منذ النعومة

فاديا فهد 26 فبراير 2020

يبدأ التمييز منذ النعومة: في العائلة الواحدة، يحقّ للصبيّ ما لا يحقّ للفتاة. يتملّص الصبيّ، منذ سنواته الأولى، من مسؤولياته الصغيرة من دروسٍ وفروضٍ، وترتيبٍ للغرفة والخزانة، ولملمة الألعاب بعد الانتهاء منها. وتعاونُه الأمّ في إنجاز المهمّات المفترض أن يقوم بها بنفسه، كلّ ذلك بمباركة أبويّة دائمة. في وقت يُطلب من الفتاة أن تكون الطفلة المثالية في كلّ شيء، فترتّب غرفتها وتساعد في الأعمال المنزلية، وفي المطبخ، وتخدم أخاها، وتقوم بالمهمّات الموكلة إليه، وتساعده في إنجاز فروضه إلخ. وعندما يكبُران، يحقّ للشابّ الخروج مع الأصدقاء والتسكّع حتى وقت متأخر، أما الشابّة فلها جلسات الصديقات البيتية تحت إشراف الأم. ويجد الشابّ نفسه محاطاً بكل اهتمام والديه، ويقدَّم له الإرث وإدارة الشركات والأموال العائلية على طبق من فضّة، لا عن جدارة واستحقاق. وتُبعَد الفتاة عن القرارات العائلية الكبرى، وكأنّها لا تنتمي الى العائلة. مسار موجع لا يزال الأهل يسلكونه في منطقتنا، حتى المثقفون والمتنوّرون منهم. كأنه بات تقليداً أو قيداً لا يمكننا أن نكسره. التغيير في اتجاه المساواة يبدأ منّا، من تربيتنا لأولادنا، وتعاملنا اليوميّ معهم. ولنعلم أن مجتمعاتنا لن تستوي إلا بالنظر الى الأنثى والذكر نظرةً فيها من العدل ما يكفي لانطلاقة سليمة.   

نسائم

أنادي على الحبّ

على الأمل يظلّلنا 

على الربيع يلوّن حياتنا.

أشرّع نافذة على حقل مزهر

على نهر يترقرق وعصفور يزقزق،

وأنتظر أن ينتهي الشتاء.