرب والقتل... والمُشاهد بات يرغب اليوم بمتابعة الأعمال التي تتحدث عن الطبقة الوسطى وهمومها، والتي يدّعي البعض زوالها، وهذا ليس حقيقياً، والدليل على صحة كلامي، "أبو العروسة" الذي يحكي عن تفاصيل حياة موظف وموظفة، وحقق نجاحاً باهراً.

- لم نرَكِ في رمضان الماضي في أي عمل درامي، ما سبب هذا الغياب؟

غبت بسبب انشغالي بتصوير الجزء الثاني من "أبو العروسة"، والذي استغرق العمل عليه أوقاتاً طويلة، كذلك كنت مرتبطة بعرض مسرحية "الملك لير".

- هل حدّدتِ خطواتك المُقبلة؟

معروض عليّ حالياً أعمال عدة ما زلت في صدد قراءتها لاختيار الأفضل بينها.