المخرج محمد سامي: ياسمين صبري "ضعيفة" ومسلسلات هيفاء فاشلةّ!

القاهرة – محمود الرفاعي 30 يناير 2020
لا يغلف كلامه بهالة من الديبلوماسية الفنية، وإنما يتكلم بكل صراحة، حتى وإن أغضبت صراحته هذه الكثيرين منه. في حوارنا معه، يفتح المخرج الشهير محمد سامي النار على كثيرين، ويتحدث عن هيفاء وهبي وغادة عبدالرازق وياسمين صبري ونسرين أمين، كما يكشف عن دور زوجته مي عمر في نجاحه، وفضل تامر حسني عليه، ورأيه في محمد رمضان.


- ما هي معادلة محمد سامي الإخراجية في إنجاح أعماله الدرامية؟

من الصعب أن أكشف لك عن تفاصيل معادلتي الإخراجية التي تميّزني عن زملائي المخرجين، وكل ما يمكنني قوله إن هناك فوارق كثيرة بين الإخراج التلفزيوني والسينمائي، فلكل منهما معادلته الخاصة، لكن هناك أربعة شروط لا بد من تتوافر في الاثنين، أولاً شكل المنتَج، ثانياً الميزانية المخصصة له، ثالثاً مكان عرضه، رابعاً كيفية تسويقه، فهذه هي المعادلة التي أسير عليها في غالبية أعمالي الفنية، وقد توليت إخراج خمسة مسلسلات درامية، ولم يفشل بينها إلا مسلسل واحد، وأتمنى أن يحافظ مسلسلي المقبل "البرنس" مع الفنان محمد رمضان على مستوى النجاح الذي حققته في المسلسلات الماضية، خاصة "الأسطورة" الذي تشاركنا في تقديمه، علماً أنني أرفض بشدة تصريحات بعض المخرجين الذين سقطت أعمالهم ولم تحقق أي ربح مادي، ويفتخرون معلّلين فشلهم بأنهم قدموا أشكالاً إخراجية جديدة.

- أفلام المخرج داوود عبدالسيد لم تحقق أي إيرادات، فهل هو مخرج فاشل في رأيك؟

لا أحب تقييم أي شخص، وأنا أصغر من أن أصرح بأنني من محبّي أو كارهي أعمال المخرج الكبير داوود عبدالسيد، وبالتالي لا أحبّذ فكرة هدم الرموز الكبار من الفنانين، وأعمل فقط لنفسي ولفني، لكن إذا سألتني عن أفضل وأحبّ الأفلام المصرية والعربية الى قلبي، فربما لن تجد في قائمة إجابتي أي عمل فني للمخرج داوود عبدالسيد.

- كيف تميّز بين أعمالك الناجحة وتلك الفاشلة؟

خلال مسيرتي الفنية، قدّمت في الدراما التلفزيونية ستة مسلسلات، وبناءً على آراء النقاد، استنتجت أن هناك خمسة منها فرضت نفسها على الناس في الشارع، وهي: "آدم" مع تامر حسني، "الأسطورة" مع محمد رمضان، "مع سبق الإصرار" و"حكاية حياة" مع الفنانة غادة عبدالرازق، وأخيراً "ولد الغلابة" مع الفنان أحمد السقا. والعمل الوحيد الذي لم يتناغم مع نبض الشارع في مصر والوطن العربي هو مسلسل "كلام على ورق" للفنانة هيفاء وهبي، والذي أُقرّ وأعترف بأنه فشل فشلاً ذريعاً، ولم يشاهده إلا عدد قليل من الجمهور.

- يردّد البعض أن أعمالك نجحت لأنها تعتمد على البطولة المطلقة؟

أبداً، فما من مسلسل درامي ينجح بالاعتماد على بطل مطلق. ربما يحدث هذا في الدراما السينمائية، بحيث يذهب كل فرد من الجمهور إلى السينما من أجل مشاهدة نجمه المفضل، حتى وإن كان العمل سيئاً، لكن حين يكتشف الجمهور ذلك، يكون الفيلم قد جمع ملايين الجنيهات. أما الدراما التلفزيونية فلم تقُم يوماً على النجم الأوحد. وإذا أجرينا دراسة حول أهم عمل درامي في تاريخ أميركا، سنجد أنه مسلسل "Friends" الذي قامت ببطولته مجموعة من الشباب لم يبقَ مشتهراً منهم حتى الآن إلا جنيفر أنيستون، وذلك بسبب زواجها من براد بيت وليس بسبب أدائها التمثيلي.

- لكن البعض يرى أن مسلسل "مع سبق الإصرار" لم ينجح لأنه قُدّم بشكل مبالغ فيه؟

موافقتي على إخراج مسلسل "مع سبق الإصرار" كانت بدافع التحدي لانتشال غادة عبدالرازق بعد فشل مسلسلها "سمارة"، إثر النجاح الباهر الذي حققته في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة"، فكان شرطي الأول لها هو عدم تقديم مسلسل دراما شعبية. وخلال العمل على المسلسل، كانت المسلسلات التركية تستحوذ على عقول السيدات المصريات، وتجذبهن فيها "المساحات الواسعة" و"المناظر الخلابة"، وهما العاملان الرئيسان في نجاح الدراما التركية، فحرصت على توفير هذين العاملين في المسلسل، لكن هناك من يشكك في حقيقة هذه المناظر والفيلات الفخمة، وينفي أن يكون المسلسل قد صوّر في مصر، وأؤكد لهم أن هذه المناظر والفيلات موجودة فعلاً في مصر، فأنا أعيش في فيلا أجمل بكثير من التي صوّرنا فيها المسلسل. كما أن كل مشاهد يرى العمل من منظوره الخاص ومستواه المادي، لكن أين الغرابة في مسلسل يسلّط الضوء على واقع محامية تكسب 20 مليون جنيه في القضية الواحدة، وتمتلك حوالى 600 مليون جنيه، وتعيش في فيلا فخمة؟ حتى في الدول الفقيرة مثل الصومال هناك ثراء فاحش، ويكفي أن مسلسل "مع سبق الإصرار" أسّس لنقلة جديدة في الدراما العربية.

- هل كانت هيفاء وهبي السبب الرئيس في فشل "كلام على ورق"؟

لن أحمّل هيفاء وهبي مسؤولية فشل "كلام على ورق"، لكن هل حققت هيفاء نجاحاً في أي عمل درامي قدّمته بعد هذا المسلسل؟ بالتأكيد لا، فهيفاء فنانة موهوبة وملتزمة دوماً في التصوير، لكن مشكلة هيفاء أنها نجمة في عالم الغناء واقتحمت الدراما فجأةً. البعض حاول وقتذاك أن ينسب فشل المسلسل إليّ بسبب كادر التصوير المقلوب والمعدّل، وبسبب ما حصل في ذلك المسلسل، قررت أن أجلس في بيتي لمدة عام، وتحدّيت الجميع بأن عملي الجديد سيُحدث انقلاباً في الدراما، وهو ما حدث فعلاً، إذ قدمت في عام 2016 مسلسل "الأسطورة" بالتعاون مع محمد رمضان.

- لماذا نجح محمد رمضان في "الأسطورة" وفشل في "نسر الصعيد" و"زلزال"؟

لا يمكننا إصدار حكم نهائي بفشل مسلسلَي "نسر الصعيد" و"زلزال"، فربما يكون الفشل الذريع لمحمد رمضان هو النجاح المدوّي لنجوم آخرين، وأي عمل فاشل لمحمد رمضان يكون قد شاهده ما يقرب من 40 مليون شخص... كما لا أستطيع أن ألوم رمضان على هذين العملين، لأنه كان يؤدي الخدمة العسكرية بالتزامن مع تصويرهما، وبالتأكيد كان يبذل جهداً مضاعفاً ويعاني إرهاقاً واستُنفدت طاقته، لكن بعدما خفّت عنه الضغوط واستعاد نشاطه، قدّم مسلسلَي "ابن حلال" و"الأسطورة"، وحققا نجاحاً منقطع النظير، علماً أن رمضان فنان موهوب ويجيد اختيار أعماله.

- يؤكد البعض أن محمد رمضان هو سبب انتشار "البلطجة" في الشارع المصري، فما تعليقك؟

لا علاقة لمحمد رمضان بما يحدث في المجتمع المصري، فهو لم يخترع المطواة ولا أول من استخدمها أو خلع ملابسه في الشارع. نحن دائماً نحمّل الفن مسؤوليات ليست من اختصاصه، فما يدور في الشارع تتحمّل مسؤوليته وزارة التربية والتعليم، ولا يجوز بعد اليوم أن نعلّق مشاكلنا على شمّاعة الفن.

- حدّثنا عن مسلسلك الجديد "البرنس" الذي سيجمعك بمحمد رمضان؟

مسلسل "الأسطورة" من تأليفي، ومنذ سنوات انتهيت من كتابته، وهو يعد تعاوني الوحيد مع محمد رمضان في الدراما التلفزيونية، وقد استمددت فكرته من مقالات بريد الجمعة التي كان ينشرها الراحل عبدالوهاب مطاوع في جريدة "الأهرام"، في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته، والتي كانت تتمحور على المشاكل الأسرية، وتدور فكرة المسلسل الرئيسة حول صراع الأشقاء، وإمكانية التعايش مع بعضهم البعض، ويؤدي رمضان في العمل شخصية "رضوان البرنس"، و"البرنس" ليس لقباً، إنما هو جزء من اسمه الذي يحمله في العمل.

- هل سيظهر محمد رمضان في العمل بدور "البلطجي"؟

لن يقدّم محمد رمضان في المسلسل أي مشاهد بلطجة كأن يستخدم المطواة أو يظهر بدون قميص... بل سيؤدي فيه دور يتيم فقد والدته، وله أشقاء لكنهم ليسوا جميعاً من أم واحدة، وفي سياق الأحداث يقرر رمضان الانتقام، لكنه انتقام مختلف تماماً عمّا شاهدناه في أعماله الدرامية السابقة. وأكتفي بهذا القدر من الكلام حتى لا أحرق عنصر المفاجأة في العمل، لكن أؤكد للمشاهدين أنهم سيرون محمد رمضان بحلّة جديدة في هذا المسلسل، الذي سيُحدث نقلة نوعية في مسيرته الفنية.

- هل يمكن أن تُخرج للمرة الثانية عملاً تقوم ببطولته الفنانة ياسمين صبري؟

يستحيل أن أعمل ثانيةً مع شخص أخطأ في حقي، كما أنني لم أكن أرغب في التعاون مع ياسمين صبري في مسلسل "الأسطورة"، فأول لقاء عمل جمعني بها كان حين التحضير لهذا المسلسل، وكشفت لي أنها تلقت عرضاً لمسلسلين، هما "الأسطورة" و"غراند أوتيل"، لكنها حائرة بينهما، فنصحتها باختيار "غراند أوتيل" لأنها لا تزال في بداية مشوارها الفني، وتحتاج لأن يشاهدها الجمهور طوال 30 حلقة، وهذا بخلاف "الأسطورة" الذي تظهر في الحلقتين الأوليين ثم تغيب لتطلّ على المشاهدين في الحلقة 21، لكنها صمّمت على "الأسطورة"، طمعاً بشعبية محمد رمضان الجارفة. فبعيداً من أي خلافات، طلبت خلال تصوير مسلسل "الأسطورة" أن تترك ياسمين العمل، لأنها تفتقر الى اللباقة في الحديث.

- وماذا عن نسرين أمين؟

سبب خلافي مع نسرين أمين أنها تقارن نفسها بزوجتي، وخصوصاً بعد مشاركتهما في مسلسل "الأسطورة"، وهي تردّد دائماً أنني ظلمتها وحذفت معظم مشاهدها، وقد نفى ذلك بطل العمل محمد رمضان مؤكداً أن أيّاً من مشاهدها لم يُحذف. عموماً، لو أردنا أن نصنّف أداء نسرين في الدراما، نجد أنه لم يرقَ أبداً الى مستوى البطولة، فقد مرت ثلاث سنوات على عرض "الأسطورة"، ولا تزال نسرين في رأيي كومبارس، وترضى بالأدوار الخامسة والسادسة في المسلسلات، فالله خلق كل إنسان بمستوى معين من الإدراك، وعلينا أن نتقبّل نسرين أمين كما هي.

- وغادة عبدالرازق؟

لا يمكن أن أعمل ثانيةً مع غادة عبدالرازق حتى وإن عرضت عليَّ الملايين، أو نال الفيلم جائزة الأوسكار. ما فعلته غادة معي خارج عن المألوف، فهي استأجرت "بلطجية" تهجّموا على منزلي واعتدوا عليّ بالضرب وأصابوا عائلتي بالذعر، وأهانوا كرامتي عبر وسائل الإعلام.

- لكنك تفرض زوجتك في أعمالك!

أبداً، فأنا لم أتعاون مع زوجتي إلا في أربعة أعمال فنية، كما أن نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي هو من رشّحها للمشاركة في مسلسل "الأسطورة"، بعدما لفته أداؤها في عرض مسرحي بعنوان "بابا جاب موز"، فاقترح عليَّ ضرورة تقديمها في عمل درامي.

- ولماذا برزت موهبتها أخيراً؟

لزوجتي مي فضل كبير عليّ، فقد عطّلتْ مشاريعها الفنية من أجل أن تدعمني وأقف على قدميَّ وأخطّ اسمي بين أسماء المخرجين الموجودين في الساحة الفنية، فمن حقها عليَّ أن أساندها وإن بكلمة حلوة.

- يُقال إنك أقحمت شقيقتك ريم في الدراما، فهل هذا صحيح؟

هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فحين علمت أن ريم ستشارك في مسلسل "ولد الغلابة" لأحمد السقا، افتعلتُ مشكلة مع العائلة وتشاجرت معهم، لكن بعدما رأيت أداءها في المسلسل تأكّدت من أنها فنانة موهوبة، واستطاعت أن تثبت بجدارة قدراتها التمثيلية، وظهر هذا واضحاً في ردود الفعل، حيث استمرت في تصدّر "التريند" حتى بعد وفاتها ضمن أحداث المسلسل.

- ما رأيك بأكرم حسني؟

أقدّم حالياً عملاً مع أكرم حسني ووائل عبدالله بعنوان "العميل صفر"، وأرى أن أكرم هو "كوميديان" مصر القادم، فهو فنان ذكي، خفيف الظل ومحترم، ومقتنع بأن فيلمه الأول سيحقق النجاح ويسطع نجمه من خلاله.

- ما مصير فيلمك "الأوضة الضلمة الصغيرة" الذي كان سيقوم ببطولته أكرم حسني؟

صوّرنا الفيلم لمدة أسبوعين، ثم أعلن المنتج وليد منصور توقفه عن العمل لعدم امتلاكه المال الكافي، فقررت أنا وبطل العمل أكرم حسني الاعتذار عن الاستمرار في العمل.

- وماذا عن تعاونك مع تامر حسني؟

حين توقّع عقد عمل مع تامر حسني يضع أمامك مليوني دولار، فهو "أغلى فنان ووش السعد عليَّ"، ولا يمكن أن أنسى فضله عليّ أو حتى أرفض له طلباً.

- بعد نجاح مسلسل "ممالك النار"، هل يمكن أن نراك في عمل تاريخي؟

ولمَ لا؟! لكن هذا ليس سهلاً، فتكلفة إنتاج أي عمل تاريخي كبيرة، ويستغرق تصويره عاماً، خصوصاً في ما يتعلق بركوب الخيل، فنستعين بالشركس، ويطلبون أجراً عالياً لقاء القيام بالدور.