بالفيديو - تعرفوا إلى أول مدربة ميكانيكا سيارات: هكذا كسرت القيود

29 يناير 2020


لم يكن ما فعلته الفتاة الصغيرة عندما تركت التعليم العام باختيارها والتحقت بالتعليم الفني؛ مألوفاً في مصر خاصة عند الفتيات، وهو ما جعل والديها يعارضانها بشدة، إلا أن إصرارها على خوض التجربة جعلها يخضعان لرغبتها، لتحقق دنيا أشرف حلمها وتصبح أول فتاة تعمل بميكانيكا السيارتـ بل وتتفوق على الرجال في مهنتهم وتصبح أول متدربة لميكانيكا السيارات في مصر.

وخلال استضافتها في برنامج "صباح الورد"، الذي يقدمه الإعلامي سيد علي ويذاع على قناة Ten الفضائية، قالت دنيا أشرف، مدربة ميكانيكا السيارات، إنها بعد حصولها على الشهادة الإعدادية تيقنت أنها تريد الاستمرار في التعليم الفني، وهذا لإيمانها القوي بأنه واحد من أهم الجهات التعليمية التي تنهض بها الشعوب وتقدم الدول، وأنها كسرت كل القيود والأعراف التقليدية في ضرورة التحاق الفتاة بالتعليم الثانوي العام، بالرغم من أن مجموعها كان يسمح لها بدخول ثانوي عام، وأصرت على أن تلتحق بمدرسة فنية.

وتابعت: "التحقت بقسم السيارات في المعهد الفني، لم يكن في خاطري إطلاقاً، ولعبت الصدفة دوراً في ذلك، كل ما في الأمر أنني كنت متفوقة خلال دراستي، حتى حصلت على شهادة "الثانوي الصناعي" قسم ملابس، بتفوق، وبعد ذلك قدمت أوراقي الدراسية لمعهد التكنولوجيا للانضمام لشعبة الكمبيوتر، لكن لم أستطع الالتحاق به لاكتمال العدد بهذا القسم، ولم أجد أمامي سوى قسم السيارات، الذي تفوقت فيه دراسياً بالمجالين النظري والعملي، من يومها قررت أن أخوض هذه التجربة دون خوف أو تردد".

واستطردت: "كان لديَّ شعور مختلف، لا يمكن وصفه، لكن الذي كان واضحاً أمامي هو تحقيق ذاتي وإثبات قدرتي للجميع على أنني أستطيع النجاح في هذا المجال، فأنا أتذكر يومها جيداً أنني خلعت الملابس التقليدية للفتاة المصرية وارتديت "عفريتة الشغل"، فور وصولي لمركز الصيانة الذي بدأت العمل به".

وقالت: "لقبني صاحب العمل بـ"الأسطى دنيا"، وهذا لم يزعجني على الإطلاق، بل على العكس، جعلني أنخرط سريعاً في المهنة، ويوماً وراء الآخر مارست عملية الصيانة، حتى أصبحت قادرة بمفردي على التصدي لجميع الأعطال بسهولة ويسر، بل وصل الأمر إلى تدريسها لطلاب الأكاديمية البحرية في الإسكندرية".



وأضافت: "حصلت على منحة بالأكاديمية البحرية بالإسكندرية لفترة ليست طويلة، تعرفت خلالها على عميد الهندسة، الذي أعجبته قدراتي الفنية، وقرر فتح المجال أمامي بشكل أكبر، وجعلني أدرب الطلاب بقسم السيارات حتى أرفع من قدراتهم، فوصولي لهذه الوظيفة الأكاديمية يثبت لي وللجميع أنني نجحت في اقتحام مجال كان حكراً فقط على الرجال، والأيام المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً بالنسبة إلى الفتيات المصريات في هذا الشأن".

وتؤكد دنيا أنها بالرغم من تعرضها للكثير من الانتقادات، وكان البعض يحاول إبعادها عن هذا المجال بحجة أنها غير قادرة، قائلين لها: "الشغلانة دي عايزة راجل.. المهنة دي هتوقف حالك في الجواز.. الناس هتقولك يا بلية وهيبقى شكلك وحش"، إلا أنها سدت أذنيها وركزت فقط في طرق وآليات النجاح، وكيفية السير خلف المشجعين المساندين، والابتعاد عن المحبطين الهدامين، وبالفعل في نهاية المطاف وضعت قدمين ثابتتين على أول طريق الحلم".