حسن عسيري: عودة طاش ما طاش

حسن عسيري, فايز المالكي, عامر الحمود

14 يوليو 2009

إستطاع الفنان والمنتج حسن عسيري أن يكون العلامة الأكثر تميزاً في الفن الدرامي، ليس على النطاق السعودي والخليجي فحسب، بل يمكن التأكيد أن إسمه بات يتردّد على نطاق واسع في مختلف الدول العربية، بعد أن وضع «لبنة» التغيير في شكل الدراما بمختلف تفرعاتها واتجاهاتها. خرج العسيري من قوالب العمل الدرامي النمطية المتداولة والمستهلكة بصورتها القديمة المعروفة عنها إلى نبرة من التجديد المستمر في الأعمال الدرامية، ونجح في تقديم قصص من واقع المجتمع بطرح جريء غير مسبوق، الأمر الذي جعل «جدلية» النقد يرتفع صوتها بعد كل عمل درامي يقدمه كممثل أو منتج. عن ذلك وعن أمور اخرى كان لـ «لها» هذا اللقاء مع حسن عسيري الذي كشف بجرأته المعهودة الكثير من «الملابسات» التي دائماً تدور حوله.

- فريق مسلسل «طاش ما طاش» عاد مؤخراً إلى الحديث عن تصوير الجزء السادس عشر من هذا العمل، كيف ترى هذه العودة بعد الغياب في رمضان الماضي؟
بصراحة الجميع إفتقدوا في رمضان الماضي مسلسل «طاش ما طاش» رغم نجاح «كلنا عيال قرية». ذلك أن «طاش ما طاش» هو العمل الذي تعوّدنا عليه في كل رمضان  منذ 15 عاماً، وليس من السهولة أن نفتقده بصورة مفاجئة. وبالفعل نتمنى العودة لفريق «طا» في رمضان المقبل إن شاء الله تعالى.-

-  ألا تجبركم عودة «طاش» على بعثرة أوراقكم وتغيير حساباتكم في مسلسل «بيني وبينك 3»؟
التغيير والتجديد في «بيني وبينك» الجزء الثالث أمر وارد وأكيد بوجود «طاش» أو عدم وجوده. في كل جزء من «بيني وبينك» نسعى لتقديم الجديد وفي كل جزء نعمد إلى التميز، فمثلما حدث التجديد والتغيير بين الجزءين الأول والثاني، فمن المؤكد أن المشاهد سيلمس في الجزء الثالث حلقات متجدّدة ومختلفة عن الحلقات السابقة. نحن يعنينا نجاح «بيني وبينك» وإستمرار ترسيخ حضوره لدى المشاهد مثلما نتمنى أيضاً النجاح لـ «طاش». ووجود «بيني وبينك» و«طاش» يزيد من أجواء المنافسة الشريفة. ولحرصنا على نجاح «طاش» بعد إعتذار مخرجه عبدالخالق الغانم، عرضنا التنازل عن المخرج هشام شربتجي الذي وقع معنا عقداً بمجموعة من الأعمال، بعد أن لمسنا من الأخوان في فريق «طاش» حاجتهم إليه.

-  ماذا أعددتم لـ «بيني وبينك 3»؟
لا أحب الدخول في تفاصيل عن المسلسل، لكن مثلما ذكرت أن الجمهور سيرى مزيد من التميز والإختلاف عن الجزءين السابقين وسوف يشاهد مفاجآت جميلة.

-  في الجزءين السابقين وجدنا حرصكم على تصوير جزء كبير من مشاهد «بيني وبينك». خارج المملكة مثل مصر في الجزء الأول وأثيوبيا في الجزء الثاني، فأين سيكون موقع التصوير في الجزء المقبل؟
إلى الآن لم نحدد موقع التصوير بصورة نهائية ولكن مبدئياً جاء الإختيار أن يكون بين المملكة و تركيا.

- ما سبب النجاح الذي تحقّق للأعمال التركية؟
الأعمال التركية  تميزت بالكتابة المدروسة وبحبكات درامية ذكية تدغدغ حياتنا الاجتماعية، وهذا ما نفتقده في الدراما العربية. وأيضاً أرى أنها مفعمة بالرومانسية لذا وصلت إلى المشاهد العربي بسرعة وأحبها.

- من خلال شخصية الشيخ مدحت في «بيني وبينك 2» أطلقت تحذيراتك بأن الإقتصاد سوف «ينفقع» وبالفعل عاش العالم مؤخراً أزمة إقتصادية، وشعر الجميع بأن الإقتصاد بالفعل «إنفقع»، فكيف جاء توقعك؟
لي أصدقاء محللون كان لهم رؤية في الموضوع عندما كنا نعدّ العمل، فإعتمدت على كلامهم. جاء الأمر بتخطيط ودراسة، وأنا بصراحة أشكرهم لأنهم كانوا صادقين معي في هذه المعلومات. أصبحت الكثير من وسائل الإعلام تردّد مفردة «إنفقع» الإقتصاد بعد التدهور الذي حدث في أنظمة المال العالمية، وكبار المحللين في الصحف تداولوها وهو الأمر الذي يؤكد شعبية مشاهدة المسلسل، وتناولهم لهذه المفردة التي جسدت صورة لما حدث في أسواق المال العالمية بعدما «إنفقع» الإقتصاد العالمي.

- لديكم إتجاه واضح وملموس إلى تبنّي اكتشاف المواهب الفنية من الجنسين في عالم الدراما، ولكن البعض يردّد أن إتجاهكم هو للبحث عن الموهوبات فقط. فلماذا هذا اللغط بعدما بدأتم تفعيل هذا المشروع؟
في كل أمر ناجح هناك من يحاول «الضرب تحت الحزام» من خلال شائعات لا أساس لها من الصحة. مآرب هؤلاء وأهدافهم معروفة ونحن نبحث عن الموهوبين من الجنسين.

- وإلى أين وصل مشروع إكتشاف المواهب؟
ما زلنا في الخطوات الأولى في هذا المجال، ومن أجل ذلك أنشأنا موقع الصدف الإلكتروني «www.sadaf.tv» الذي فتحنا من خلاله نافذة مشروع «أحب التمثيل» حيث نقدّم لتلك المواهب فرصة سانحة للدخول إلى عالم الدراما من أوسع أبوابها، من خلال أكثر من عمل وليس لعمل واحد مثلما فعل البعض، وهذه النافذة في موقعنا تسهّل عملية التواصل مع المواهب.

 

-  هل ذلك قاصرا على الموهوبين السعوديين أم أنه مشروع يخرج من دائرة الإقليمية إلى أبعاد أكثر شمولية من خلال تبنّي المواهب الخليجية والعربية أيضاً؟
نحن نسعى دائماً إلى منح الشباب من الموهوبين بشكل حقيقي فرصة لإقتحام أبواب الدراما في أي بلد في العالم.

- وكيف وجدتم الإقبال من المواهب على الدخول في مجال الدراما؟
الإقبال كبير ولدينا فريق تولّى هذا الأمر من خلال الإهتمام ومتابعة جميع الطلبات. والمتقدّمون سيجدون كل اهتمام منّا إذا لمسنا أن لديهم الموهبة الفعلية والحب لدخول هذا المجال. وأنا أقولها هنا جازماً إنه لن تتوافر لهم فرصة اكتشافهم في أي مكان آخر مثلما ستوفّرها لهم الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي. نحن تبنّينا هذا المشروع الضخم الذي رصدنا  له ميزانية كبيرة وهو لا يقتصر على دعم الموهوبين من الشباب والفتيات في مجال التمثيل بل يتعدّاهم إلى كل شاب أو فتاة يشعر في نفسه أو تشعر بأن في نفسها قدرة إبداعية جديدة وغير مكتشفة في التصوير أو الإخراج أوكتابة القصة وغيرها من عناصر ومكوّنات العمل الدرامي عامة. وسوف ندعم هذه المواهب العربية وبقوة لاكتشافهم في المجال الدرامي.

- في فترة سابقة شعرنا بأن الصدف تتّجه بصورة مكثّفة إلى احتكار جميع نجوم الدراما السعودية والخليجية وحتى الكتّاب، ولكن نجد الآن أن تلك العملية توقّفت ولم تستكمل دورانها بالصورة السابقة، فما هي الأسباب؟
أولاً لا أحبّذ أن أصف إبرامنا للعقود مع الفنانين والكتّاب وغيرهم بأنه عملية إحتكار، فنحن لم ولن نحتكر أحداً، بل أن عقودنا الحصرية منفعتها متبادلة مع الكاتب أو الممثل أو المخرج. ونحرص على أن تكون حسبتها مفيدة لهم كثيراً حيث أننا نستفسر ممن نوقّع معه عن عدد أعماله في السنة والمبالغ التي يأخذها ونعوضه عنها في عمل واحد أو اثنين من خلال هذا العقد، وبالتالي نحن نحرص على الممثل لكي لا يحرق نفسه. نحن أيضاً نوفّر العناء عليه بدلاً من التنقلات طوال أيام السنة من مطار الى آخر ومن بلد الى آخر، بالاضافة الى العوامل السلبية التي تنتج عن هذا الأمر من خلال التعب والجهد وجودة العمل، فالممثل لا يستطيع التعايش مع الشخصية في يومين وبالتالي تجد عقودنا تفرغ الفنان للعمل فيركّز على شخصيته ويقدمها بشكل جميل بحيث تعطيه مساحة من الإبداع رغم إرتفاع الكلفة علينا. عملية إبرامنا للعقود مستمرة إذا وجدنا الفنان أو الكاتب المناسب، فلا يوجد أي مانع في توقيع عقد حصري معه.

- ولكن أيضاً في المقابل ألغيتم عقود البعض، فما السبب؟
نعم، تمّ ذلك بالفعل. أي شخص ألغينا العقد معه لم يكن أداؤه مقنعاً ومن المؤكد أنه كان غير قابل للتطوير. ولمسنا ذلك من خلال مجموعة من الأدوار التي شارك بها في أعمالنا العديدة ومن خلال لجنة التقويم وإدارة الإنتاج لدينا التي أوصتنا بذلك وهو للأسف ما أجبرنا على ذلك. نحن نبحث عن الفنان الذي يقنع المشاهد بما يقدمه من أدوار وأن نجد أن أداء هذا الفنان قابل للتطوير وليس محلك سرّ.

- عودة الفنان الكوميدي عبدالله عسيري بعد غياب خمس سنوات من خلال مسلسل «عوانس سيتي» وضع أكثر من علامات إستفهام حوله، فهل هذه العودة جاءت من خلال مغريات مادية أم أن هناك أسباباً أخرى؟
أولاً نثمن هذه العودة بعد غياب عن الأضواء الفنية وقتاً ليس بالقصير. وأرى أن عودته ستكون بمثابة إنطلاقة جديدة له وسيعود منافساً قوياً لكثير من نجوم الدراما لدينا، وبالذات في مجال الكوميديا. فهو فنان يتمتع بالحس الفني العالي، ولكن الغريب في الأمر تعرضه لهذا الهجوم من البعض في الصحافة وفي المنتديات الإلكترونية. لماذا هذا الهجوم الذي لا داعي له؟ فعودته جاءت عن اقتناع شخصية منه وليس انطلاقاً من المغريات المادية مثلما صوّرها البعض. الحقيقه أن عبدالله عسيري كان دائما وأبدا يبحث عن النص الجيد.

- المخرج عامر الحمود إتجه مؤخراً إلى إطلاق قناة فضائية، فما رأيك؟
يعتبر  عامر الحمود من المخرجين السعوديين المميزين، وأرى أن هذه الخطوة التي  قام بها جديرة بالإحترام، ولكن أخشى أن تؤثر على تركيزه في مسألة الإخراج والإنتاج. ورغم هذا أرى أنها نافذة مهمة يقدم من خلالها أعمالاً سعودية. نحن مع  أي نافذة تقدمنا للعالم.

- هل تراودكم الرغبة في الإقدام على هذه الخطوة إطلاق قناة فضائية تحمل إسم «الصدف»؟
بالتأكيد لا نفكر وليس لدينا أي خطط لذلك، ولدي إيمان كامل بأن تخصّصنا كمنتجين للدراما يختلف عن إدارتنا لقناة تلفزيونية. هذا تخصص مهم جداً ومختلف وأنا لا أجيده أبداً.

- ظهور حسن عسيري مع فايز المالكي في إعلان تجاري مؤخراً، هل جاء بعد عرض مادي مغرٍ أم هو رغبة منك في أن تكون بداية أولى للدخول في  مجال الإعلانات التجارية؟
في واقع الأمر لم يكن لديّ تفكير مسبق في موضوع الإعلانات التجارية، ولكن عندما طلب مني بأن أقدّم هذا الإعلان لم أتردّد كثيراً ورأيت أن أجرب الدخول في هذا المجال. فما المانع من ذلك؟ وأنا مستعد  للموافقة على الإعلانات التجارية التي أراها مناسبة و تضيف إلى إسم حسن عسيري وليس العكس.

- هناك من يقول أن أفلام «الساكنات في قلوبنا» قفزت كثيراً فوق الخطوط الحمراء، فهل تعرضتم بصورة مباشرة لبعض الانتقادات حول هذا الموضوع؟
أولاً الحمد لله على النجاح التي حققتها هذه السلسلة من الأفلام التي تعرضها mbc مساء كل جمعة، ومع مرور الحلقات تحظى بنسبة أكبر من المتابعة، ولكن رغم ذلك دائماً نحن نتعرض للإنتقادات وهذا أمر بديهي. كل نجاح في الوسط الفني والإعلامي يتعرض للنقد وبعنف، و مثل هذه الإنتقادات وإذا عرفت مآربها لا نعطيها الاهتمام، ولكن نولي الإهتمام للنقد الصحيح والذي يكون نابعاً من رؤية صحافية فنية ثاقبة ليس لها مصالح

 

- لماذا تحرص على الجرأة في أعمالك الدرامية؟
هدفنا الرئيسي معالجة الأخطاء في المجتمع بطرح صريح وواقعي وبشفافية عالية. من الواضح أن تقارب المجتمعات في السعودية و بعض دول الخليج والتي كانت إلى فترة قريبة تكاد تكون منغلقة على نفسها ساهم في شعبية كل عمل نقدمه. لقد كشفنا الكثير من الزاويا القاتمة في مجتمعاتنا والتي كانت بمثابة أمور محظورة يصعب التطرّق إليها، ونجحنا عبر الأعمال الدرامية في تقديمها لجمهور المشاهدين وهو ما جعل البعض  يستغرب من ما نطرحه في تلك الأعمال من جرأة غير معهودة لدى المشاهد. ولكن أعود وأقول إن ما نقدمه نابع من صميم واقعنا ونحن كشفنا المستور بعمق غير اعتيادي.

-هل تتوقع أن يتعرض مسلسل «أسوار 2»  لسيل من الهجمات التي تعرض لها «أسوار 1»؟
بالطبع أتوقع ذلك، وكما أوضحت سابقا، كل نجاح معرض للإنتقاد من بعض الجهات والأشخاص. وللأسف الشديد هذا يحدث في مجتمعنا وبعض المجتمعات العربية فقط، لكن رغم ذلك وجد مسلسل «أسوار» أيضاً إشادة من العدد الأكبر من المشاهدين والنقّاد، وهذا يكفينا.
أتوقع أن يحقّق «أسوار2» نجاح «أسوار 1» إن لم يتفوّق عليه. هناك شريحة مهمه في المجتمع لانودّ أن نخسرها ولم تناسبها المواضيع التي طرحناها. أيضاً هناك عدة أمور أخرى، ولكن لن نمتنع في الجزء الثاني من التطرق إلى مجموعة من القضايا الحساسة والجريئة. هذه هي الأسوار التي سوف نستمرّ في القفز فوقها إن شاء الله تعالى، وسوف يلمس المشاهد من خلال  جميع أعمالنا أننا نعالج الكثير من قضايانا بواقعية.

- وما هي هذه الأعمال؟
جميع المسلسلات والأعمال التي صورناها أخيراً والبعض منها ما زال يعرض والبعض الآخر في إنتظار عرضه قريباً مثل الساكنات في قلوبنا، و«أسوار 2»، و«جمال الروح»، و«قلب أبيض»، و«عطر و وشوشة»، و«المقطار»، و«عذاب»، وغيرها الكثير.

- بعد نجاحك في «أسوار 1» جاء غيابك مستغرباً في الجزء الثاني من هذا العمل، هل صحيح أن هذا الغياب عن المشاركة في «أسوار 2» هو رغبة منك في التركيز على الجانب الكوميدي فيك خصوصاً بعد نجاحك في مسلسل «بيني وبينك»، ومثلما ردد البعض أن حسن عسيري التراجيدي إعتزل العمل الدرامي ليترك المجال لـ «عسيري» الكوميدي ؟
لا أبداً، غيابي عن «أسوار 2» كان لترك المجال لأبطال آخرين بحكم أن العمل يختلف كلياً عن «أسوار 1». لكل عمل أسلوبه الخاص في طرح القضايا وتوجهه المختلف ونجومه، لهذا السبب وجدت أنه من الأفضل الإبتعاد لأرى نجوماً أخرين يبدعون في هذا العمل. ليس الأمر متعلّقاً بإختصار مشاركاتي في الجانب الكوميدي فقط ، فأنا بصدد تصوير عمل جديد أشارك فيه وأنا أرتدي الثوب التراجيدي، وفور الإنتهاء من تصويره سنبدأ بتصوير «بيني وبينك 3».

- وما هو هذا العمل؟
لن أكشف عن تفاصيله الآن، ولكن في الوقت المناسب سوف نعلن عن تفاصيل وافية عنه.

- نعود إلى الحديث عن «أسوار 2»، هل تتوقّع أن يحقّق تركي اليوسف النجاح، وهل يمكن القول أن دوره يوازي دورك في «أسوار 1»؟
صحيح أن تركي اليوسف أحد أبطال العمل الرئيسيين في «أسوار 2»، لكن إتجاه دوره يختلف تماماً عن إتجاه دوري في «أسوار 1». أنا كنت أمثّل جانب الشر والإستبداد في العمل وتركي اليوسف يمثل جانب الطيبة والخير، وهو الأمر الذي يدخله في صراعات عديدة مع الآخرين. وعلمت منه بأن هذا الدور جديد عليه، ولكن أشعر بأن تركي اليوسف سوف يقنع المشاهد بدوره في العمل وإختيارنا له يؤكد اقناعنا بقدرته على أداء هذا الدور.

- هل تكرار أجزاء المسلسل الواحد يساهم في إستمرار النجاح للأعمال الدرامية؟
لا أستطيع القول أن التكرار مجدٍ لأي عمل، فلا يمكننا التعميم، ولكن بعض الأعمال يمكن أن تظهر بشكل جديد ومغاير في كل جزء، لهذا من الممكن أن تحقّق النجاح، وبالتالي مطلوب استمرارها. ولو نظرنا إلى الأعمال الأوروبية فسنجد أن البعض منها استمر لأكثر من عشرين سنة، والقنوات الفضائية كل يوم في إزدياد وهي في حاجة إلى الأعمال الدرامية المتعدّدة الأجزاء، وتبحث عن الأعمال التي تستطيع شدّ المشاهد لها وترغب دائماً في المزيد لإشباع نهم جمهورها المتزايد. الكل يسعى إلى تكرار نجاح أي عمل ولكن بشرط الإبتعاد عن التكرار الممل، فالتجديد أمر مطلوب حتى وإن  تشابه مسمى العمل  الواحد.

- من خلال البحث عن إشباع نهم الفضائيات وسدّ النقص الذي تواجهه، بدأ البعض يتخوف من اختراق حواجز العادات والتقاليد درامياً، فما رأيك؟
إذا  وضعنا شماعة العادات والتقاليد نصب أعيننا وتخوفنا من  كسر بعض الحواجز الإجتماعية، فلن يكون هناك أي عمل درامي. يجب أن لا تكبلنا العادات والتقاليد وتضع روؤسنا في الحفر العميقة بعيداً عن آليات التطوير والمواكبة العصرية. يجب أن نقفز فوقها من دون التعدّي على الشرع ونقدم أعمالاً فنية قابلة للتطوير.

- تولّيتم مؤخراً منصب نائب رئيس في جمعية المنتجين والموزّعين السعوديين، فما هي خططكم لتفعيل دور الجمعية في المستقبل المنظور بصورة أكبر من السابق؟
من المؤكد أن هناك الكثير من الخطط المدروسة التي سنعمل على تطبيقها في الجمعية. وأرى أنها ضرورية لبلورة المزيد من الحراك النشط في العمل الإداري في الجمعية بحيث يتولّى كل قسم فيها مسؤوليته الكاملة في دفع العمل إلى الأمام. ومن المهمات التي سنوليها العناية الكاملة والإهتمام إيجاد وثيقة تعاون بين جميع المنتجين السعوديين، وأيضاً سنمد جسور التعاون مع المنتجين العرب، هذا جزء بسيط من الأشياء العديدة التي سندرجها في خطتنا التي ما زلنا نعمل على إعدادها.