نيللي مقدسي في كليب جريء

مقابلة, نيللي مقدسي, ميريام فارس, جان صليبا, شركة روتانا

09 سبتمبر 2009

«نار ناري» أحدث أغنية قدمتها الفنانة نيللي مقدسي ضمن كليب اعتبره البعض جريئاً الى حدّ مبالغ فيه... وهي تعترف بأنه جريء، لكن بمعنى أنه غريب وليس بمعنى المبتذل... تدافع عن وجهة نظرها في ترك شركة «روتانا» بالقول أنها ترفض مبدأ الحصرية، وتؤكد أنها أعطت جان صليبا حقوقه المستحقّة كاملة، لكنها لن تسامحه يوماً على الكلام المسيء الذي قاله بحقها في الصحف والمجلات. تفاصيل كثيرة أخرى نطّلع عليها من خلال هذا الحوار...

- نسألك بداية عن أحدث أعمالك، أغنية «نار ناري» الخليجية التي صوّرتها فيديو كليب مع المخرجة رندى العلم. ماذا عنها؟
أودّ التنويه اولاً، الى أن هذه الأغنية ليست خليجية، بل بدوية اللهجة وتحمل الروح الخليجية من خلال اللحن والتوزيع. وقد اخترت أن أقدّم من جديد أغنية بدوية، لأن هذا اللون هو الذي اشتهرت به بين الناس مع انطلاقتي الفنية. وبما أنني لم أصوّر أي أغنية بدوية من مدّة، أحببت إعادة التجربة كوني تميّزت بهذا اللون، خصوصاً أني أصبحت حرّة خارج «روتانا».

- ماذا تقصدين بأنك أصبحت حرة خارج «روتانا»؟ هل كانوا يفرضون عليك نمطاً معيناً من الأغنيات؟
لا. لكن الفرق أني صرت قادرة على إعادة الكيان الفني الذي كنت عليه قبل انضمامي الى «روتانا» وأصدر الأغنيات التي أريدها. قدمت عدة أغنيات بدوية في الألبومات التي أنتجتها «روتانا»، لكن الظروف لم تكن تسمح بتصويرها. كنت أصور بداية الأغنية اللبنانية أو المصرية، على أن أصوّر لاحقاً أغنية بدوية... ثم يحصل ظرف ما يؤخّر التصوير أو يعرقله، سواء لناحية الوقت أو الموازنة والخ.... بينما اليوم، لي مطلق حرية التصرّف وحدي، أصدر الأغنية التي أريدها، وفي التوقيت الذي أراه مناسباً، إضافة الى أهمية توزيع الكليب على كل المحطات عكس مبدأ الحصرية الذي تفرضه «روتانا».

- قبل التوسّع في موضوع انفصالك عن روتانا، نريد أن نسأل عن كليب «نار ناري» الذي اعتبره البعض جريئاً بشكل مبالغ فيه. ما ردّك؟
لا أعتقد أنه أجرأ من كليب «شوف العين» الذي كان أول كليب قدمته. أعتبر كليب «نار ناري» جريئاً بمعنى أنه غريب، وليس بالمعنى السلبي أو المبتذل للكلمة. أنا أساساً أحب الغرابة في كلّ شيء، وهذا يظهر في كل الكليبات التي قدمتها. ملابسي غريبة، حتى شكل هاتفي الخليوي غريب... وأريد دائماً أن تكون أعمالي غريبة مثل أغنية «شبكي» على سبيل المثال. أحب هذا النمط. في حياتي اليومية تجدين أن هذا أسلوبي في الأزياء. أرتدي ما يليق بي ويظهر أنوثتي، لكن دائماً بعيداً من الإبتذال. هناك أشخاص حتى ولو ارتدوا ملابس مغرية، لا يظهرون بشكل مغرٍ، والعكس صحيح. الفرق يكمن في الشخص نفسه، طريقة كلامه، جلوسه، وتصرّفه... هنا يكمن الإبتذال وليس في الملابس. لهذا أنا مع الجرأة شرط المحافظة على الحدّ الأدنى من الحياء، يمكن أن نرتدي ملابس جريئة لكن أنيقة، وهنا الفرق.

- لكن الجرأة التي نقصدها تكمن في طريقة رقصك في الكليب أكثر من الأزياء؟
الفكرة كانت في الرقص على آلة الطبلة. وما قُدّم كان متلازماً مع الفكرة، وليس الرقص لمجرّد الرقص. ودون شك، الرقص على الطبلة سيكون مختلفاً بطبيعة الحال عن رقص الباليه مثلاً... كان يفترض أن أبدو حادّة في الرقص لأن الأغنية والفكرة تتطلبان ذلك. بينما لو كانت الأغنية رومانسية مثلاً، لكان الشكل اختلف بطبيعة الحال. وأكثر مشهد أعجب الناس وعلقّ في أذهانهم هو مشهد الرقص على الطبلة، وقد أحبوه كثيراً.

- البعض يرى أن طريقة الرقص شبيهة بما قدّمته ميريام فارس في أغنيتها الخليجية؟
أبداً، هذا غير صحيح... ميريام لم ترقص على الطبلة في كليبها. حتى طريقة الرقص مختلفة تماماً ولا تشبه ما قدّمته ميريام في شيء. كما أن فكرة الرقص على الطبلة كانت جديدة كلياً وذكية من جانب المخرجة رندى العلم، بحيث لم يقدم أحد مشهداً مماثلاً. أساساً أنا احترفت الغناء قبل ميريام، وبدأت بتقديم رقصات في كليباتي قبلها بكثير، وهذا أمر معروف.

- بالعودة الى موضوع شركة «روتانا»، ألا تجدين أن وجود الفنان ضمن شركة، يشكّل ضمانة أكبر له خصوصاً أن الكل بات يعرف أن كلفة الإنتاج كبيرة، والألبومات لا تحقّق أي أرباح بسبب القرصنة؟
هذا صحيح مئة في المئة. ولا بدّ من الإعتراف بأن نجاح أي فنان لا بدّ ان يُكمّل مع شركة إنتاج. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن للفنان أن ينجح دون شركة إنتاج. النجاح يكمن في الأعمال التي يقدمها، حضوره، ادارة اعماله... أما دور شركة الإنتاج فيكمن في مساعدة الفنان وتعزيز انتشاره أكثر. لكن إن كانت هذه الشركة لا تساعده، او بأقل تقدير لا تضيف اليه، فلماذا وجودها من الأساس؟ عندها يفكر الفنان في الإنتقال الى مكان آخر، وهذا ما قمت به أنا. كثر قالوا إن شركة «روتانا» هي من استغنى عني، لكن هذا ليس صحيحاً أبداً. «روتانا» كشركة حاولت أكثر من مرة أن تعيدني عبر وسطاء لكني لم أوافق على العقد المعروض من جانبها. لا شك أن «روتانا» شركة مهمّة وكبيرة، لكن كل شخص يجلس على الجانب الذي يريحه.

- تركت «روتانا» مرتين. كيف حصل ذلك؟
عدت الى «روتانا» بعد أن فسخنا العقد أول مرة، على أساس أنهم سيفتحون مجالات أوسع لانتشار الكليبات. لكن اكتشفت أن الواقع مختلف عمّا كانوا يدّعون. طبعاً هذه سياسة الشركة وهم أحرار في ما يقرّرونه ويجدونه مناسباً لهم. لكن أنا وجدت أن الأمر لا يناسبني، فانسحبت من جديد. وموضوع الحصرية هو ذاته الذي جعلني أتركهم أول مرة. الكليب برأيي أساسي لانتشار الفنان. وإن كان بعض الفنانين يرى ان نجاح «روتانا» كمحطة كافٍ بالنسبة إليهم، فهو ليس كذلك بالنسبة إليّ. لأن المزيد من الإنتشار على كل المحطات هو الذي يهمني بالدرجة الأولى. لكلّ منا وجهة نظر، وهذا لا يعني أن هناك خلافاً جذرياً بيننا، والدليل ان كليباتي تعرض على شاشتهم، كذلك أخباري ومختلف نشاطاتي الفنية.

- ما صحّة القول إن جان صليبا هو الذي توسّط لدى «روتانا» لإعادتك؟
أبداً... كل واحد حرّ في ما يقوله، وجان صليبا «بطل».

- ماذا تقصدين بأنه «بطل»؟
هو «بطل» لأن كل ما يحصل في الحياة يكون بسببه. نجاح الفنانين بسببه، وكذلك فشلهم... أنا أقول المنطق والحق، ولا أنكر أن جان صليبا «شاطر» في مجال عمله، لكنه شخص كثير الكلام عن نفسه. وأنا شخصياً لا أحب هذا النوع من الناس. تخيّلي أن أجلس طوال اليوم وأنا أقول للناس «أنا فنانة مهمة، أنا إنسانة رائعة...» في النهاية سينفرون مني. وهذه مشكلة جان صليبا، مع الكثير من الفلفل والبهار.... قال الكثير من الأمور السيئة عني، لكني لن أنزل الى مستوى الردّ عليه لأني إنسانة محترمة ولا يمكن أن أردّ بشكل غير لائق أو غير مهذّب، لكن لا يمكن أن أسامحه على ما قاله عني.

- مما قاله جان صليبا إنك لم تدفعي له مبلغاً من المال، كنسبة من أجرك عن عقد إعلاني هو الذي أمّنه لك؟
أنا أعطيته حقّه وأكثر... لكنه كان طمّاعاً بسبب تورّطه في ديون. وهذا ليس ذنبي.

- قلت أنه لا يمكن لك مسامحته؟
فعلاً، لا يمكن أن أسامحه لأنه لا يزال حتى اليوم يتحدث عني بالسوء. وأنا لست الوحيدة طبعاً. يصف بعض الفنانات بأنهنّ فاشلات من دونه، بينما الكلّ يعرف أنهن ناجحات، لا بل ناجحات جداً... لهذا ربما قلّل في الفترة الأخيرة من تصريحاته النارية ضدّهم.

- هل جدّدت العقد مع شركة «ليون اتو» للمجوهرات؟
كلا انتهى العقد بيننا. وسأكون قريباً وجهاً إعلانياً لشركة مجوهرات أخرى، وهي أيضاًَ سويسرية.

- هل باشرت تحضير أغنيات جديدة؟
بالفعل. سأصدر قريباً أغنية منفردة، وسأختار واحدة مصرية صعيدية وأخرى بدوية.

- قلّة من الناس يعرفون أنك تغنّين اللون الرومانسي. لماذا لا تصوّرين إحدى أغنياتك الرومانسية؟
هذه واحدة من المشاكل التي واجهتها مع «روتانا». مثلاً، قدمت سابقاً أغنية رومانسية بعنوان «محتاجة ليك» وكان يفترض أن أصوّرها في المغرب مع المخرج سعيد الماروق. لكنهم لم يقدّموا موزانة كافية لذلك. لهذا السبب كثر لا يعرفون أني أجيد غناء اللون الرومانسي، لأني لم أصور ولا واحدة.

- ألن تصدري ألبوماً كاملاً؟
حالياً أفضّل إصدار أغنيات منفردة لأنها تأخذ حقّها أكثر من الإنتشار. وقد أقدّم أغنية رومانسية كي يسمعني الناس بهذا الأسلوب.

- هل تخشين ألاّ يتقبّلك الجمهور باللون الرومانسي بعد أن اشتهرت بالأغنيات البدوية؟
كلا على العكس. مثلاً أغنية «محتاجة ليك»، كلّ من سمعها  أحبّها.

- صرّحت الفنانة نجوى كرم أنه يجب ترحيل الصحافي من البلد إذا أساء إلى الفنان اللبناني. هل أنت مع هذا القول؟
أنا طبعاً لا أعرف دوافع نجوى كرم كي تقول هذا الكلام، لكن أعتقد أن هناك مبالغة. وربما تكون قالت هذا الكلام نتيجة انزعاجها من شيء ما. وبطبيعة الحال لا يجوز أن تصل الأمور الى هذا الحدّ. والسؤال يكمن في نوع الإساءة ومدى تسبّبها بالأذى. خصوصاً أنه لا يحقّ لأي كان الإساءة الى كرامات الناس. أنا شخصياً لا أنزل الى مستوى الردّ مهما أساء إليّ شخص ما. أتضايق نعم، وهذا طبيعي، لكن لا أعتقد أنه يمكن أن يصدر مني كلام مماثل، كالمطالبة بترحيل من يؤذيني، وقد أردّ بأسلوب مغاير. يجب احترام الصحافي في رسالته، تماماً كما يجب احترام الفنان واحترام حياته الشخصية وعدم التعرّض للكرامات.

- أنت شخصياً، كيف تصفين علاقتك بالصحافة؟
هي جيدة بالإجمال، وليست لي مشاكل مع الصحافيين.

- إذا كتب أحدهم أمراً مسيئاً، هل تقيمين دعوى عليه؟
طبعاً، إن وصل الأمر الى كرامتي بالتأكيد سأقاضيه. لكني طبعاً لا أقاضي صحافياً كتب مقالاً ينتقدني في موضوع فني.

- أنت من الفنانات القليلات اللواتي تُثار حولهنّ شائعات زواج وعلاقات حب... لماذا؟
ربما لأنني صريحة وواضحة ولا أخفي أموراً. وهم يعرفون أني لو كنت مرتبطة جدياً، أعلن عن الموضوع ولا أخفيه.

- حالياً هل أنت مرتبطة؟
هناك علاقة لكنها ليست رسمية حتى الآن. قليلة هي الفترات التي تمرّ في حياتي دون أن أكون على علاقة حب. علاقاتي العاطفية ليست كثيرة، لكني أحب الارتباط برجل حنون يُشعرني بالدفء. وأحب أن أعيش الإحساس بأن هناك شخصاً يهتم لأمري، وأنا بطبعي مخلصة أي «غبية». أفضّل عدم الحديث كثيراً عن علاقتي الحالية، لأنها لم تتخّذ إطارها الجدّي بعد، وربما لن تكون موجودة غداً.

- هل أنت مزاجية؟
مزاجية في قراراتي لكن ليس في علاقاتي. وأيضاً في حياتي المهنية، لست مزاجية، بل ملتزمة لأني أحب فني الى أبعد الحدود.

- لماذا وصفت نفسك بالغبية عندما قلت إنك مخلصة؟
أبداً، كنت أمزح... أحب الإخلاص وأرفض الخيانة بكلّ أشكالها. ومستحيل أن أسامح الخيانة لأني أعطي من كل قلبي وأحب الى حدّ التطرّف، وأريد أن أُعامَل بالمثل.

- هل أغرمت مرة الى حدّ التطرف وقلت «هذا حب حياتي»؟
أنا أؤمن بأن الإنسان يحب أكثر من مرة. ومع كل علاقة إن كانت جيدة، يقول المرء أن هذا هو ربما حب حياتي...