عن تقلا... «الستّ ليلى» التي نحبّ

فاديا فهد 11 ديسمبر 2019

في "عروس بيروت"، ممثّلة من العيار الثقيل، هي تقلا شمعون (الستّ ليلى)، تُمسك بإيقاع المسلسل بخيوط رفيعة. تحرّكه على وقع أدائها الباهر وانفعالاتها الآسرة، تماماً كما تُمسك بزمام عائلتها المؤلّفة من أربعة شبان وتدير بحكمة شؤون "آل الضاهر". بين الذكاء، والتسلّط، والقوّة، والبرود العاطفي، وآلام الماضي الدفين، تجد نفسك أمام شخصية امرأة فريدة ومقنعة في كلّ المشاهد التي تقدّمها: من صفعة ابنها الأصغر، ولؤمها في التعامل مع كنّتَيها، إلى مفاجأة اكتشاف خيانة زوجها لها بعد ظهور ابنه غير الشرعي، ومواجهتها عشيقة الزوج في عقر دارها، إلى حنانها على حفيدها الذي تربّى بعيداً عن عينيها... فتراك مشدوداً الى تلك المرأة، وتعابير وجهها الصغير وتجاعيده، كما الى أناقتها الكلاسيكية الراقية، والتي لم تهمل أصغر تفاصيلها: المشابك المجوهرة والأقراط المميّزة المنتقاة بترف. فخامة أداء تقلا، أعطت الشخصيّة وقعاً قويّاً في النفوس، وأحاطتها بهالة خاصّة الى حدّ باتت النساء تتماهى فيها: من منّا لم ترَ نفسها في ليلى، النَمِرة المستفرسة للحفاظ على وحدة عائلتها؟ من منّا لم تعرف الوحدة والانهيار؟ من منّا لم تُخفِ دمعة خلف ابتسامة؟ ليلى تمثّل المرأة الشرقية القديرة التي لا تنكسر... إنها المرآة التي نشاهد فيها قوّتنا حيناً، وعيوبنا وتطرّفنا أحياناً، فتحيّة لكِ تقلا، ألف تحيّة!


نسائم

أتناسى أنك لن تأتي، 

أول مطرة، أول لفحة برد،

ويتساقط الثلج... وتتجمّد يداي. 

وحدها شعلة الانتظار تدفّئني!

كأنك لم ترحل... ولم يمرّ الوقت

وأظلّ أنتظركَ.