باريس: عاصمة الأناقة ومدينة الأنوار

جولي صليبا 09 مايو 2020
لطالما كانت باريس من أهم مدن العالم على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي. واشتهرت باريس على مرّ الأعوام بالسياحة نظراً لكونها مركزاً للعديد من المعالم السياحية المهمة. ويأتي السياح من كل أنحاء العالم لزيارة النصب التذكارية الخالدة، والقصور الملكية الفخمة، والمتاحف والمعارض والحدائق الأكثر تميزاً في العالم.

كما تشتهر باريس بكونها عاصمة للموضة والجمال وإقامة المهرجانات والفعاليات الرياضية والثقافية العملاقة، ما يجعل السفر إلى باريس من أفضل القرارات التي يُمكن اتخاذها.

في ما يأتي أبرز المعالم السياحية في باريس:

برج إيفل

برج إيفل هو أحد أشهر معالم باريس ويستقطب ملايين السياح سنوياً الذين يأتون لالتقاط أروع الصور الفوتوغرافية أمامه. يصل ارتفاع هذا البرج الحديدي الشاهق إلى 324 متراً فوق مستوى سطح الأرض، وهو موقع مثالي للاستمتاع بنظرة بانوراميه مُتكاملة وساحرة تُغطي أهم معالم باريس.

تأسس البرج كجزء من تصاميم معرض إكسبو يونيفرسال للعام 1889، ليُصبح الآن أحد أشهر وأهم المزارات السياحية التي يُقبل على زيارتها ما يُقارب الـ 7 مليون سائح عند تخطيطهم السفر إلى باريس.

قوس النصر

يعتبر قوس النصر بمثابة تأريخ لأحد أعظم الأحداث التاريخية التي عاشتها مدينة باريس، ألا وهي انتهاء معركة أوسترليتز التي انتصر فيها جيش نابليون بونابرت عام 1806، وقد أُسس القوس تخليداً لها ولأرواح ضحاياها من الجنود.

يعتبر قوس النصر من أبرز المعالم السياحية التي يحرص السياح على التقاط الصور الفوتوغرافية أمامه خلال جولات السياحة في باريس. ويتميّز قوس النصر بتصميم معماري رائع وفريد جاذب للأنظار من خلال تصميم الشعلة الأبدية التي تقع أسفل هيكل القوس وأعلى قبر الجندي المجهول، وتأتي روعتها من كونها ذات تقويم يتغيّر يومياً في توقيت معين منذ إنشائها في 11 نوفمبر عام 1923.

متحف اللوفر

متحف اللوفر هو من أبرز المعالم السياحية التي يُقبل على زيارتها السياح عند السفر إلى فرنسا. يضم هذا المتحف المُصّنف كأكثر متاحف العالم زيارة ما يصل إلى 38 ألف قطعة أثرية ومخطوطة ولوحات فنية لأشهر رسامي عصر النهضة، ولعل أشهرها لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي.

يتميز متحف اللوفر بتصميمه الرائع، علماً أنه كان قصراً ملكياً فارهاً، تُحيط به مساحات شاسعة من الأراضي ترجع للقرن الثاني عشر، أي ما قبل عصر النهضة.

يقع متحف اللوفر أقصى الشرق من حدائق ومُنتزهات العاصمة الفرنسية الشهيرة، مروراً بقوس النصر ودي كاروسيل، ويستقطب سنوياً ما يُقارب 7.5 مليون سائح.

قصر فرساي

يعود تاريخ بناء قصر فرساي إلى العام 1624 عندما أمر الملك لويس الثالث عشر ببناء بيت صغير له على تلة قرية فرساي ليقيم فيه أثناء رحلاته للصيد. وكانت منطقة فرساي وقتها قرية ريفية صغيرة، ثم قرر الملك لويس الرابع توسعة ذلك البيت وتحويله إلى قصر ليقيم فيه؛ فأمر المعماريين بتصميم القصر وحدائقه ليصبح المقر الرئيسي للسلطة الفرنسية، واستغرق بناؤه سنوات عدة، وذلك في الفترة الممتدة بين عامي 1664م-1710.

بقي القصر محط اهتمام الملوك والمقر الرئيسي للسلطة حتى قيام الثورة الفرنسية، إلى أن قام الملك لويس فيليب عام 1833 بتحويل هذا القصر إلى متحف لتاريخ فرنسا وقام بجمع العديد من الرسومات واللوحات والمنحوتات التي تمثل أحداثاً وأشخاصاً من تاريخ فرنسا.

يحتوي قصر فرساي على قاعة المرايا الشهيرة المطلّة على حدائق القصر، والتي تحتوي على 17 قوساً مكسواً بالمرايا، وكل قوس منها يحتوي على إحدى وعشرين مرآة تعكس النوافذ المطلّة على الحدائق.

البانثيون أو مقبرة العظماء

تعد مقبرة العظماء أو البانثيون Panthéon من المعالم السياحية المهمة في مدينة باريس. يقع البانثيون في الحي اللاتيني وتحديداً على جبل سانت جينيفيف. تم بناء مبنى البانثيون أساساً ليكون كنيسة تضم ضريح سانت جينيفيف، ولكن المبنى الآن مُخصص ليضم رفات شخصيات فرنسية هامة ساهمت في كتابة التاريخ الفرنسي، ومنهم فولتير وفيكتور هوجو، وجين مونيه، وغيرهم.

يمتاز مبنى البانثيون بروعته المعمارية من الخارج وزخارفه المذهلة. أما داخله فلا يقل روعة عن خارجه بحيث يمكن مشاهدة الزجاج الملون والفسيفساء إلى جانب التماثيل الكاملة والزخارف التي تمتلئ بها جدران البانثيون. أما أهم أجزاء البانثيون فهو السرداب الذي يحتوي على أربعة أروقة ويضم الرفات الخاصة بالشخصيات الفرنسية الشهيرة في التاريخ الفرنسي.

الغران باليه أو القصر الكبير

يعود تاريخ إنشاء القصر الكبير إلى العام 1897 وهو عبارة عن مبنى كبير يضم متحفاً وقاعة عرض وتبلغ مساحته 77 ألف متر. يعتبر هذا القصر تحفة فنية ومعمارية لا مثيل لها، وهو الأكبر أوروبياً وعالمياً. يتميّز القصر الكبير الباريسي بهندسته المعمارية والفريدة التي جمعت بين فن طي الحديد وزخرفة الزجاج، مع واجهة كلاسيكية مصنوعة من الحجر. يستضيف القصر الكبير العديد من الفعاليات العالمية المختلفة، مثل عروض الخيول والمعارض التجارية والمهرجانات الثقافية والترفيهية والحفلات الموسيقية.

متحف رودين

إذا كنت شغوفاً في الفن التشكيلي وترغب في زيارة مكان تاريخي بعيداً عن الصخب والحشود السياحية، فلن تجد أفضل من متحف رودين الذي يستعرض مجموعة من أهم وأشهر أعمال النحات الفرنسي أوغست رودين وحبيبته كامي كلودل، إضافة إلى 7 آلاف لوحة مرسومة ترجع للقرن 19، مع مُقتنيات رودين الشخصية من أعمال أشهر الرسامين العالميين مثل فان جوخ.

كما يتميّز المتحف بحدائقه الغنّاء الواسعة التي تستضيف تمثال النحات العظيم أوغست رودين، وتُعد بقعة مثالية للاسترخاء والاستجمام.