المؤسِّسة والمديرة الفنية لدى دار ساندرو Sandro إيفلين شيتريت: طفولتي في المغرب أثّرت في نظرتي الى الموضة وما زالت تلهمني حتى اليوم

حوار: فاديا فهد 26 أكتوبر 2019

تكمن قوّة دار ساندرو Sandro في القطع الإبداعية التي تقدّمها بأسعار مناسبة، وهي أزياء عملية تتناسب وإطلالات المرأة دائمة الأناقة. هذا ما تؤكده إيفلين شيتريت المؤسِّسة والمديرة الفنّية في الدار، في هذا الحوار العفوي معها. طفولتها في المغرب ألهمتها أناقة مختلفة أكثر حيوية وغنىً لجهة الألوان، أما باريس فقد أعطت تصاميمها نفحةً أنثوية حرّة. علاقة هذه الدار مع المرأة العربية مميّزة لا بل خاصّة جداً، وقد ترجمتها إيفلين مجموعات سنوية للعيد، بألوان دافئة ولامعة وقصّات طويلة وأنيقة.


- من دراسة القانون إلى العمل في مجال الموضة، كيف كان هذا التحوّل في حياتك؟

لقد جرى ذلك على نحوٍ عفوي وصادق. عندما كنت طالبة، عملتُ خلال عطَل نهاية الأسبوع في متاجر التوفير وفي أسواق السلع المستعملة. وأنشأتُ مجموعة من العملاء المخلصين الذين قدّروا مزيج القطع التي كنت أبيعها. كانت الدراسة في كلية الحقوق متعبة وجافّة للغاية، وأدركت أنني أريد أن أفعل شيئاً مبدعاً ومميّزاً، لذا اخترت العمل في الموضة بدلاً من القانون. قابلت زوجي وهو بعدُ على مقاعد الدراسة الجامعية، وكان بصدد تأسيس شركة أزياء خاصّة به، ووجدنا أنفسنا في النهاية نعمل معاً. أبصرتْ دار ساندرو Sandro النور عام 1984 وكبرتْ وتوسّعت وتطوّرت من خلال العمل الجادّ حتى وصلتْ الى ما هي عليه اليوم.

- ما هي الفكرة الأساسية وراء تأسيس دار ساندرو Sandro؟

لقد بُنيت الفكرة الرئيسية حول المرأة التي أحلم أن أبدو عليها، وهي امرأة دائمة الأناقة وتجيد اختيار ملابسها وأزيائها دائماً، وتفخر بما تختاره. عندما أطلقنا دار ساندرو Sandro في العام 1984، لم يكن هناك دار مماثلة لنا في فرنسا. كان هناك المصمّمون الكبار في الدور الكبرى ذات الأسعار الباهظة، ثم المتاجر الرخيصة للغاية. لم تكن هناك خيارات بينهما، لذا أردنا ملء هذه الفجوة، وتقديم قطع إبداعية بأسعار مناسبة.

- كيف تؤثر جذورك المغربية في أزيائك؟

لقد أمضيتُ طفولتي في المغرب، وتشرّبت حبّ الموضة مذ كنت طفلة صغيرة. من الرباط، حيث نشأت، أتذكر الأسواق ومتجر قميص جَدّي. كنت دائماً محاطة بالألوان والحيوية. كانت كل ملابسي منفّذة حسب الطلب تخيطها لي خالتي، التي كانت خياطة ماهرة. كانت أجمل الأوقات عندما نختار معاً الأقمشة والموادّ لفساتيني وملابسي تمهيداً لتنفيذها، وهذا ساعدني فيما بعد كثيراً في حسن اختيار الأقمشة لدار ساندرو. هذه ذكريات جميلة وقوية من طفولتي، دفعتْني في بداياتي إلى العمل في تصميم الأزياء، وما زالت تلهمني حتى اليوم.

- ما هي رؤيتك للأناقة؟

أنا أؤمن بأناقة الشخصية. إن الشخصية الأنيقة من الداخل تجيد اختيار أناقتها الخارجية من أزياء واكسسوارات ومجوهرات وغيرها.

- ماذا عن المعادلة الأنثوية - الذكورية في خطوطِك وتصاميمك؟

نستخدم في بعض الأحيان القصّات الذكورية في بعض السراويل أو السترات الواسعة. نحن في دار ساندرو نعشق البذلات، ونحاول أن نمزج بين القصّات التقليدية وتلك العصرية الحديثة.

- كيف يمكن الموضة تمكين المرأة؟

هل تعرفين ذاك الشعور عندما ترتدين بنطلون الجينز الذي يمنحك الجسم الجميل الذي تحبين أن تبدي عليه؟ أعتقد أن هنا تكمن قوة الأزياء. إنها تجعلنا، نساء ورجالاً، نشعر بالراحة والقوّة من الخارج والداخل!

- كيف يمكن أن تغيّر الموضة حياتنا؟

كثيراً ما يقول المصمّمون إن الموضة تغيّر نظرة الناس إلينا. أعتقد أن هذا ليس مهمّاً كثيراً. بالنسبة إليّ، الموضة تغيّر الطريقة التي ننظر بها الى أنفسنا، وهذا الأهمّ. الأزياء تعطينا الثقة والقوّة لإجراء مقابلة عمل صعبة، وتَحمّل يوم عمل شاق، وعقد اجتماعات طويلة ناجحة، أو مقابلة أحدهم للمرة الأولى. أنا لا أقول إن كل شيء أسهل مع فستان رائع أو بذلة جميلة، لكن ذلك يساعد بالتأكيد.

- أعرفكِ منفتحة على الأفكار الجديدة والإلهامات الأكثر تطوّراً، فهل ستقولين إن الموضة في دار ساندرو تدور حول الحمض النووي DNA للعلامة التجارية، أم هي المضي قدماً في الأفكار المتجدّدة؟

الموضة في دار ساندرو تجمَع بين الاثنين. إن القوة الحقيقية لدور الأزياء كانت ولم تزل تكمن في التكيّف مع احتياجات العملاء عبر العصور، من دون الابتعاد عن روح الدار الأصلية.

- ما هو مصدر إلهام مجموعتك الأخيرة لخريف وشتاء 2020-2019؟

لهذه المجموعة الشتوية، الكثير من التأنّق. أردتُ أن أبتعد عن الطابع الرياضي للملابس وأعود إلى الأناقة الحقيقية. وقد استلهمت مجموعتي هذه من أناقة النساء في الثمانينيات، اللواتي كنّا يتنقّلن بين باريس ودالاس، ويتنفّسن أنوثة وحرية.

- من هي المرأة التي تتأنّق بملابس ساندرو Sandro في الشرق الأوسط؟

النساء الشرق أوسطيات رائعات يسرْن باستمرار إلى الأمام، ويعرفْن كيف يلهمنَ الدور الأجنبية أناقة تشبههنّ. وهنّ يملكن ذوقاً رفيعاً وأسلوباً واثقاً في اختيار أزيائهنّ ومعرفة معمّقة بدور الأزياء وأسلوب الأناقة التي تقدّمه كلّ منها.

- كيف تقارب أزياء دار ساندرو المرأة العربية؟

أعتقد أن العلامة التجارية لا تتوجّه فقط الى النساء الباريسيات، بل أيضاً الى نساء العالم وخصوصاً العربيات منهنّ، خصوصاً النساء المهتمّات بالثقافات الأجنبية والسفر والموضة. منذ بضع سنوات ونحن نقدّم للمرأة العربية مجموعة كبسولة خاصة بالعيد، بألوان دافئة ولامعة وقصّات طويلة وأنيقة! إنها هديّتنا الخاصّة إلى المرأة العربية لمناسبة العيد.