عمليات التجميل عند الرجال... حاجة فطرية

هبة الشيخ 07 سبتمبر 2019

لا شك أن مرحلة الشباب من أجمل مراحل العمر، ففيها يكون جسم الرجل فتياً ونشيطاً، ويشعر بالقوة والحيوية لدى قيامه بأي عمل، لذا يصعُب عليه تقبّل فكرة أنه يتقدّم في العمر ويسير في طريقه الى الشيخوخة. وبالطبع يعتمل هذا الشعور ويزداد في داخله كلّما نظر في المرأة ورأى التجاعيد تغزو وجهه، ولذلك يلجأ أغلب الرجال الى عمليات التجميل مثل شدّ الوجه للتخلص من التجاعيد، رغبةً منهم بالحفاظ على بشرة نضرة وشابة.

وعلى الرغم من اتّهام النساء بالانجرار وراء عمليات التجميل أكثر من الرجال، تؤكد الحقائق أنهما متساويان في الإقبال عليها، خصوصاً مع اعتماد الرجال أي وسيلة تجميلية تمكّنهم من الحفاظ على مظهر شاب لأطول فترة ممكنة.


- ما أبرز عمليات التجميل التي يخضع لها الرجال؟

عمليات التجميل التي يرغب الرجال في الخضوع لها لا تقتصر على الوجه فقط، بل تشمل مناطق مختلفة في الجسم يسعون لتحسين مظهرها، فتتعزّز ثقتهم في نفوسهم، ومن أبرز هذه الجراحات التجميلية:

شدّ الوجه: تتصدّر عملية شدّ الوجه الجراحات التجميلية، نظراً لأن علامات الشيخوخة تغزو الوجه أولاً. ولذلك يفضّل الكثير من الرجال الخضوع لعمليات شدّ الوجه التي تختلف في طبيعة الحال عن تلك التي تُجرى للنساء بسبب اللحية الكثيفة التي تميّز الذكور. وقد يخضع الرجال إلى الإجراءات التجميلية المتنوعة التي من شأنها إبراز جمال الوجه، مثل حقن البوتوكس التي تعمل على إخفاء التجاعيد المرتسمة على الوجه.

وإلى العمليات التي تُجرى للوجه، تضاف جراحة تغيير الملامح، وهي تشمل الأنف، الجفون، زراعة شعر الرأس، وغيرها من التقنيات التجميلية التي من شأنها إبراز جمال الوجه.

زرع الشعر: فكرة هذا النوع من العمليات قد تبدو للوهلة الأولى غريبة وغير مُحبّذة، إلّا أن مجتمعنا الشرقي يفرض بعض المعتقدات التي ينجرُّ وراءها الجميع، ومنها أن الرجال ذوي الشعر الكث هم أكثر رجولةً وقوةً من غيرهم، لذا يلجأ الكثير من الرجال الشرقيين الى عملية زرع الشعر في بعض مناطق الجسم، وعادة ما يتطلب زرع الشعر إجراءات جراحية متعددة، حيث قد تستمر عملية زرع الشعر من 18 شهراً إلى عامين، وبالطبع يختار الرجال زراعة شعر الرأس كأولوية ومن ثم الحواجب واللحية، وأخيراً باقي مناطق الجسم.

لكن، يجب على من يرغب الخضوع لجراحة زراعة الشعر الانتباه إلى أن الشقوق أو مواقع زرع الشعر قد تكون ظاهرة للعيان، خاصة في المراحل الأولى من عملية الزرع، فإذا كان عملك أو نمط حياتك يتعارض مع فترة العلاج الطويلة، ابحث عن بدائل أخرى لهذه العملية.

نحت الجسم: لا يمكن إطلاق مفردة أخرى غير "نحت" على هذا النوع من العمليات. ويعتقد البعض أن النساء هن اللواتي يلهثن وراء أنظمة الريجيم ويتردّدن على النوادي الرياضية للحفاظ على أجسامهن رشيقةً، إلّا أن الرجال مثلهن وأكثر قليلاً. فالجميع يعلم أن الرجل يرغب في الحصول على جسم منحوت يشبه أجسام ممثلي هوليوود، خاصة عندما يتعلق الأمر بعضلات البطن الست التي تشكل أزمة للكثير من الرجال. إذاً، عمليات نحت الجسم تتيح للرجل الذي لم يستطع من خلال ممارسة الرياضة إبراز العضلات الست، تحقيق ذلك بأسلوب جراحي بحت. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من العمليات أصبح مرغوباً بكثرة في العالم العربي في الآونة الأخيرة.

تصغير حجم الثدي: غالباً ما يسبّب كبر حجم الثدي عند الرجل الكثير من الإحراج له، ويجب عدم الاستهانة بما يتركه هذا الأمر من تأثيرات نفسية سلبية ترتبط بنظرة المجتمع إليه، لذا يرغب الرجال الذين يعانون هذه المشكلة في إيجاد حل يخلّصهم منها، وهذا الحل يكمن في شفط الدهون من منطقة محدّدة في الثدي ومن ثم شدّ الجلد ليبدو أكثر انبساطاً وذكورية ويمنح الشاب مظهراً رجولياً يعيد إليه ثقته بنفسه فيواجه نظرة المجتمع ويكسرها.

تجميل العنق: كم مرةً نظرتَ إلى نفسك في المرآة وشعرت بالانزعاج من مظهر الدهون المتراكمة في الرقبة، والتي يطلق عليها "رقبة الديك الرومي"؟ بالطبع، هذه الترهّلات الدهنية تسلب الوجه جماله وجاذبيته. لذا، على الرجل الذي يعاني هذه المشكلة الخضوع لجراحة تجميل العنق، والتي تبدو بسيطة في حال كان الرجل لا يزال في ريعان الشباب، فيقتصر الأمر على شفط الدهون المتراكمة، لكن قد يحتاج الرجال الأكبر سنّاً إلى شدّ الوجه بالكامل ورفع الرقبة، وهذا الإجراء قد يشمل إزالة الجلد الزائد وشدّ العضلات على أحد جانبي الرقبة، والتي عادةً ما تكون عند الرجال أكثر سماكةً منها لدى النساء.

وقد راجت في الآونة الأخيرة عمليات تجميل العنق لما لها من أهمية في منح الفك شكلاً متناسقاً وجعل الذقن بارزة وجذّابة.

- وهل من نصائح يجب اتّباعها بعد الخضوع لعمليات التجميل؟

يجب ألاّ يغيب عن ذهنك أن عمليات التجميل مثلها مثل أي جراحة أخرى تُجرى في أي عضو من أعضاء الجسم، وبالتالي من الضروري الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة التي تستتبع الخضوع لهذا النوع من العمليات، وذلك تجنّباً للمضاعفات السلبية وبالتالي الحصول على النتائج المرجوة.

لذا، يجب أن تعمل بالإرشادات التي يزوّدك بها الطبيب المختص عقب الانتهاء من العملية، وإلاّ تعرض نفسك للخطر، ومن أبرز هذه الإرشادات:

●تأجيل حلاقة الذقن لحوالى 3 أسابيع بعد الخضوع لعمليات تجميل الوجه، والابتعاد عن مستحضرات تجميل البشرة، أو التقشير الكيميائي أو تسحيج الجلد، ذلك أن هذه الإجراءات تزيل الطبقات الخارجية من الجلد، ولا تستغرب إذا رأيت وجهك متورّماً ومحمّراً لأسابيع عدة بعد الجراحة.

● بعد الخضوع لجراحة تصغير حجم الثدي، من الضروري أن تتناول السوائل الصافية، ومن ثم تبدأ تدريجاً وخلال أيام عدة بتناول الطعام الصلب، مع الحرص على شرب الماء بكميات كبيرة، واختيار الفواكه التي تحتوي على الفيتامينات، والعصائر الغنية بالمياه.

● بشكل عام، تكون بشرة الذكور في أثناء الجراحة أكثر عرضةً لتكتّل الدم تحت الجلد، لذا يجب عدم لمس هذه التكتلات الدموية أو استخدام دواء عليها قبل استشارة الطبيب المختص.

● عدم تناول أي نوع من المكمّلات الغذائية التي تؤدي إلى انتفاخ عضلات الجسم بعد الخضوع لجراحة نحت الجسم، فهذا يُلحق الضرر بالمناطق التي عمل فيها مبضع الجرّاح، ولذا من الضروري استشارة الطبيب قبل القيام بأي خطوة مجهولة النتائج.