ثورة لبنان: المرأة عِمادها

تحقيق: فاديا فهد 09 نوفمبر 2019

صارت المرأة الشجاعة التي ركلت الحارس الشخصي لأحد الوزراء اللبنانيين، بعدما سَحب بندقيته وهمّ بإطلاق النار على المتظاهرين في بيروت، رمزاً للثورة اللبنانية. وقد ملأت صورها مواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار المحلّية والعالمية في لفتة تكريمية لجرأتها وشجاعتها واندفاعها في الدفاع عن المدنيين العزّل. هذه المرأة ليست الشجاعة الوحيدة في هذه الثورة، فالهَتّافات في الساحات هنّ من النساء، والمتحدّثات الأجرأ والأكثر حكمة على شاشات التلفزة، هنّ أيضاً من النساء، والناشطات في الميادين والمسؤولات عن توزيع المناشير والتنسيق بين التجمّعات في المناطق المتباعدة جغرافياً، هنّ من النساء أيضاً. وفي التظاهرات والمسيرات الشعبيّة، شكّلت صفوف النساء درعاً بشريّة يفصل بين الثوار من الرجال والشيوخ والأطفال من جهة، وبين الشرطة والجيش من جهة أخرى. والواقع انّ المرأة اللبنانية لم تكن يوماً إلا في الصفوف الأماميّة في القطاعات العلميّة والتعليميّة والإنتاجيّة والإجتماعيّة والحقوقية المختلفة، في لبنان كما في بلاد الإغتراب. وقد احتلّت عن جدارة المراكز المهمّة والبارزة، رغم كلّ الإجحاف اللاحق بها في القوانين وحرمانها أبسط حقوقها المدنيّة: من توفير الحماية من العنف الأسري والزواج المبكر، الى حقّها في إعطاء الجنسيّة اللبنانيّة لأولادها من زوج أجنبيّ. هذا الإجحاف لم ولن يحول دون انتمائها الوطني وإخلاصها للبنان.

الثورة هي المرأة، والمرأة هي الثورة، بعدما أثبتت انها الرائدة في التغيير والتطوير والسير قدماً ومواكبة تطوّرات العصر في شتّى المجالات. شخصيات معروفة عدّة شاركت في هذه الثورة، نذكر منها: إليسا، وميريام فارس، ونادين نسيب نجيم، ورلى حمادة، وسيرين عبد النور، وورد الخال، وكارمن لبّس، وماغي بو غصن، وكارمن بصيبص، ودانييلا رحمة، وزينة مكّي، وكارين رزق الله، وندى أبو فرحات، وماريتا الحلاّني، وأمل حجازي، وجيسي عبده، وداليدا خليل، ومايا دياب، وريتا ورينا الشيباني، إضافة الى شخصيات مؤثّرة على السوشيال ميديا مثل كارن وازن ونور عريضة وجيسيكا قهواتي وغيرهنّ. وقد برزت المخرجة نادين لبكي كقائدة فكريّة للثوار، وطُرح اسمها مراراً وتكراراً وزيرة للثقافة في الحكومة الجديدة التي ستشكّل في مرحلة ما بعد الثورة.