الإعلامية والفنانة العمانية بثينة الرئيسي

بثينة الرئيسي, مسلسل

04 مايو 2009

بدأت الفنانة والإعلامية العمانية بثينة الرئيسي ترسيخ قدميها بثبات في عالم الدراما بعد مشاركات عدة في مجموعة من المسلسلات ساهمت في بروز إسمها لدى المشاهد الخليجي. وأصبحت مساحة مشاركاتها الدرامية في تزايد مستمرّ مع مرور الزمن، لكن رغم ذلك مازال حلم الماضي يراودها وتترصّد الفرصة المناسبة لإقتحام مجال التقديم. تفضل العمل الإعلامي كمذيعة وتنتظر الفرصة السانحة مع أن التمثيل ساهم مباشرة في فتح أبواب الشهرة لها. عن ذلك وعن أمور أخرى كان هذا اللقاء معها  في جدة أثناء تصويرها مسلسل «عوانس سيتي».

إنتقلت من عمان إلى الكويت، هل هي الرغبة في مشاركات درامية أكثر بحكم أن الكويت أكثر خصوبة من سلطنة عمان في المجال الدرامي، أم أن هناك أسباباً أخرى؟
لم تكن الرغبة في الأصل دخول مجال الدراما والتمثيل تأخذ حيزاً من القلب. فالتفكير لم يراودني أبداً بدخول مجال العمل الدرامي والمشاركة في المسلسلات بهذه السرعة. هذا القرار جاء  بالصدفة ولم تكن المسألة في البال ولا في الخاطر أو الحسبان بعد أن عرض على أحدهم في الكويت المشاركة في أحد المسلسلات، وبالتالي توالت تلك المشاركات. فأنا في الواقع ذهبت لاستكمال دراستي في الكويت. فهي السبب ولم أفكر في أي أمور أخرى قبل ذلك.

- ولكن كيف كانت البداية الإعلامية في مجال تقديم البرامج؟
تلفزيون عمان كانت منه بدايتي، وكان بيتي الأول، وقدمت برامج منوعة على الهواء مباشرة ومسجلة. وأول برنامج أعتبره الإطلالة الأولى لي على المشاهدين كان «لقاء الخميس»، وهو برنامج منوّع يستقبل «الإيميلات» والرسائل ويعرض للمشاهد الأغاني والأخبار الفنية والإجتماعية. كانت لي مشاركات متعددة في مهرجان صلالة لمدة ثلاث سنوات، قدمت فيها برنامج «الناس والخريف» الذي يتناول السياحة في سلطنة عمان أثناء فترة الخريف، وبرنامج «رذاذ» في إحدى الدورات وكان يتكلم على السياحة ولكن بصورة فنية ونتحدث عن الفنانين وحفلاتهم الغنائية. وأيضاً كنت أقدّم الفنانين على المسرح حيث قدمت فنان العرب محمد عبده. هذا اليوم لا أنساه أبداً، فكنت قلقة ولم أنم الليل لأن العديد من هواجس التفكير كانت تراودني في كيفية  تقديم فنان بحجم محمد عبده. وعلى خشبة المسرح نفسه في صلالة قدمت عبدالله الرويشد وعبد المجيد ومجموعة أخرى من كبار الفنانين في الخليج. كانت بداياتي في «ليالي خريف» صلالة في عام 2000، وبعد ذلك قدّمت عدداً من البرامج في تلفزيون الكويت وقناة «فنون» الفضائية.

- ولكن رغم هذا التاريخ في مجال الإعلام والتقديم والذي يكاد طويلاً بالمقارنة مع تاريخك الدرامي ، نجد أن المشاهد عرف بثينة الرئيسي من المسلسلات الدرامية وليس التقديم، فما تعليقك على ذلك؟
هذا صحيح، وهذا الأمر يحزنني فعلاً لأن حبي لمجال التقديم يفوق مجال الدراما، ولكن أردّد وأقول «الخيرة في ما اختاره الله» لأن إنتشار الدراما يفوق مجالات العمل خلف المايكرفون. لا أنكر أن الناس عرفوني أكثر في الدراما، ولكن العمل كمذيعة رغبة لا تزال باقية ولن تمحوها من القلب والوجدان أي نجاحات أخرى.

-ولكن ما هي الإطلالة التي عرفك من خلالها الجمهور؟
الجمهور عرفني من خلال مسلسل «بسمة ألم» إنتاج «سكوب سنتر»  لفجر السعيد، وقد عرض على كثير من القنوات ولا يزال يعرض وكان لي دور البطولة وأثبت وجودي والحمد لله.  كان هناك  نخبة من الفنانين أضافوا إلى العمل الكثير. وأيضاً شاركت في مجموعة من الأعمال الدرامية ساهمت هي الأخرى في تثبيت اسمي لدى الجمهور ومنها مسلسلات « آه يا زمن» و«الإمبراطورة» و«البارونات» وغيرها.

- إذا يمكن القول انك نجحت في الدراما وفشلت كمذيعة؟
بالعكس لم أفشل كمذيعة، وقدمت برامج تركت بصمة عند الناس، ولكن الإنتشار الأكبر كان من بوابة الدراما. أنا في داخلي مذيعة مازالت في إنتظار الفرصة المناسبة، وأتمنى أن أجد البرنامج القوي الذي يثبت وجودي في مجال التقديم. بعد ذلك أقول للدراما «مع  السلامة»، لكن الآن لا أستطيع أن أترك الدراما ولم أجد الفرصة المنتظرة في التلفزيون كمذيعة لتقديم البرنامج المناسب.

- رغم التطور في عالم الاتصالات والفضائيات ما زالت الدراما العمانية تعيش حالة من التقوقع داخل إطارها الأقليمي، فما السبب؟
عدم وجود الدعم من الجهات ذات الصلة بهذا الموضوع ساهم في قلّة الأعمال الدرامية العمانية، لهذا السبب المشاهد في الخليج تحديداً يشعر بأن الدراما في عمان  تعيش في إنعزالية عن الآخرين بالمقارنة مع عدد من دول الخليج التي حقّقت إنتشاراً واسعاً ونجاحاً كبيراً في هذا المجال.

- لماذا لا يوجد الدعم الذي ينشّط الحركة الفنية في عمان؟
هذا السؤال يوجّه إلى المسؤولين فهم أدرى بالسبب.- تميّز عدد من الفنانين العمانيين في مشاركاتهم في الأعمال السعودية أو الكويتية مثل فخرية خميس وإبراهيم الزدجالي، فلماذا لم تستثمر سلطنة عمان نجاح فنانيها من خلال وجود عمل درامي عماني يكون حديث الناس؟
نتمنى أن يتحقق ذلك في الوقت المناسب، لأننا بالفعل  في حاجة إلى أن نظهر فن الدراما العمانية للآخرين، وبالتالي الفنان العماني يحقق وجوده من خلال هذه الأعمال بدلاً من الإجتهادات الشخصية من بعض الفنانين ورحيلهم  المستمرّ وتنقلاتهم الدائمة لمشاركات خارج السلطنة. كوني عمانية يفترض أن أشارك في كل الأعمال الدرامية العمانية سواء كانت جيدة أوعادية، لكن أين هي؟
الفنانون والفنانات  في عمان موجودون، لكن الدراما غير موجودة، وأتمنى أن أرى الدراما العمانية تثبت وجودها، وإذا حدث ذلك لا أعتقد أن الفنان العماني سوف يبحث عن المشاركات الخارجية.

- أنت حالياً في جدة للمشاركة في مسلسل «عوانس سيتي»، فماذا تخبرينا عن هذا العمل ؟
المسلسل هو تجربتي الأولى مع الكوميديا، وهو عمل مميز بوجود المخرج سالم الكردي، وبوجود فنانين كبار مثل الفنانة فخرية خميس وسعاد علي، ونجوم السعودية كلهم. ويكفي أن العمل سيعرض على «إم.بي.سي» وأنه من إنتاج «الصدف». من المؤكد أنه سيكون بصمة في مشواري الفني، وأنا سعيدة جداً بالمشاركة فيه. العمل يتكون من 30 حلقة ويناقش مشاكل العوانس وحالتهن النفسية وكيفية التعامل مع هذه الحالات.

- وماذا عن دورك في «عوانس سيتي»؟
دور الزوجة الشريرة الخبيثة التي تفتعل المشاكل. رغم أن المسلسل كوميدي، لكن دوري تحديداً بعيد عن الكوميديا ويغلب عليه طابع الشر.

- مارأيك في الدراما السعودية والكويتية؟
الدراما الكويتية رائعة في حركتها وإنتشارها في الخليج، وكذلك الدراما السعودية مميزة جداً جداً لأن المنتج السعودي دقيق في إختياراته للنص والممثلين والمخرجين. أنا أتشرف أن أكون جزءاً من الدراما السعودية وهناك الكثيرمن الأعمال المميزة التي قدمتها الدراما السعودية مثل «أسوار» وأفلام «الساكنات في قلوبنا». شاركت في حلقتين من «الساكنات في قلوبنا» في البحرين مع الفنان السعودي خالد سامي الذي يؤدي دور الأب وطيف الأم، والأفلام بشكل عام تتكلم على المرأة وفيها جرأة مطعّمة بالواقع، وهي قصص جميلة بالفعل.

- هل جمالك كان جواز السفر في مجال التمثيل؟
الجمال يلعب دوراً أحياناً ولكن ليس دائماً، وفي بعض الأوقات تكون الممثلة عادية لكن تفرض نفسها بتمثيلها وأدائها. وأنا فرضت نفسي بالأداء والتمثيل وقد أقدّم دوراً من غير ماكياج. الفنان الحقيقي يقنع المشاهد حسب الدور ومتطلباته.

 - ما رأيك في اتجاه بعض الفنانات إلى عمليات التجميل؟
من الممكن أن تخضع المرأة لعمليات التجميل إذا كانت في حاجة إليها، ولكن للأسف أرى عدداً كبيراً من الفنانات يخضعن لهذه العمليات رغم تمتعهن بمقدار كبير من الجمال. نصحت الكثيرات منهن، ولكن للأسف اتجهن إليها وشعرن بالندم بعدما وجدن أن جمالهن في السابق كان أفضل.

- هل أنت مقتنعة بجمالك بالفعل وعمليات التجميل بعيدة عن قائمة تفكيرك؟
حالياً أكيد لا أفكر في أي عمليات تجميل، لكن بعد فترة وإن شاء الله تكون طويلة قد أحتاج إليها لبعض التعديلات البسيطة التي قد تطرأ بسبب عوامل تقدم السنّ، مثل ظهور التجاعيد.

- هل وجدت الدعم من الأهل أم واجهتك بعض الصعوبات معهم في بداياتك الفنية أو الإعلامية؟
بالنسبة إلى عملي كمذيعة وجدت الدعم من الأهل وتحديداً  أمي التي ساندتني كثيراً.  لكن حين توجهت إلى الأعمال الدرامية كان هناك تحفظ من الأهل. الحمدلله إستطعت إقناعهم وأحبوني على الشاشة في الأعمال الدرامية.

- هل ثمّة سلبيات لديك  في شخصيتك تجدين الرغبة في تغييرها ؟ 
لا أحب المزاجية في حياتي الشخصية وليس في العمل، وأيضاً طيبتي التي أعتبرها من أكبر سلبياتي.