كان ياما كان... في القدس

03 نوفمبر 2019

تزامناً مع الأحداث المتلاحقة في ما يخص الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، ومحاولة منع المصلّين من دخوله، والتصدي لهذا المنع من جانب الفلسطينيين عموماً والمقدسيين على وجه الخصوص، أصدر المركز القومي للترجمة كتاب "كان ياما كان... في القدس" للكاتبة سحر حمودة، ترجمة هند القباني، ومراجعة مصطفى رياض. الكتاب هو قصة عائلة فلسطينية عاشت في القدس قبل نكبة 1948 واحتلال الإسرائيليين الأراضي الفلسطينية. في مقدمة الكتاب؛ تكشف حمودة عن أن حكايات أمها هي التي كونت المادة الأساسية للكتاب، وإن كان هذا لم يمنعها من أن تستكمل بعض المعلومات من كتب تناولت الشأن الفلسطيني: "شارك عديدون في وضع هذا الكتاب، مثلما سكن دار الفتياني أجيال عديدة من العائلة؛ يتداخلون في القصة وفي البيت أيضاً، فالبيت هو الحكاية ذاتها في هذا المقام، كانت حكايات أمي عن بيتها في القدس العتيقة جزءاً متكاملاً من حياتي، لم تكن تقص عليَّ حكايات الأطفال ولا أي حكايات خيالية، كما أنها لا تجيد سرد الحكايات إطلاقاً، ولكن خلال طفولتي وحتى سن المراهقة، وحتى يومنا هذا في الحقيقة، كانت القصص التي تقصها عليَّ وتعاود حكايتها عن عائلتها، وعن تلك الأسوار الحجرية التي كانت تؤويهم، هي الغذاء الوحيد الذي تغذي به خيالي، وعلى الرغم من أنني محجوبة بالحدود والأسلاك الشائكة عن تلك الأرض، التي ما زالت تسكن روح أمي، فقد نشأت وكأنني أعرفها وأحبها، ذلك لأنني أراها بعينيها وأشعر بها بشغفها، قضيت ساعات طويلة في المكتبات ومحال الكتب في محاولة لجمع المادة التي أحتاج إليها، كنت أعرف جيداً أن كتابي هذا لم يكن مؤلفاً عن تاريخ فلسطين أو كتاباً سياسياً عن ضياعها، لكنه وثيقة اجتماعية لعائلة قبل نكبة 1948، عن أناس عاديين عاشوا حياة غير عادية إلى أن بددت قوى التاريخ عالمهم وأنهت وجوده دون رجعة".