أحمد ومنار قصة حب تحدت الشمس

القاهرة (لها) 15 فبراير 2020

لم يقف التنمر الذي تعرض له المهندس أحمد عائقاً لأن تنمو بينه وبين الدكتورة منار قصة حب تحديا بها الشمس، ونظرات الناس لهما ليصبح التفاهم والود يغلفهما المودة والرحمة، خلطة تشم رائحتها وتستشعر بها في منزلهما، بعدما دأب الثنائي على خلطها معاً منذ اللقاء الأول الذي مر عليه أربعة أعوام، ليواجها مصاعب الحياة وقصة حبهما الاستثنائية، أولها التنمر الذي يتعرض له الزوج بسبب بشرته شديدة البياض في قارة يسود على ساكنيها البشرة السمراء.

في عام 2016 رتب القدر اللقاء الأول بينهما، استعدت منار علاء صاحبة الـ 32 عامًا، والتي تعمل مدرساً مساعداً للأشعة في قصر العيني، لملاقاة الشاب الذي كثرت حوله الأحاديث في الآونة الأخيرة من زوجة أخيها، قالت: "كان تعارفنا تقليدياً وزواجنا بنظام الصالونات، لكن حياتنا مختلفة"، جاءت اللحظة والتقت منار بشاب رأته استثنائياً في كل شيء بدايًة من لون البشرة وحتى طريقة التفكير.

سُحرت منار بعقل المهندس أحمد وطريقة تفكيره وطموحه ورؤيته للحياة، واضعة عداءه للشمس جانبًا وشعره الأبيض وهو في ريعان الشباب وبشرته البيضاء كالثلج، فتقول في تصريحات صحافية: "أكتر حاجة شدتني لأحمد من أول مرة كانت طريقة تفكيره ونظرته للمستقبل وأنه شخص لا يقبل بغير النجاح، ولم أنظر لأي أمر آخر".


كان الأمر عينه بالنسبة لأحمد عبد الرحمن، مهندس الكهرباء في مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية، حيث وجد فيها طريقه الذي أراد دومًا أن يسلكه، فيقول: "لقيت في منار الإنسانة التي يمكن أن تشاركني حياتي وننجح معاً فيها، فأنا كنت أبحث عن زوجة طموحها شبيه لطموحي في الحصول على الدكتوراة وشخصية متفتحة"، من هنا بدأ الثنائي أن يستعدا لحياة مليئة بالمغامرات والمصاعب، تم الزواج منذ ثلاث سنوات، كانت فيها أيام حلوة وأيام ذاقا فيه طعم العثرات: "غير مسموح بالزعل أو الخلافات لأن تستمر بيننا أكثر مدة استمر فيها الخلاف كان 24 ساعة".

ثلاث سنوات رأيا فيها من العثرات المادية كحال باقي المبتدئين في الحياة الزوجية، وإجهاض مرتين، ومتاعب لاحقت بدراسة الزوجة، فتشير "منار" قائلة: "هو نعم الزوج والسند، دائمًا في ضهري في أي خطوة تدفعني للأمام، أجهضت في عام واحد مرتين، كان دائمًا يصلني إحساسه بأني أهم شخص لديه ولن يأتي أحد غيري في قلبه حتى أطفالنا، وكذلك عندما رسبت في الدكتوراة مرتين، كان هو الداعم الأول الذي لم يشعرني أني خسرت أي شيء".

لم يسمح "أحمد" لعداء الشمس أن يعكر صفو حياته واستمتاعه بكل لحظة مع "منار": " بنخرج في وضح النهار عادي وبنمارس رياضات سوا، وكل فترة بندخل أنشطة جديدة نمارسها مع بعض كنوع من التجديد".