سرطان العين أسبابه وطرق اكتشافه

جولي صليبا 23 نوفمبر 2019

قد يكون سرطان العين من أنواع السرطان التي لا نسمع عنها بشكل يومي. إلا أنه من السرطانات الخطيرة التي لا يمكن الاستهانة بها، خصوصاً أن العلاج الجراحي كان يقضي بضرورة استئصال عين المريض. لكن مع توافر العلاجات المتقدمة حالياً والجراحة المتطورة في بعض المستشفيات، بات بالإمكان الحفاظ على عين المريض ليتابع حياته بشكل طبيعي...


يعتبر سرطان العين من أنواع السرطانات النادرة التي تصيب الشبكية. وغالباً ما يكون هذا السرطان انتشاراً لسرطان الثدي لدى المرأة وسرطان الرئة لدى الرجل.

ثمة أنواع من سرطان العين تصيب العين مباشرة كتلك التي تصيب الأطفال وهي Retinoblastoma. أما لدى الراشدين فيظهر سرطان العين من نوع ميلانوما. وهناك أنواع أخرى من السرطان التي تؤثر في سطح العين كسرطان الجلد.

ا لعوامل المسببة لسرطان العين

يؤكد الأكباء أنه ما من تأثير للعوامل التي نتعرض لها في الحياة اليومية في معظم أنواع السرطان باستثناء الحالات التي يعمل فيها المصاب في مصنع للحديد من دون حماية للعينين، والشخص الذي ينظر إلى أشعة الشمس بشكل مباشر في وقت الكسوف.

ولا شك في أن استعمال النظّارات الشمسية العالية الجودة تحمي العينين إلى حد كبير، لكنها لا تنفي تسرب الأشعة فوق البنفسجية الى العينين في بعض الأحيان.

لذا، يستحسن دوماً أن تكون النظّارات الشمسية مقاومة للأشعة فوق البنفسجية. ولا بدّ طبعاً من الامتناع عن النظر مباشرة إلى الشمس أو إلى ما كلّ يُصدر أشعة.

من جهة أخرى، لا صحة أبداً لما يقال عن أن التحديق في شاشة الهاتف الخليوي ليلاً يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان العين.

لكن تماماً مثل سرطان الجلد، يعتبر أصحاب البشرة البيضاء وذوو العينين الملونتين أكثر عرضةً للإصابة بسرطان العين. وتُظهر الإحصاءات أن المرأة عرضة لسرطان العين بالنسبة نفسها كالرجل.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه في أنواع معينة من سرطان العين كالميلانوما، يزيد احتمال الإصابة بعد سن الخمسين.

الاكتشاف المبكر والأعراض

لا بدّ من زيارة طبيب العينين بانتظام، خصوصاً بعد بلوغ الـ 45 عاماً، لأن الطبيب قادر على اكتشاف سرطان العين أو أيّ مرض من أمراض العين في مرحلة مبكرة.

واللافت أن سرطان العين يتم اكتشافه غالباً من طريق الصدفة أثناء زيارة طبيب العينين، إذ لا أعراض واضحة له تنذر بحصوله. بالفعل، قد يلاحظ طبيب العينين وجود ورم كبير في العين فيأمر حينها بإجراء المزيد من الفحوص التي تؤكد وجود السرطان أم لا.

واللافت أن الفحوص كلّها تُجرى في عيادة الطبيب مثل الصورة الصوتية والصورة الملوّنة التي تلوّن الشرايين وتسمح بالتأكد من وجود الورم.

طرق المعالجة

لا تتم معالجة سرطان العين بالعلاج الكيميائي، وإنما بأنواع أخرى محددة مثل القطرات الخاصة لحالات معينة من أمراض العين.

وفي السابق، كانت جراحة استئصال العين هي الحل الوحيد للتخلص من سرطان العين. أما اليوم فيتوافر العلاج المتقدم الذي يسمح بالحفاظ على العين، ولم يعد من الضروري أن يخسر المريض عينه.

في الجراحة المتطورة الحديثة، يوضع نوع من الصفيحة على سطح العين أثناء الجراحة، وتُثبّت بواسطة خيوط فوقها لمدة 3 أيام إلى أسبوع. من شأن هذه الصفيحة أن تبعث أشعة إلى الورم السرطاني مما يؤدي إلى تقلّص حجمه. بعد هذه الفترة، يتم نزع الصفيحة ويُعاد الجلد إلى مكانه. ومع الوقت يتقلّص حجم الورم أكثر فأكثر بعد العملية وحتى بعد نزع الصفيحة.

لا شك في أن هذه العملية الجراحية معقّدة جداً وتتطلب فريقاً طبّياً متكاملاً من الاختصاصيين في الأشعة وفي الأورام السرطانية وفي أمراض العين... ولا بدّ أن يكون المستشفى مجهزاً بأحدث التقنيات الطبية لضمان نجاح العملية.