لماذا قرّر الفنانون شبه المعتزلين العودة إلى الساحة الغنائية
مطربون, علاء زلزلي, مايز البياع, صبحي توفيق, إعتزال, فنان / فنانون لبنانيون
14 سبتمبر 2009الفنان علاء زلزلي
الذي غاب عن الأغنية العاطفية لسنوات طويلة، ولكن بقي ظلّه في تقديم الأغنية الوطنية أو أغنية المناسبة، بحيث كان يصدر في كلّ عدوان إسرئيلي أو شغب أمني لبناني عملاً يتناسب مع الوضع السائد مثل «نحنا مش إرهابيين»، و«لا للطائفية»، كما أصدر أغنية للوطن والجيش. واليوم يعود إلى الساحة الغنائية بألبوم يمكن وصفه ب «الضارب» خصوصاً أغنية «الدلعونا» التي أعادته إلى الأذهان، ولكن هذه المرّة بروح جديدة ونفَس آخر ولون جديد بالنسبة إليه لاءم صوته وحضوره المحبّبين.
وكان زلزلي قد سافر إلى دول عربية وأجنبية كثيرة لإحياء حفلات غنائية لجمهوره العربي والجاليات العربية الموجودة هناك. فرغم ابتعاده عن الإصدارات الغنائية، لم يكن بعيداً يوماً عن إقامة الحفلات، ولم يكن مغيّباً من أحد رغم أن لديه وجهات نظر في الوضع الفني السائد. واكتفى بالقول إنه عاد بألبوم وأغنية مصوّرة واحدة، «الدلعونا»، وفي توقيت غير مناسب حيث حلول موسم الدراسة، ووقت سياسي صعب، ورغم هذا حقّقت هذه الأغنية، بحسب رأي زلزلي، نجاحاً ضاهى نجاح أغنيات نجوم الغناء الذين أصدروا ألبوماتهم خلال موسم الصيف المنصرم، مما يعني أن نجم علاء ما زال يلمع، وأنه مازال في ذاكرة الناس.
الفنان مايز البياع
الذي عُرف بصوته الجميل والقريب من القلب وذائقته الفنية في اختيار أغنيات تناسب حنجرته وحضوره، جذبته التجارة وأخذته من عالم الأضواء والشهرة إلى عالم المال. إذ دخل في أكثر من مشروع منها افتتاح مركز تجميلي لزوجته لبضع سنوات، لم يُكتب له الإستمرار ولم يحقّق النجاح الذي كان يتوقعه. كما شارك في مشاريع عقارية وأبنية، وافتتاح سلسلة مطاعم في منطقة السوليدير لكنه لم يوفّق، بحسب رأيه، لظروف وأسباب أمنية ألمّت بالبلد خلال الفترة الأخيرة. لكن رغم كلّ هذه المشاريع التي خاضها يقول مايز إنه لم يفارق الحفلات الغنائية، فقد أقام الكثير منها في بلاد الإغتراب والدول العربية. وحول سؤاله عن سبب فشله في التجارة خصوصاً إذا كان الفنان لا يتمتع ب «عقل تجاري» وموهبة إدارية يقول مايز إذا برع الفنان في مهنته أو أي شخص في مهنة معيّنة عليه أن يبقى فيها ويحصر تفكيره فيها وتكون نظرته مطابقة للواقع بدلاً من تجربة ميادين أخرى غير مضمونة النتائج. ويضيف مايز مجيباً عن سبب ابتعاده عن الغناء:«بالنسبة إليّ أحببت أن يكون هناك عمل رديف للفن نتيجة تراكم المسؤوليات والمصاريف والمتطلبات الحياتية خصوصاً أن كلفة الإنتاج أصبحت باهظة وكلفة التصوير عالية، كما أصبحت عملية انتقاء الأغنيات صعبة بحيث بات من المستحيل أن يختار الفنان أغنية جميلة من جلسة واحدة مع ملحن. فالأصوات كثيرة والملحنون قلّة. ومع دخول شركات الإنتاج الكبرى انطفأت الصغرى، وبالتالي لم يعد لديها أي وجود في الساحة الفنية.
وعن عودته يقول مايز إنه حاول العودة إلى الساحة منذ سنتين من خلال إطلاق ألبوم من إنتاجه الخاص، إلا أنه لم يوفّق بسبب عدم ترويجه في الشكل المطلوب. ولكنه سيعود اليوم من خلال ألبوم جديد من إنتاجه أيضاً لأنه لم يجد شركة إنتاج تدعمه، وسيسبقه إطلاق أغنية منفردة بعنوان «عم بشتاق لك»، من كلمات وألحان سليم عساف، وسيصوّرها على طريقة الكليب تحت إدارة المخرج أكرم قاووق. وحول سؤاله عن عدم مجاراته السوق في اختيار مخرج بعيد نوعاً ما عن الوسط الفني، ذكر أنه يعمل اليوم بحسب إمكاناته المادية المتوافرة رغم أنه يجد أن ما قُدّم من أعمال لفنانين وفنانات ومخرجين ومخرجات سبق أن قدّمه هو والفنانون الذين عاصرهم.
الفنان صبحي توفيق
صحيح أنه غاب عن الإصدارات الغنائية ولكنه لم يغب عن الحفلات سواء في لبنان أو خارجه. وتقول إحدى قريباته التي ردّت على اتصالنا كونه كان موجوداً في سورية لإحياء حفلات غنائية، إن غيابه كان بسبب الموجة التي داهمت الوسط الغنائي، ورغم هذا بقي صبحي توفيق واستمرّ وكان هناك طلب كبير على حفلاته. وحول سؤالنا عمّا إذا كانت حياته الشخصية وزواجه مرتين وبناء عائلتين أثّرت سلباً على تطوّره ووجوده الفني، ذكرت أن صبحي موجود، وسبب قلّه إنتاجه الغنائي كون الجمهور يفضّلونه في غناء القدود الحلبية والطرب. وأكّدت أن صبحي ما زال موجوداً، وأنه منذ فترة حضر حفلته في «الأطلال بلازا» الموسيقار ملحم بركات وفنانون آخرون، مما يعني أن صوت صبحي لا يموت وسيظلّ في الأذهان دائماً. وقد أنزل أخيراً أغنية بعنوان «شوف» صوّرها على طريقة الكليب تحت إدارة المخرجة رندلى قديح.
سؤال واحد يبقى برسم نقابة الفنانين ما الطريقة للمحافظة على نجوم غنّوا في ظلّ غيابها؟ وهل من طرح جديد تتمّ فيه غربلة الفنانين الحقيقيين والأصوات الجيّدة عن الأصوات التي تخوض المغامرة بهدف الشهرة والأموال فقط؟
فجأة ودون سابق إعلان أو إنذار عاد الفنانون الذي احتجبوا لفترة طويلة عن السمع والعين، بالطريقة نفسها التي غابوا فيها. إذ لم نشاهدهم أو نسمع لهم أغنيات منذ سنوات طويلة رغم أنهم كانوا ناجحين ومعروفين بأصواتهم الجميلة البعيدة عن النشاز وحضورهم المحبّب، ومن هؤلاء مايز البياع صاحب أشهر أغنيات العسل «عسل بشهده»، وصبحي توفيق صاحب أغنية «طول ما انت غايب»، وعلاء زلزلي صاحب أغنية «اتدللي على زلزلي» وأفضل من أعاد أغنية وديع الصافي «هدّوني» خصوصاً أنه رافقها بحركات استعراضية ظريفة كان يشاركه بها جمهوره على المسرح. أين هم هؤلاء ولماذا غابوا عن الساحة الفنية؟ وهل دخلوا في مشاريع تجارية تضمن لهم مستقبلهم المعيشي؟ أو أن زحمة الأسماء والأصوات جعلتهم يبتعدون تاركين الساحة للجيّد القليل والرديء الكثير.